- da3i
عدد المساهمات : 1431
نقاط : 2865
التقييم : 1
تاريخ التسجيل : 12/03/2011
إشراق الأرض بالنبوة وظلمتها بفقدها
الأحد 23 أكتوبر 2011, 5:11 am
إشراق الأرض بالنبوة وظلمتها بفقدها
مقتطفات مختارة من كتب ابن القيم
فأهل الأرض كلهم في ظلمات الجهل والغي إلا من أشرق عليه نور النبوة، كما في المسند وغيره من حيدث عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله خلق خلقه في ظلمة، وألقى عليهم من نوره، فمن أصابه من ذلك النور اهتدى، ومن أخطأه ضل، فلذلك أقول: جف القلم على علم الله".
ولذلك بعث الله رسله ليخرجوا الناس من الظلمات إلى النور، فمن أجابهم خرج إلى الفضاء والنور والضياء، ومن لم يجبهم بقي في الضيق والظلمة التي خلق فيها، وهي: ظلمة الطبع، وظلمة الجهل، وظلمة الهوى، وظلمة الغفلة عن نفسه وكمالها وما تسعد به في معاشها ومعادها. فهذه جملتها ظلمات خلق فيها العبد، فبعث الله رسله لإخراجه منها إلى العلم والمعرفة والإيمان والهدى الذي لا سعادة للنفس بدونه البتة، فمن أخطأه هذا النور أخطأه حظه وكماله وسعادته وصار يتقلب في ظلمات بعضها فوق بعض، فمدخله ظلمة، ومخرجه ظلمة، وقوله ظلمة، وعمله ظلمة، وقصده ظلمة، وهو متخبط في ظلمات طبعه وهواه وجبله، وقلبه مظلم، ووجهه مظلم، لأنه يبقى على الظلمة الأصلية، ولا يناسبه من الأقوال والأعمال والإرادات والعقائد إلا ظلماتها، فلو أشرق له شيء من نور النبوة لكان بمنزلة إشراق الشمس على بصائر الخفاش:
بصائر أغشاها النهار بضوئه *** ولائمها قطع من الليل مظلم
يكاد نور النبوة يعمي تلك البصائر ويخطفها لشدته وضعفها، فتهرب إلى الظلمات لموافقتها لها وملائمتها إياها.
والمؤمن عمله نور، وقوله نور، ومدخله نور، ومخرجه نور، وقصده نور، فهو يتقلب في النور في جميع أحاله، قال الله تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}، ثم ذكر حال الكفار وأعمالهم وتقلبهم في الظلمات فقال: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ}.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى
مقتطفات مختارة من كتب ابن القيم
فأهل الأرض كلهم في ظلمات الجهل والغي إلا من أشرق عليه نور النبوة، كما في المسند وغيره من حيدث عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله خلق خلقه في ظلمة، وألقى عليهم من نوره، فمن أصابه من ذلك النور اهتدى، ومن أخطأه ضل، فلذلك أقول: جف القلم على علم الله".
ولذلك بعث الله رسله ليخرجوا الناس من الظلمات إلى النور، فمن أجابهم خرج إلى الفضاء والنور والضياء، ومن لم يجبهم بقي في الضيق والظلمة التي خلق فيها، وهي: ظلمة الطبع، وظلمة الجهل، وظلمة الهوى، وظلمة الغفلة عن نفسه وكمالها وما تسعد به في معاشها ومعادها. فهذه جملتها ظلمات خلق فيها العبد، فبعث الله رسله لإخراجه منها إلى العلم والمعرفة والإيمان والهدى الذي لا سعادة للنفس بدونه البتة، فمن أخطأه هذا النور أخطأه حظه وكماله وسعادته وصار يتقلب في ظلمات بعضها فوق بعض، فمدخله ظلمة، ومخرجه ظلمة، وقوله ظلمة، وعمله ظلمة، وقصده ظلمة، وهو متخبط في ظلمات طبعه وهواه وجبله، وقلبه مظلم، ووجهه مظلم، لأنه يبقى على الظلمة الأصلية، ولا يناسبه من الأقوال والأعمال والإرادات والعقائد إلا ظلماتها، فلو أشرق له شيء من نور النبوة لكان بمنزلة إشراق الشمس على بصائر الخفاش:
بصائر أغشاها النهار بضوئه *** ولائمها قطع من الليل مظلم
يكاد نور النبوة يعمي تلك البصائر ويخطفها لشدته وضعفها، فتهرب إلى الظلمات لموافقتها لها وملائمتها إياها.
والمؤمن عمله نور، وقوله نور، ومدخله نور، ومخرجه نور، وقصده نور، فهو يتقلب في النور في جميع أحاله، قال الله تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}، ثم ذكر حال الكفار وأعمالهم وتقلبهم في الظلمات فقال: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ}.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى
- ملاك الروووح
عدد المساهمات : 3611
نقاط : 6742
التقييم : 46
تاريخ التسجيل : 04/06/2011
رد: إشراق الأرض بالنبوة وظلمتها بفقدها
الأحد 23 أكتوبر 2011, 8:08 am
لك مني خالص الشكر و وافر الامتنان و التقدير
لمشاركاتك بمثل هذا الطرح الرائع و المميز وماقدمت لنا
و تقبل تواجدي المتواضع بمتصفحك المشرق دوماً و أبداً
دمت بحفظ اللــــه و رعايتـــــــــــــه ،؛،
ننتظر بكل الشوق لجديدك المميز
كن متألقاا دائما
\
/
لـ اجمل التـ ح ـايا وارقها مـ غ ـلفه بـ ع ـطر الورد الـ ج ـوري
ــك
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى