- مرسا
عدد المساهمات : 4195
نقاط : 8169
التقييم : 14
تاريخ التسجيل : 23/02/2011
العمل/الترفيه : https://mrsa.hooxs.com/
السيرة النبوية,زيارة المسجد النبوي .. فضائل وآداب
السبت 24 ديسمبر 2011, 6:17 am
زيارة
مسجد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وشد الرحال إليه عبادة مستحبة في أي وقت
، وهي من القربات التي انعقد الإجماع على استحبابها ، وقد قال النبي ـ صلى
الله عليه وسلم ـ : ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ومسجد الأقصى )(البخاري) ..
وعلى
المسلم أن يستشعر نعمة الله عليه إذا وفقه لزيارة مدينة الحبيب ـ صلى الله
عليه وسلم ـ ومسجده ، ويستحضر في قلبه شرف المدينة ، إذ هي حرم رسول الله ،
ودار هجرته ، ومهبط وحيه ، ومثواه بعد موته ، بها قامت دولة الإسلام ،
وانتشر منها نور الهداية إلى جميع بقاع الأرض ، وهي أفضل البقاع بعد مكة ،
من أرادها بسوء أذابه الله ، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال أبو القاسم ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( من أراد هذه البلدة بسوء ـ يعني المدينة ـ أذابه الله كما يذوب الملح في الماء )(مسلم) .
فالمدينة المنورة بالحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ لها حرمة كحرمة مكة ، ولم يثبت لغيرها ذلك ، فقد روى مسلم عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال : قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( إن إبراهيم حرم مكة ، وإني حرمت المدينة ما بين لابتيها (طرفيها) ، لا يقطع عِضَاهُها (شجر فيه شوك) ، ولا يصاد صيدها )(مسلم) ..
ومن
ثم ينبغي رعاية حرمتها ، وأن يصرف المسلم وقته حال وجوده بها في طاعة الله
، وليحرص كل الحرص على الصلاة والعبادة في المسجد النبوي ، لما في ذلك من
الأجر الكبير والثواب العظيم ، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام )(البخاري) .
ولمسجد
النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وزيارته آداب كثيرة ينبغي التأدب بها ، إذ
حرمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيا كحرمته ميتا ..
فإذا وصل زائر المدينة إلى مسجد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ سُنَّ له أن يقدم رجله اليمنى وأن يقول : ( بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك )(مسلم) ، وهذا الذكر مسنون عند دخول سائر المساجد في أي مكان ..
ثم
يصلي تحية المسجد ، والأفضل ـ إن استطاع دون ضرر أو إيذاء لأحد ـ أن
يصليها في الروضة الشريفة ، لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة )(البخاري) .
وبعد الصلاة يزور قبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وقبري صاحبيه : أبي بكر وعمر ـ
رضي الله عنهما ـ ، فيقف تجاه قبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأدب وخفض
صوت ، ثم يسلم عليه قائلا : " السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله
وبركاته " .
فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( ما من أحد يسلم عليّ إلا ردّ الله عليَّ روحي حتى أردّ عليه السلام )(أبو داود) .
ويجمع
بين التسليم والصلاة عليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، لما تقرر من استحباب
الجمع بين الصلاة والسلام عليه ، عملاً بقول الله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }(الأحزاب:56) . ثم يسلم على أبي بكر وعمر ـ رضي الله عنهما ـ ، ويدعو لهما ..
وكان ابن عمر
ـ رضي الله عنهما ـ إذا سلم على الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصاحبيه ،
لا يزيد غالباً على قوله : " السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا أبا بكر ، السلام عليك يا أبتاه " ، ثم ينصرف .
قال ابن تيمية :
" وإذا قال في سلامه : السلام عليك يا رسول الله يا نبي الله ، يا خيرة
الله من خلقه ، يا أكرم الخلق على ربه ، يا إمام المتقين ، فهذا كله من
صفاته بأبي هو وأمي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وكذلك إذا صلى عليه مع السلام
عليه فهذا مما أمر الله به .." .
ويُسن
للزائر أن يصلي الصلوات الخمس في مسجد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ،
خاصة في الروضة الشريفة ، وأن يكثر فيه من الذكر والدعاء والصلاة على النبي
ـ صلى الله عليه وسلم ـ وغير ذلك من الطاعات ، اغتناماً لما في ذلك من شرف
المكان ، وعظم الأجر والثواب ..
ولا
يجوز لزائر مسجد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يتمسح بالحجرة أو يقبلها
أو يطوف بها ، لأن ذلك لم ينقل عن السلف الصالح ، بل هو بدعة منكرة ..
قال ابن الصلاح : " .. وليس من السنة أن يمس الجدار ويقبله .." .
وقال النووي
: " .. ويكره مسحه باليد وتقبيله ، بل الأدب أن يبعد عنه كما يبعد منه لو
حضر في حياته ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، هذا هو الصواب وهو الذي قاله
العلماء ، وأطبقوا عليه ، وينبغي ألا يغتر بكثير من العوام في مخالفتهم ذلك
" .
ومن
ثم فمن باب أوْلى أن لا يُسْأل الرسول - صلى الله عليه وسلم - قضاء حاجة ،
أو تفريج كربة ، أو شفاء مريض ونحو ذلك ، لأن ذلك كله لا يطلب إلا من الله
سبحانه ، وطلبه من الأموات شرك بالله وعبادة لغيره ، ودين الإسلام مبني
على أصلين : أحدهما : ألا يعبد إلا الله وحده ، والثاني : ألا يعبد إلا بما
شرعه الله والرسول - صلى الله عليه وسلم - .
ويلزم
الزائر لمسجد الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن لا يرفع صوته فيه ، لأن
الله سبحانه نهى المؤمنين عن رفع أصواتهم فوق صوت النبي - صلى الله عليه
وسلم - ، وعن الجهر له بالقول كجهر بعضهم لبعض ، وحثهم على غض الصوت عنده
في قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا
تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ
أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ * إِنَّ
الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ
الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ
وَأَجْرٌ عَظِيمٌ }(الحجرات:2-3 ) .
وعن السائب بن يزيد ـ رضي الله عنه ـ قال: ( كنت نائماً في المسجد فحصبني رجلٌ فنظرت فإذا عمر بن الخطاب ، فقال
: اذهب فأتني بهذين ، فجئته بهما ، فقال : مِن من أنتما ؟ ـ أو من أين
أنتما؟ ـ ، قالا : من أهل الطائف ، قال : لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما ،
ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ )(البخاري) ..
ولذا
فلا يرفع الصوت في مسجده ، ولا يطال القيام عند قبره ، لأن طول القيام عند
قبره - صلى الله عليه وسلم - ، والإكثار من تكرار السلام يفضي إلى الزحام
وكثرة الضجيج ، وارتفاع الأصوات ، وذلك يخالف ما شرعه الله للمسلمين في هذه
الآيات المحكمات ، وهو- صلى الله عليه وسلم - محترم حياً وميتاً ، فلا
ينبغي للمؤمن أن يفعل عند قبره ما يخالف الأدب الشرعي .
وإذا
أراد الزائر الدعاء فليتوجه إلى القبلة ويدع ، ولا يحرص على تحري الدعاء
عند قبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مستقبلاً للقبر رافعاً يديه يدعو ،
فهذا كله خلاف ما كان عليه السلف الصالح من أصحاب رسول الله ـ صلى الله
عليه وسلم ـ وأتباعهم بإحسان ، بل هو من البدع المحدثات ..
روى ابن أبي شيبة : أن علي بن الحسين
- رضي الله عنهما ـ رأى رجلاً يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي ـ صلى
الله عليه وسلم ـ فيدخل فيها فيدعو فنهاه ، وقال له : ألا أحدثك بحديث
سمعته من أبي عن جدي عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( لا تجعلوا بيوتكم قبورا، ولا تجعلوا قبري عيدا ، وصلوا عليَّ ، فإن صلاتكم تبلغني حيث ما كنتم ) ..
قال ابن تيمية
: " يشير بذلك ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى أن ما ينالني منكم من الصلاة
والسلام يحصل مع قربكم من قبري وبعدكم منه ، فلا حاجة بكم إلى اتخاذه عيدا ،
والأحاديث عنه بأن صلاتنا وسلامنا تعرض عليه كثيرة " .
ومعلوم
أن الذي أصلح أول هذه الأمة هو السير على منهاج النبي - صلى الله عليه
وسلم - وخلفائه الراشدين وصحابته المرضيين وأتباعهم بإحسان ، ولن يصلح آخر
هذه الأمة إلا تمسكهم بذلك ، وسيرهم عليه ، وقد قال النبي - صلى الله عليه
وسلم - : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين
المهديين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات
الأمور ، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة )(أبو داود) ..
إن
زيارة المسجد النبوي مستحبة في أي وقت ، ومشروعة قبل الحج وبعده ، ولا
تعلق لها بمناسك الحج والعمرة ، فهي عبادة مستقلة ، خلاف ما يعتقد البعض من
أنه لابد منها في الحج أو العمرة ، فليست ركنا ولا شرطا فيهما ، ولكن إذا
وصل الحاج أو المعتمر إلى تلك البقاع الطاهرة فليحرص على زيارة مسجد الحبيب
ـ صلى الله عليه وسلم ـ والصلاة والإكثار من العبادة فيه ، لما في ذلك من
فضل وشرف وأجر كبير، مع التزامه بآداب هذه الزيارة ..
مسجد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وشد الرحال إليه عبادة مستحبة في أي وقت
، وهي من القربات التي انعقد الإجماع على استحبابها ، وقد قال النبي ـ صلى
الله عليه وسلم ـ : ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ومسجد الأقصى )(البخاري) ..
وعلى
المسلم أن يستشعر نعمة الله عليه إذا وفقه لزيارة مدينة الحبيب ـ صلى الله
عليه وسلم ـ ومسجده ، ويستحضر في قلبه شرف المدينة ، إذ هي حرم رسول الله ،
ودار هجرته ، ومهبط وحيه ، ومثواه بعد موته ، بها قامت دولة الإسلام ،
وانتشر منها نور الهداية إلى جميع بقاع الأرض ، وهي أفضل البقاع بعد مكة ،
من أرادها بسوء أذابه الله ، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال أبو القاسم ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( من أراد هذه البلدة بسوء ـ يعني المدينة ـ أذابه الله كما يذوب الملح في الماء )(مسلم) .
فالمدينة المنورة بالحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ لها حرمة كحرمة مكة ، ولم يثبت لغيرها ذلك ، فقد روى مسلم عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال : قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( إن إبراهيم حرم مكة ، وإني حرمت المدينة ما بين لابتيها (طرفيها) ، لا يقطع عِضَاهُها (شجر فيه شوك) ، ولا يصاد صيدها )(مسلم) ..
ومن
ثم ينبغي رعاية حرمتها ، وأن يصرف المسلم وقته حال وجوده بها في طاعة الله
، وليحرص كل الحرص على الصلاة والعبادة في المسجد النبوي ، لما في ذلك من
الأجر الكبير والثواب العظيم ، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام )(البخاري) .
ولمسجد
النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وزيارته آداب كثيرة ينبغي التأدب بها ، إذ
حرمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيا كحرمته ميتا ..
فإذا وصل زائر المدينة إلى مسجد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ سُنَّ له أن يقدم رجله اليمنى وأن يقول : ( بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك )(مسلم) ، وهذا الذكر مسنون عند دخول سائر المساجد في أي مكان ..
ثم
يصلي تحية المسجد ، والأفضل ـ إن استطاع دون ضرر أو إيذاء لأحد ـ أن
يصليها في الروضة الشريفة ، لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة )(البخاري) .
وبعد الصلاة يزور قبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وقبري صاحبيه : أبي بكر وعمر ـ
رضي الله عنهما ـ ، فيقف تجاه قبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأدب وخفض
صوت ، ثم يسلم عليه قائلا : " السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله
وبركاته " .
فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( ما من أحد يسلم عليّ إلا ردّ الله عليَّ روحي حتى أردّ عليه السلام )(أبو داود) .
ويجمع
بين التسليم والصلاة عليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، لما تقرر من استحباب
الجمع بين الصلاة والسلام عليه ، عملاً بقول الله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }(الأحزاب:56) . ثم يسلم على أبي بكر وعمر ـ رضي الله عنهما ـ ، ويدعو لهما ..
وكان ابن عمر
ـ رضي الله عنهما ـ إذا سلم على الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصاحبيه ،
لا يزيد غالباً على قوله : " السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا أبا بكر ، السلام عليك يا أبتاه " ، ثم ينصرف .
قال ابن تيمية :
" وإذا قال في سلامه : السلام عليك يا رسول الله يا نبي الله ، يا خيرة
الله من خلقه ، يا أكرم الخلق على ربه ، يا إمام المتقين ، فهذا كله من
صفاته بأبي هو وأمي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وكذلك إذا صلى عليه مع السلام
عليه فهذا مما أمر الله به .." .
ويُسن
للزائر أن يصلي الصلوات الخمس في مسجد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ،
خاصة في الروضة الشريفة ، وأن يكثر فيه من الذكر والدعاء والصلاة على النبي
ـ صلى الله عليه وسلم ـ وغير ذلك من الطاعات ، اغتناماً لما في ذلك من شرف
المكان ، وعظم الأجر والثواب ..
ولا
يجوز لزائر مسجد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يتمسح بالحجرة أو يقبلها
أو يطوف بها ، لأن ذلك لم ينقل عن السلف الصالح ، بل هو بدعة منكرة ..
قال ابن الصلاح : " .. وليس من السنة أن يمس الجدار ويقبله .." .
وقال النووي
: " .. ويكره مسحه باليد وتقبيله ، بل الأدب أن يبعد عنه كما يبعد منه لو
حضر في حياته ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، هذا هو الصواب وهو الذي قاله
العلماء ، وأطبقوا عليه ، وينبغي ألا يغتر بكثير من العوام في مخالفتهم ذلك
" .
ومن
ثم فمن باب أوْلى أن لا يُسْأل الرسول - صلى الله عليه وسلم - قضاء حاجة ،
أو تفريج كربة ، أو شفاء مريض ونحو ذلك ، لأن ذلك كله لا يطلب إلا من الله
سبحانه ، وطلبه من الأموات شرك بالله وعبادة لغيره ، ودين الإسلام مبني
على أصلين : أحدهما : ألا يعبد إلا الله وحده ، والثاني : ألا يعبد إلا بما
شرعه الله والرسول - صلى الله عليه وسلم - .
ويلزم
الزائر لمسجد الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن لا يرفع صوته فيه ، لأن
الله سبحانه نهى المؤمنين عن رفع أصواتهم فوق صوت النبي - صلى الله عليه
وسلم - ، وعن الجهر له بالقول كجهر بعضهم لبعض ، وحثهم على غض الصوت عنده
في قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا
تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ
أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ * إِنَّ
الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ
الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ
وَأَجْرٌ عَظِيمٌ }(الحجرات:2-3 ) .
وعن السائب بن يزيد ـ رضي الله عنه ـ قال: ( كنت نائماً في المسجد فحصبني رجلٌ فنظرت فإذا عمر بن الخطاب ، فقال
: اذهب فأتني بهذين ، فجئته بهما ، فقال : مِن من أنتما ؟ ـ أو من أين
أنتما؟ ـ ، قالا : من أهل الطائف ، قال : لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما ،
ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ )(البخاري) ..
ولذا
فلا يرفع الصوت في مسجده ، ولا يطال القيام عند قبره ، لأن طول القيام عند
قبره - صلى الله عليه وسلم - ، والإكثار من تكرار السلام يفضي إلى الزحام
وكثرة الضجيج ، وارتفاع الأصوات ، وذلك يخالف ما شرعه الله للمسلمين في هذه
الآيات المحكمات ، وهو- صلى الله عليه وسلم - محترم حياً وميتاً ، فلا
ينبغي للمؤمن أن يفعل عند قبره ما يخالف الأدب الشرعي .
وإذا
أراد الزائر الدعاء فليتوجه إلى القبلة ويدع ، ولا يحرص على تحري الدعاء
عند قبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مستقبلاً للقبر رافعاً يديه يدعو ،
فهذا كله خلاف ما كان عليه السلف الصالح من أصحاب رسول الله ـ صلى الله
عليه وسلم ـ وأتباعهم بإحسان ، بل هو من البدع المحدثات ..
روى ابن أبي شيبة : أن علي بن الحسين
- رضي الله عنهما ـ رأى رجلاً يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي ـ صلى
الله عليه وسلم ـ فيدخل فيها فيدعو فنهاه ، وقال له : ألا أحدثك بحديث
سمعته من أبي عن جدي عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( لا تجعلوا بيوتكم قبورا، ولا تجعلوا قبري عيدا ، وصلوا عليَّ ، فإن صلاتكم تبلغني حيث ما كنتم ) ..
قال ابن تيمية
: " يشير بذلك ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى أن ما ينالني منكم من الصلاة
والسلام يحصل مع قربكم من قبري وبعدكم منه ، فلا حاجة بكم إلى اتخاذه عيدا ،
والأحاديث عنه بأن صلاتنا وسلامنا تعرض عليه كثيرة " .
ومعلوم
أن الذي أصلح أول هذه الأمة هو السير على منهاج النبي - صلى الله عليه
وسلم - وخلفائه الراشدين وصحابته المرضيين وأتباعهم بإحسان ، ولن يصلح آخر
هذه الأمة إلا تمسكهم بذلك ، وسيرهم عليه ، وقد قال النبي - صلى الله عليه
وسلم - : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين
المهديين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات
الأمور ، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة )(أبو داود) ..
إن
زيارة المسجد النبوي مستحبة في أي وقت ، ومشروعة قبل الحج وبعده ، ولا
تعلق لها بمناسك الحج والعمرة ، فهي عبادة مستقلة ، خلاف ما يعتقد البعض من
أنه لابد منها في الحج أو العمرة ، فليست ركنا ولا شرطا فيهما ، ولكن إذا
وصل الحاج أو المعتمر إلى تلك البقاع الطاهرة فليحرص على زيارة مسجد الحبيب
ـ صلى الله عليه وسلم ـ والصلاة والإكثار من العبادة فيه ، لما في ذلك من
فضل وشرف وأجر كبير، مع التزامه بآداب هذه الزيارة ..
- دلع
عدد المساهمات : 582
نقاط : 647
التقييم : 3
تاريخ التسجيل : 18/10/2011
رد: السيرة النبوية,زيارة المسجد النبوي .. فضائل وآداب
الإثنين 02 يناير 2012, 11:04 am
جزاك الله كل خير
شكرااااا لك
شكرااااا لك
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى