- مرسا
عدد المساهمات : 4195
نقاط : 8169
التقييم : 14
تاريخ التسجيل : 23/02/2011
العمل/الترفيه : https://mrsa.hooxs.com/
الجاميه من هم وبيان خطرهم
السبت 26 نوفمبر 2011, 12:19 am
[ تاريخ ظهور الجامية ]
بداية ُ نشأتهم تقريباً كانتْ في حدودِ الأعوام ِ 1411 / 1412 هـ ، في
المدينةِ النبويّةِ على ساكنِها أفضلُ الصلاةِ والسلام ِ ، وكانَ مُنشئها
الأوّلُ محمّد أمان الجامي الذي توفّيَ قبلَ عدّةِ سنواتٍ ، وهو من بلادِ
الحبشةِ أصلاً ، وكانَ مدرّساً في الجامعةِ الإسلاميّةِ ، في قسم ِ
العقيدةِ ، وشاركهُ لاحقاً في التنظير ِ لفكر ِ هذه الطائفةِ ربيع بن هادي
المدخلي ، وهو مدرّسٌ في الجامعةِ في كليّةِ الحديثِ ، وأصلهُ من منطقةِ
جازانَ . لا أعلمُ على وجهِ التحديدِ الدقيق ِ وقتاً دقيقاً محدّداً
للتأسيس ِ ، إلا أنَّ الظهورَ العلني على مسرح ِ الأحداثِ ، كانَ في سنةِ
1411 هـ ، وذلكَ إبّانَ أحداثِ الخليج ِ ، والتي كانتْ نتيجة ً لغزو العراق
ِ للكويتِ ، وكانَ ظهوراً كفكر ٍ مُضادٍّ للمشايخ ِ الذين استنكروا دخولَ
القوّاتِ الأجنبيّةِ ، وأيضاً كانوا في مقابل ِ هيئةِ كِبار ِ العلماءِ ،
والذين رأوا في دخول ِ القوّاتِ الأجنبيّةِ مصلحة ً ، إلا أنّهم لم يجرّموا
من حرّمَ دخولها ، أو أنكرَ ذلكَ ، فجاءَ الجاميّة ُ واعتزلوا كلا الطرفين
ِ ، وأنشأوا فكراً خليطاً ، يقومُ على القول ِ بمشروعيّةِ دخول ِ القوّاتِ
الأجنبيّةِ ، وفي المقابل ِ يقفُ موقفَ المعادي لمن يحرّمُ دخولها ، أو
يُنكرُ على الدولةِ ، ويدعو إلى الإصلاح ِ ، بل ويصنّفونهُ تصنيفاتٍ جديدة ً
.
أشهر أسماء الجامية
وأمّا أسماءهم التي عُرفوا بها فمنها : الجاميّة ُ ، وهذا نسبة ً إلى مؤسّس
ِ الطائفةِ ، محمّد أمان الجامي الهرري الحبشي ، والمداخلة ُ ، نسبة ً إلى
ربيع بن هادي المدخلي شريك الجامي في تأسيس ِ الطائفةِ ، وتارة ً يسمّونَ
بالخلوفِ ، وقد أطلقَ هذا الاسمَ عليهم العلاّمة ُ عبدالعزيز قارئ ، وتارة ً
يسمّونَ أهلَ المدينةِ ، نسبة َ إلى نشأةِ مذهبهم فيها ، وأنا أرى أن
يُسمّوا موارقَ الجاميّةِ ، وذلكَ لمروقهم عن طائفةِ المُسلمينَ العامّةِ ،
ونكوصهم عن منهج ِ السلفِ ، وتبنّيهم لفكر ٍ دخيل ٍ مبتدع ٍ منحطٍ ، لا
يعرفُ التأريخُ لهُ نظيراً أبداً . هذا المذهبُ في بدايتهِ ، كانَ يقومُ
على البحثِ في أشرطةِ المشايخ ِ ، والوقوفِ على متشابهِ كلامهم ، أو ما
يحتملُ الوجهَ والوجهين ِ ، ثمَّ جمعُ ذلكَ كلّهِ في نسق ٍ واحدٍ ،
والتشهيرُ بالشيخ ِ وفضحهُ ، ومحاولة ُ إسقاطهِ بينَ النّاس ِ وفي المجتمع ِ
، وقد استطاعوا في بدايةِ نشوءِ مذهبهم من جذبِ بعض ِ من يُعجبهُ القيلُ
والقالُ ، وأخذَ أتباعهم يكثرونَ وينتشرونَ ، وذلكَ بسببِ جرأتهم ووقاحتهم ،
وتهوّرهم في التصنيفِ والتبديع ِ ، وممّا زادَ أتباعهم كثرةً أنَّ الدولة َ
في تلكَ الفترةِ كانتْ ضدَّ أولئكِ المشايخ ِ المردودِ عليهم ، فوجدوا من
الدولةِ هوىً وميلاً لهم ، هذا إضافة ً إلى من كانَ من رجال ِ الداخليّةِ
أصلاً ، وهو يعملُ معهم ويجوسُ في الديار ِ فساداً وإفساداً ، أو من كانَ
مُستغلاً من قِبل ِ الداخليّةِ والدولةِ .
الجامية في مرحلتها الأولى
وفي تلكَ الفترةِ الحرجةِ ، والممتدةِ من سنةِ 1411 إلى سنةِ 1415 هـ ،
كانوا قد بلغوا من الفسادِ والتفرقةِ أمداً بعيداً ، واستطاعوا تمزيقَ
الأمّةِ والتفريقَ بينهم ، ولم يتركوا شيخاً ، أو عالماً ، أو داعية ً ،
إلا وصنّفوهُ وشهّروا بهِ ، إلا هيئة َ كبار ِ العلماءِ ، وذلكَ لأنّها
واجهة ُ الدولةِ الرسميّةِ ، وكذلكَ لم يصنّفوا مشايخهم ، أو من كانَ في
صفّهم ، كلَّ هذا وقوفاً مع الدولةِ ، وتأييداً لها .
ومن المشايخ ِ الذين أسقطوهم في تلكَ الفترةِ : سفر الحوالي ، سلمان العودة
، ناصر العمر ، عايض القرني ، سعيد بن مسفر ، عوض القرني ، موسى القرني ،
محمد بن عبدالله الدويش ، عبدالله الجلالي ، محمد الشنقيطي ، أحمد القطان ،
محمد قطب ، عبدالمجيد الزنداني ، عبدالرحمن عبدالخالق ، عبدالرزّاق
الشايجي ، وغيرهم .
وكانَ أساسُ تصنيفهم للعالم ِ والداعيةِ ، هو موقفهُ من الدولةِ ، فإن كانَ
موقفُ الشيخ ِ مناهضاً للدولةِ ، ويدعو إلى الإصلاح ِ ، أو إلى تغيير ِ
الوضع ِ القائم ِ ، فإنّهُ من الخوارج ِ ، أو من المهيّجةِ ، أو من
المبتدعةِ الضالّينَ ، ويجبُ التحذيرُ منهُ وإسقاطهُ !! .
وعندما أصدرَ الشيخُ بنُ باز ٍ – رحمهُ اللهُ – في سنةِ 1413 هـ بياناً
يستنكرُ فيهِ تصرّفهم ، ويعيبُ عليهم منهجهم ، وقامَ الشيخُ سفرٌ بشرحهِ في
درسهِ ، في شريطٍ سُمّي لاحقاً : الممتاز في شرح ِ بيان ِ بن باز ، طاروا
على إثرها إلى الشيخ ِ – رحمهُ اللهُ – وطلبوا منهُ أن يزكّيهم ، حتّى لا
يُسيءَ الناسُ فيهم الظنَّ ، فقامَ الشيخُ بتزكيتهم ، وتزكيّةِ المشايخ ِ
الآخرينَ ، إلا أنّهم لفرطِ اتباعهم للهوى ، وشدّةِ ميلهم عن الإنصافِ ،
قاموا ببتر ِ الكلام ِ عن المشايخ ِ الآخرينَ ، ونشروا الشريطَ مبتوراً ،
حتّى آذنَ لهم بالفضيحةِ والقاصمةِ ، وظهرَ الشريطُ كاملاً وللهِ الحمدُ .
أشهر شيوخ الجامية
وكان من أشدَّ الجاميّةِ في تلكَ الفترةِ ، وأنشطهم : فالحٌ الحربيُّ ، و
محمّد بن هادي المدخلي ، وفريدٌ المالكيِّ ، وتراحيبٌ الدوسريًّ ،
وعبداللطيف با شميل ٍ ، وعبدالعزيز العسكر ، أمّا فالحٌ الحربيُّ فهو
سابقاً من أتباع ِ جُهيمانَ ، وسُجنَ فترة ً بسببِ علاقتهِ بتلكَ الأحداثِ ،
وبعد خروجهُ من السجن ِ ، تحوّلَ وانتحلَ طريقة َ موارق ِ الجاميّةِ ،
وأصبحَ من أوقحهم وأجرئهم ، وأمّا فريدٌ المالكي فقد انتكسَ فيما بعدُ ،
وأصبحَ من أهل ِ الخرابِ ، وهو حقيقة ٌ لم يكنْ مستقيماً من قبلُ ، ولكنّهُ
كانَ يُظهرُ ذلكَ ، وأمّا باشميل فوالدهُ شيخٌ معروفٌ ، ومؤرخٌ فاضلٌ ،
إلا أنَّ ولدهُ مالَ عن الحقِّ ، وأصبحَ جامياً ، بل من أخبثهم أيضاً ،
ولهُ عملٌ رسميٌّ في المباحثِ ، وباسمهِ كانتْ تسجلُ التسجيلاتُ في مدينةِ
جدّة َ ، وعن طريقهَ سلكَ الأميرُ ممدوحٌ وولدهُ نايفٌ ، طريقَ الجاميّةِ ،
أمّا عبدالعزيز العسكرُ فقد فضحهُ اللهِ بفضيحةٍ شنيعةٍ ، فُصلَ على سببها
من التدريس ِ ، وأمّا تراحيبٌ فهو مؤلّفُ كتابِ القطبيّةِ ، وأمّا صالحٌ
السحيميُّ فإنّهُ من غلاة ُ الجاميّةِ ، وأكثرهم شراسة ً وتطرّفاً ، وفي
محاضرةٍ لهُ ألقاها بجامع ِ القبلتين ِ ، جعلَ الشيخين ِ سفراً وسلمانَ
قرناءَ للجعدِ بن ِ درهمَ وللجهم ِ بن ِ صفوانَ ولواصل ٍ بن ِ عطاءٍ في
الابتداع ِ !! .
الفترة الزمنية الثانية للجامية وبداية انحدارهم وتشتتهم
في هذه الفترةِ ، وبعدَ سجن ِ المشايخ ِ ، وعدم ِ وجودِ من يُنازعُ الدولة َ
، بدأ الجاميّونَ يلتفتونَ لأنفسهم ، وأخذوا يقرّرونَ قواعدهم ، ويأصلونَ
لمذهبهم ، وينظّرونَ لهُ ، وكثرتْ تصانيفهم الخاصّة ُ بتقرير ِ قواعدِ
مذهبهم ، أو الدفاع ِ عنهُ ، بعدَ أن كانوا مُهاجمينَ لغيرهم فيما مضى ،
وهنا انشرخَ جدارهم الشرخَ الكبيرَ ، وبدأو ينقسمونَ انقساماتٍ كبيرة ً ،
كلُّ طائفةٍ تبدّعُ الطائفة َ الأخرى ، ولا يزالونَ إلى هذا اليوم ِ في
انقسام ٍ ، وتشرذم ٍ ، كما كانَ حالُ المعتزلةِ ، والذين تشرّذموا في فترةٍ
وجيزةٍ ، وانقسموا إلى عشراتِ الفرق ِ ، كلُّ أمّةٍ منهم تلعنُ أختها ،
وتصفُها بصفاتِ السوءِ ، وتُعلنُ عليها العِداءَ والحربَ ! .
الكلام على فرقة الحدادية وأصل شبهتهم
وأوّلُ انشقاق ٍ حدثَ ، كانَ ظهورُ فرقةِ الحدّاديةِ ، وهم أتباعُ محمودٍ
الحدادِ ، وهو مصريٌّ نزيلٌ بالمدينةِ النبويّةِ ، من أتباع ِ ربيع ٍ ، إلا
أنّهُ كانَ أجرأ من ربيع ٍ وأصرحَ ، ولهذا قامً بطردِ أصولهِ ، وحكمَ على
جميع ٍ من تلبّسَ ببدعةٍ ، أن يُهجرَ ، وتُهجرَ كتبهُ وتصانيفهُ ، وأظهرَ
دعوتهُ الشهيرة َ لحرق ِ كتبِ الأئمةِ السابقينَ ، أمثالَ كتبِ ابن ِ حزم ٍ
والنّوويِّ وابن ِ حجر ٍ وغيرهم ، وذلكَ لأنّهم مبتدعة ٌ ، ويجبُ هجرهم ،
وتحذيرُ النّاس ِ من كتبهم ، أسوة ً بسفر ٍ وسلمانَ والبقيّةِ
وقد كانَ الحدّادُ في ذلكَ صادقاً ، ويدعو إليهِ عن دين ٍ وعلم ٍ ، ويرى
أنَّ الأصلَ يجبُ طردهُ ، ولا يمكنُ عزلُ الماضي عن الحاضر ِ ، وتعاملُ
العلماءِ مع المبتدعةِ واحدٌ ، وقد وافقهُ على ذلكَ ربيعٌ في أوّل ِ الأمر ِ
، ثمَّ لمّا رأى إنكارَ النّاس ِ على الحدّادِ ، أعلنَ الانقلابَ عليهِ ،
وتبرّأ منهُ .
والسببُ الذي دعا موارقَ الجاميّةِ ، إلى الكفِّ عن تبديع ِ الأئمةِ
السابقينَ ، هو أنّهم كانوا أصحابَ هدفٍ محدّدٍ ، ولهم وظيفة ٌ واحدة ٌ ،
وهي تنفيرُ النّاس ِ عن اتّباع ِ المشايخ ِ المُصلحينَ ، وإسقاطهم ، وما
عدا ذلكَ فلا شأنَ لهم بهِ ، وأمّا الحدّادُ فقد كانَ رجلاً عابداً ، ويرى
أنَّ الدعوة َ لا بُدَّ من طردها وإعمالها جميعاً ، ولم يكنْ يعرفُ مقصدهم ،
وأنّهم كانوا مجرّدَ اتباع ٍ للدولةِ فقط ، ولا يهمّهم أمرُ العلم ِ من
قريبٍ أو بعيدٍ ، ولهذا خرجَ عليهم ، ونابذهم ، وانفصلَ عليهم ، وسُمّيتْ
فرقتهُ بالحدّاديةِ ، ثمَّ سعوا في إخراجهِ من المدينةِ ، حتّى تمكّنوا من
ذلكَ ، ومعَ مرور ِ الوقتِ خمدتْ دعوة ُ الحدّدايّةِ في بلادِ الحجاز ِ ،
وانتقلتْ حمّاها إلى بلادِ اليمن ِ ومصرَ والشامَ وغيرها .
تناقضات بعض شيوخ الجامية وبيان طوامهم
ولشيوخهم من التهافتِ والجهالاتِ الشيءُ الكثيرُ .
خذْ مثلاً ربيع المدخلي ، هذا الرّجلُ الذي يزعمُ الجاميّة ُ أنّهُ حاملُ
لِواءِ الجرح ِ والتعديل ِ في هذا العصر ِ ، ومعَ ذلكَ فقد وجدَ الباحثونَ
عليهِ ثغراتٍ كبيرة ً منهجيّة ً ، في علم ِ أصول ِ الحديثِ ، والذي هو
تخصّصهُ ، بل وجدوا عندهُ من السقطاتِ والزلاّتِ ، ما يجعلُ أحدهم يستعجبُ
كيفَ تفوتُ هذه على صِغار ِ الطلبةِ ، فضلاً عن رجل ٍ يوصفُ بأنّهُ حاملُ
لواءِ الجرح ِ والتعديل ِ !! .
وربيعٌ هذا كتبَ مرّة ً مقالاً عن مؤسسةِ الحرمين ِ الخيريةِ ، ونشرها في
منتدى سحابٍ ، ووجدتْ صدى ورواجاً وقبولاً عندَ طائفتهِ ، حتّى قامَ بعضُ
كِبار ِ أهل ِ العلم ِ باستنكار ِ تلكَ المقالةِ ، وردّوا على ربيع ٍ ،
وأنكروا عليهِ ، فما كانَ منهُ إلا أن تبرّأ من المقالةِ ، وأنّهُ لم
يكتبها ، وقامَ بنحلها لشخص ٍ هناكَ اسمهُ أبو عبداللهِ المدني !! ، وأنَّ
المدنيَّ المذكورَ هو من نشرَ المقالة َ وكتبها وليسَ ربيعاً !! ، في تبرير
ٍ سامج ٍ مُضحكٍ ومخز ٍ !! .
وربيعٌ هذا هو من أسقطَ أبا الحسن ِ المصري المأربيِّ ، والطامّة ُ الكبرى
أنَّ أبا الحسن ِ قد كانَ من كِبار ِ شيوخهم ، ولهُ علاقة ٌ قويّة ٌ بالأمن
ِ السياسيِّ في بلادِ اليمن ِ ، وكانَ في تلكَ الأيّام ِ إماماً للجاميّةِ
، ومنظّراً لها ، وهو الذي تولّى نشرَ فتنةِ الإرجاءِ ، والتصنيفَ فيها ،
وبعدما أسقطهُ المدخليُّ ، تنكّروا لها ، وهاجموهُ ، وجعلوهُ مبتدعاً
جاهلاً زائغاً منحرفاً !! ، والأعجبُ من ذلكَ كلّهِ أنَّ أغلبَ سقطاتهِ
وزلاّتهِ استخرجوها من أشرطةٍ قديمةٍ لهُ ، في الفترةِ التي كانوا فيها على
صفاءٍ وودٍّ !! .
وهذا دليلٌ واضحٌ على اتباع ِ القوم ِ للهوى ، وغضّهم البصرَ عن أتباعهم ،
حتى إذا غضبوا عليهِ ، قاموا وفجروا في الخصومةِ ، وأخذوا يجمعونَ عليهِ
جميعَ مآخذهِ وزلاّتهِ ، ممّا كانوا يغضّونَ عنها بصرهم قديماً ، في فترةِ
ولائهِ لهم ! .
وربيعٌ هذا رجلٌ غريبُ الأطوار ِ جدّاً ، كانَ في الأصل ِ من جماعةِ
الإخوان ِ المُسلمينَ ، ويُقالُ أنَّ رجوعهُ كانَ على يدِ الشيخ ِ سفر ٍ –
حفظهُ اللهُ - ، ومع ذلكَ فهو يتنكّرُ للشيخ ِ سفر ٍ أشدَّ التنكّر ِ ،
ويبغضهُ أشدَّ البغض ِ ، ويحملُ عليهِ من الحقدِ الدفين ِ ، ما يجعلُ
ربيعاً يموتُ في اليوم ِ ألفَ مرّةٍ ، إذا سمعَ خيراً ينالُ الشيخَ سفراً ،
أو رفعة ً تُصيبهُ .
وعندما ردَّ الشيخُ العلاّمة ُ بكرُ بن ِ زيدٍ ، على ربيع ٍ في مسألةِ
الشهيدِ السعيدِ : سيّد قطبٍ – رحمهُ اللهُ - ، وكانَ ردُّ أبي زيدٍ في
أربعةِ وريقاتٍ ، قامَ ربيعٌ بعدها فسوّدَ صحائفَ مئاتِ الورق ِ ، وكتبَ
ردّاً مليئاً بالسبابِ والشتام ِ والإقذاع ِ ، في حقِّ الشيخ ِ بكر ٍ !! ،
وقلبَ الموارقُ فيما بعدُ ظهرَ المجنِّ للشيخ ِ أبي زيدٍ ، وصنّفوهُ
حزبيّاً ، وأسقطوهُ ، وعدّوهُ من المبتدعةِ .
والأنكى من ذلك والأدهى ، أنَّ ربيعاً قصدَ إلى علي حسن عبدالحميدِ ،
وسليماً الهلاليَّ ، وقالَ لهما : أسقطا المغراوي !! ، وإن لم تُسقطاهُ
فسأسقطكم أنتم !! .
باللهِ عليكَ هل هذا كلامُ رجل ٍ عاقل ٍ !! .
وهل هذا تصرّفُ رجل ٍ يبحثُ عن الخير ِ والهدايةِ للمدعو وللنّاس ِ !! .
أم تصرّفُ رجل ٍ ملأ الحقدُ والضغينة ُ قلبهُ ، وأعمى بصرهُ ! .
ومن مشائخهم كذلكَ مقبلٌ الوادعيِّ ، وقد توفّي قبلَ سنةٍ في جدّة َ ، وهو
سابقاً من أتباع ِ جُهيمانَ ، ولكنّهُ أبعدَ عن الدولةِ قبلَ خروج ِ
جُهيمانَ ، أي في حدودِ سنةِ 1399 هـ ، حيثُ كانَ يدرسُ الحديثَ في
الجامعةِ الإسلاميّةِ ، وهو شديدٌ الأخلاق ِ ، زعِرٌ ، يُطلقُ لسانهُ في
مخالفيهِ بالشتم ِ والسبِّ ، بأرذل ِ العِباراتِ . فمن ذلكَ أنّهُ قالَ عن
الدكتور ِ : عبدالكريم ِ زيدان ، العالمُ العراقيُّ الشهيرُ ، صاحبُ كتابِ
أصول ِ الدعوةِ ، وكتابِ المُفصّل ِ في أحكام ِ المرأةِ المُسلمةِ ، قالَ
عنهُ الوادعيُّ : إنَّ علمهُ زبالة ٌ ! ، وقد بلغتْ تلكَ العبارة ُ للدكتور
ِ زيدان ٍ ، فجلسَ يبكي بكاءً مُرّاً .
ولستُ أدري واللهِ ، كيفَ يجرأونَ على نعتِ مُخالفيهم بهذه الأوصافِ
القذرةِ ، لمجرّدِ أنّهُ خالفهم في مسألةٍ أو مسألتين ِ ، وينسفونَ جميعَ
علمهم ، ويهدمونَ كلَّ آثارهِ ومعارفهِ ، لمجرّدٍ شبهةٍ عرضتْ ، أو حادثةٍ
عنّتْ ؟! .
ولهم غيرُ ذلكَ من التناقضاتِ الواضحاتِ البيّناتِ ، وقد تتبّعَ ذلكَ جمعٌ
كبيرٌ من الأفاضل ِ ، وجمعوا فيهِ أجزاءً عدّة ً ، ومن أرادَ الوقوفَ عليها
فهي موجودة ٌ متيسّرة ٌ ، وللهِ الحمدُ والمنّة ُ .
قائمة المشائخ الذين أسقطتهم الجامية
وقائمتهم الأخيرة ُ – إضافة ً إلى من مرَّ ذكرهم سابقاً - ، التي جمعتْ
المُسقـَطينَ والمُنتقدينَ ، جمعتْ أئمة َ الإسلام ِ في هذا العصر ِ ،
وكِبارَ شيوخهِ ، ولم يسلمْ منهم أحدٌ ، وممن ضمّوهُ لقائمتهم : الشيخُ بنُ
باز ٍ ، وقد تكلّمَ فيهِ ربيعٌ وانتقصهُ ، والشيخُ الألبانيُّ ، وقد
تكلّمَ فيهِ ربيعٌ ، وقالَ عنهُ سلفيّتُنا خيرٌ من سلفيّةِ الألبانيِّ ،
والشيخُ بنُ جبرين ٍ ، والشيخُ بكرٌ أبو زيدٍ ، والشيخُ عبداللهِ
الغُنيمانُ ، والشيخُ عبدالمحسن العبّادِ ، والشيخَ عبدالرحمن البرّاكِ ،
والدكتورَ جعفر شيخ إدريسَ .
ومن الدعاةِ وبقيّة ِ المشايخ ِ : محمد المنجّد ، و إبراهيم الدويّش ، وعلي
عبدالخالق القرنيَّ ، وعبدالله السعد ، وسعد الحميّد ، وعبدالرحمن المحمود
، ومحمّد العريفي ، وبشر البشر ، وسليمان العلوان ، وغيرهم . ولو حلفتُ
باللهِ على أنّهم أسقطوا كلِّ من خالفهم ، لما كنتُ حاثناً ، فجميعُ
الدعاةِ والمشايخ ِ والعلماءِ ، ممّن لم يدِنْ بدعوتهم ، أو يسلكْ طريقهم ،
فإنّهُ من المبتدعةِ ، ويجبُ هجرهُ وإسقاطهُ .
وإنّي أسأل هنا سؤالاً : هل يوجدُ على مرِّ تأريخ ِ الحركاتِ الإسلاميّةِ ،
أو سنواتِ المدِّ الإسلاميِّ ، أن قامتْ مجموعة ٌ بتسفيهِ جميع ِ أهل ِ
العلم ِ ، والتنفير ِ منهم ، وتحريم ِ الجلوس ِ إليهم ، مثلَ ما فعلَ
هؤلاءِ الجهلة ُ ! ، وإذا كانَ جميعُ الدعاةِ والهُداةِ والمُصلحينَ
مُبتدعة ٌ ، فمن يبقى إذاً يقودُ الأمّة َ ! .
و المقصودُ أيّها الكريمُ أنَّ نشأة َ هذه الطائفةِ ، بتلكَ الكيفيّةِ
المذكورةِ ، وفي ذلكَ الظرفِ الدقيق ِ ، وتفرّقها وتشرذمها ، دليلٌ على
أنّها فرقة ٌ منحرفة ٌ ، شاذّة ٌ ، همّها الأوّلُ والأخير الطعنُ في دعاةِ
الإسلام ِ ، والتفريق ِ بينهم ، ونشر ِ الحقدِ والضغينةِ ، وإشاعةِ سوءِ
الظنِّ ، وفي المقابل ِ يحمونَ جنابَ الولاةِ ، ويقفونَ في صفّهم ،
ويدينونَ لهم بولاءٍ تام ٍ ، ويغضّونَ أبصارهم عن عيوبِ الولاةِ ومساوئهم ،
ويجرّمونَ كلَّ من وقفَ ضدَّ الولاةِ ، أو نصحهم ، أو حاولَ تغييرَ
المجتمع ِ .
[ أصول مذهب الجامية وأبرز أفكارهم وتناقضاتهم ] :
أمّا أصولهم التي بنوا عليها كلامهم ، فنحنُ في غنىً عن معرفتِها ، وذلكَ
لأنَّ مقصدهم لم يكنْ مقصداً شرعيّاً ، بل كانوا حماة ً للدولةِ ، ويقفونَ
في وجهِ من تصدّى لها ، أو نقدها ، ولأجل ِ هذا الأمر ِ فقد اضطربوا
اضطراباً شديداً ، واختلقوا أصولاً جديدة ً ، ومذهباً لا يُعرفُ لهم فيهم
سلفٌ البتّة ُ ، وإنّما ألجأهم إليهِ حاجة ُ الدولةِ في تلكَ الفترةِ إلى
وقفِ مدِّ الغضبِ المُتنامي ضدّها ، عن طريق ِ إسقاطِ الرموز ِ ، بكلِّ
الوسائل ِ والسّبل ِ ، المحرّمةِ والمشروعةِ
بداية ُ نشأتهم تقريباً كانتْ في حدودِ الأعوام ِ 1411 / 1412 هـ ، في
المدينةِ النبويّةِ على ساكنِها أفضلُ الصلاةِ والسلام ِ ، وكانَ مُنشئها
الأوّلُ محمّد أمان الجامي الذي توفّيَ قبلَ عدّةِ سنواتٍ ، وهو من بلادِ
الحبشةِ أصلاً ، وكانَ مدرّساً في الجامعةِ الإسلاميّةِ ، في قسم ِ
العقيدةِ ، وشاركهُ لاحقاً في التنظير ِ لفكر ِ هذه الطائفةِ ربيع بن هادي
المدخلي ، وهو مدرّسٌ في الجامعةِ في كليّةِ الحديثِ ، وأصلهُ من منطقةِ
جازانَ . لا أعلمُ على وجهِ التحديدِ الدقيق ِ وقتاً دقيقاً محدّداً
للتأسيس ِ ، إلا أنَّ الظهورَ العلني على مسرح ِ الأحداثِ ، كانَ في سنةِ
1411 هـ ، وذلكَ إبّانَ أحداثِ الخليج ِ ، والتي كانتْ نتيجة ً لغزو العراق
ِ للكويتِ ، وكانَ ظهوراً كفكر ٍ مُضادٍّ للمشايخ ِ الذين استنكروا دخولَ
القوّاتِ الأجنبيّةِ ، وأيضاً كانوا في مقابل ِ هيئةِ كِبار ِ العلماءِ ،
والذين رأوا في دخول ِ القوّاتِ الأجنبيّةِ مصلحة ً ، إلا أنّهم لم يجرّموا
من حرّمَ دخولها ، أو أنكرَ ذلكَ ، فجاءَ الجاميّة ُ واعتزلوا كلا الطرفين
ِ ، وأنشأوا فكراً خليطاً ، يقومُ على القول ِ بمشروعيّةِ دخول ِ القوّاتِ
الأجنبيّةِ ، وفي المقابل ِ يقفُ موقفَ المعادي لمن يحرّمُ دخولها ، أو
يُنكرُ على الدولةِ ، ويدعو إلى الإصلاح ِ ، بل ويصنّفونهُ تصنيفاتٍ جديدة ً
.
أشهر أسماء الجامية
وأمّا أسماءهم التي عُرفوا بها فمنها : الجاميّة ُ ، وهذا نسبة ً إلى مؤسّس
ِ الطائفةِ ، محمّد أمان الجامي الهرري الحبشي ، والمداخلة ُ ، نسبة ً إلى
ربيع بن هادي المدخلي شريك الجامي في تأسيس ِ الطائفةِ ، وتارة ً يسمّونَ
بالخلوفِ ، وقد أطلقَ هذا الاسمَ عليهم العلاّمة ُ عبدالعزيز قارئ ، وتارة ً
يسمّونَ أهلَ المدينةِ ، نسبة َ إلى نشأةِ مذهبهم فيها ، وأنا أرى أن
يُسمّوا موارقَ الجاميّةِ ، وذلكَ لمروقهم عن طائفةِ المُسلمينَ العامّةِ ،
ونكوصهم عن منهج ِ السلفِ ، وتبنّيهم لفكر ٍ دخيل ٍ مبتدع ٍ منحطٍ ، لا
يعرفُ التأريخُ لهُ نظيراً أبداً . هذا المذهبُ في بدايتهِ ، كانَ يقومُ
على البحثِ في أشرطةِ المشايخ ِ ، والوقوفِ على متشابهِ كلامهم ، أو ما
يحتملُ الوجهَ والوجهين ِ ، ثمَّ جمعُ ذلكَ كلّهِ في نسق ٍ واحدٍ ،
والتشهيرُ بالشيخ ِ وفضحهُ ، ومحاولة ُ إسقاطهِ بينَ النّاس ِ وفي المجتمع ِ
، وقد استطاعوا في بدايةِ نشوءِ مذهبهم من جذبِ بعض ِ من يُعجبهُ القيلُ
والقالُ ، وأخذَ أتباعهم يكثرونَ وينتشرونَ ، وذلكَ بسببِ جرأتهم ووقاحتهم ،
وتهوّرهم في التصنيفِ والتبديع ِ ، وممّا زادَ أتباعهم كثرةً أنَّ الدولة َ
في تلكَ الفترةِ كانتْ ضدَّ أولئكِ المشايخ ِ المردودِ عليهم ، فوجدوا من
الدولةِ هوىً وميلاً لهم ، هذا إضافة ً إلى من كانَ من رجال ِ الداخليّةِ
أصلاً ، وهو يعملُ معهم ويجوسُ في الديار ِ فساداً وإفساداً ، أو من كانَ
مُستغلاً من قِبل ِ الداخليّةِ والدولةِ .
الجامية في مرحلتها الأولى
وفي تلكَ الفترةِ الحرجةِ ، والممتدةِ من سنةِ 1411 إلى سنةِ 1415 هـ ،
كانوا قد بلغوا من الفسادِ والتفرقةِ أمداً بعيداً ، واستطاعوا تمزيقَ
الأمّةِ والتفريقَ بينهم ، ولم يتركوا شيخاً ، أو عالماً ، أو داعية ً ،
إلا وصنّفوهُ وشهّروا بهِ ، إلا هيئة َ كبار ِ العلماءِ ، وذلكَ لأنّها
واجهة ُ الدولةِ الرسميّةِ ، وكذلكَ لم يصنّفوا مشايخهم ، أو من كانَ في
صفّهم ، كلَّ هذا وقوفاً مع الدولةِ ، وتأييداً لها .
ومن المشايخ ِ الذين أسقطوهم في تلكَ الفترةِ : سفر الحوالي ، سلمان العودة
، ناصر العمر ، عايض القرني ، سعيد بن مسفر ، عوض القرني ، موسى القرني ،
محمد بن عبدالله الدويش ، عبدالله الجلالي ، محمد الشنقيطي ، أحمد القطان ،
محمد قطب ، عبدالمجيد الزنداني ، عبدالرحمن عبدالخالق ، عبدالرزّاق
الشايجي ، وغيرهم .
وكانَ أساسُ تصنيفهم للعالم ِ والداعيةِ ، هو موقفهُ من الدولةِ ، فإن كانَ
موقفُ الشيخ ِ مناهضاً للدولةِ ، ويدعو إلى الإصلاح ِ ، أو إلى تغيير ِ
الوضع ِ القائم ِ ، فإنّهُ من الخوارج ِ ، أو من المهيّجةِ ، أو من
المبتدعةِ الضالّينَ ، ويجبُ التحذيرُ منهُ وإسقاطهُ !! .
وعندما أصدرَ الشيخُ بنُ باز ٍ – رحمهُ اللهُ – في سنةِ 1413 هـ بياناً
يستنكرُ فيهِ تصرّفهم ، ويعيبُ عليهم منهجهم ، وقامَ الشيخُ سفرٌ بشرحهِ في
درسهِ ، في شريطٍ سُمّي لاحقاً : الممتاز في شرح ِ بيان ِ بن باز ، طاروا
على إثرها إلى الشيخ ِ – رحمهُ اللهُ – وطلبوا منهُ أن يزكّيهم ، حتّى لا
يُسيءَ الناسُ فيهم الظنَّ ، فقامَ الشيخُ بتزكيتهم ، وتزكيّةِ المشايخ ِ
الآخرينَ ، إلا أنّهم لفرطِ اتباعهم للهوى ، وشدّةِ ميلهم عن الإنصافِ ،
قاموا ببتر ِ الكلام ِ عن المشايخ ِ الآخرينَ ، ونشروا الشريطَ مبتوراً ،
حتّى آذنَ لهم بالفضيحةِ والقاصمةِ ، وظهرَ الشريطُ كاملاً وللهِ الحمدُ .
أشهر شيوخ الجامية
وكان من أشدَّ الجاميّةِ في تلكَ الفترةِ ، وأنشطهم : فالحٌ الحربيُّ ، و
محمّد بن هادي المدخلي ، وفريدٌ المالكيِّ ، وتراحيبٌ الدوسريًّ ،
وعبداللطيف با شميل ٍ ، وعبدالعزيز العسكر ، أمّا فالحٌ الحربيُّ فهو
سابقاً من أتباع ِ جُهيمانَ ، وسُجنَ فترة ً بسببِ علاقتهِ بتلكَ الأحداثِ ،
وبعد خروجهُ من السجن ِ ، تحوّلَ وانتحلَ طريقة َ موارق ِ الجاميّةِ ،
وأصبحَ من أوقحهم وأجرئهم ، وأمّا فريدٌ المالكي فقد انتكسَ فيما بعدُ ،
وأصبحَ من أهل ِ الخرابِ ، وهو حقيقة ٌ لم يكنْ مستقيماً من قبلُ ، ولكنّهُ
كانَ يُظهرُ ذلكَ ، وأمّا باشميل فوالدهُ شيخٌ معروفٌ ، ومؤرخٌ فاضلٌ ،
إلا أنَّ ولدهُ مالَ عن الحقِّ ، وأصبحَ جامياً ، بل من أخبثهم أيضاً ،
ولهُ عملٌ رسميٌّ في المباحثِ ، وباسمهِ كانتْ تسجلُ التسجيلاتُ في مدينةِ
جدّة َ ، وعن طريقهَ سلكَ الأميرُ ممدوحٌ وولدهُ نايفٌ ، طريقَ الجاميّةِ ،
أمّا عبدالعزيز العسكرُ فقد فضحهُ اللهِ بفضيحةٍ شنيعةٍ ، فُصلَ على سببها
من التدريس ِ ، وأمّا تراحيبٌ فهو مؤلّفُ كتابِ القطبيّةِ ، وأمّا صالحٌ
السحيميُّ فإنّهُ من غلاة ُ الجاميّةِ ، وأكثرهم شراسة ً وتطرّفاً ، وفي
محاضرةٍ لهُ ألقاها بجامع ِ القبلتين ِ ، جعلَ الشيخين ِ سفراً وسلمانَ
قرناءَ للجعدِ بن ِ درهمَ وللجهم ِ بن ِ صفوانَ ولواصل ٍ بن ِ عطاءٍ في
الابتداع ِ !! .
الفترة الزمنية الثانية للجامية وبداية انحدارهم وتشتتهم
في هذه الفترةِ ، وبعدَ سجن ِ المشايخ ِ ، وعدم ِ وجودِ من يُنازعُ الدولة َ
، بدأ الجاميّونَ يلتفتونَ لأنفسهم ، وأخذوا يقرّرونَ قواعدهم ، ويأصلونَ
لمذهبهم ، وينظّرونَ لهُ ، وكثرتْ تصانيفهم الخاصّة ُ بتقرير ِ قواعدِ
مذهبهم ، أو الدفاع ِ عنهُ ، بعدَ أن كانوا مُهاجمينَ لغيرهم فيما مضى ،
وهنا انشرخَ جدارهم الشرخَ الكبيرَ ، وبدأو ينقسمونَ انقساماتٍ كبيرة ً ،
كلُّ طائفةٍ تبدّعُ الطائفة َ الأخرى ، ولا يزالونَ إلى هذا اليوم ِ في
انقسام ٍ ، وتشرذم ٍ ، كما كانَ حالُ المعتزلةِ ، والذين تشرّذموا في فترةٍ
وجيزةٍ ، وانقسموا إلى عشراتِ الفرق ِ ، كلُّ أمّةٍ منهم تلعنُ أختها ،
وتصفُها بصفاتِ السوءِ ، وتُعلنُ عليها العِداءَ والحربَ ! .
الكلام على فرقة الحدادية وأصل شبهتهم
وأوّلُ انشقاق ٍ حدثَ ، كانَ ظهورُ فرقةِ الحدّاديةِ ، وهم أتباعُ محمودٍ
الحدادِ ، وهو مصريٌّ نزيلٌ بالمدينةِ النبويّةِ ، من أتباع ِ ربيع ٍ ، إلا
أنّهُ كانَ أجرأ من ربيع ٍ وأصرحَ ، ولهذا قامً بطردِ أصولهِ ، وحكمَ على
جميع ٍ من تلبّسَ ببدعةٍ ، أن يُهجرَ ، وتُهجرَ كتبهُ وتصانيفهُ ، وأظهرَ
دعوتهُ الشهيرة َ لحرق ِ كتبِ الأئمةِ السابقينَ ، أمثالَ كتبِ ابن ِ حزم ٍ
والنّوويِّ وابن ِ حجر ٍ وغيرهم ، وذلكَ لأنّهم مبتدعة ٌ ، ويجبُ هجرهم ،
وتحذيرُ النّاس ِ من كتبهم ، أسوة ً بسفر ٍ وسلمانَ والبقيّةِ
وقد كانَ الحدّادُ في ذلكَ صادقاً ، ويدعو إليهِ عن دين ٍ وعلم ٍ ، ويرى
أنَّ الأصلَ يجبُ طردهُ ، ولا يمكنُ عزلُ الماضي عن الحاضر ِ ، وتعاملُ
العلماءِ مع المبتدعةِ واحدٌ ، وقد وافقهُ على ذلكَ ربيعٌ في أوّل ِ الأمر ِ
، ثمَّ لمّا رأى إنكارَ النّاس ِ على الحدّادِ ، أعلنَ الانقلابَ عليهِ ،
وتبرّأ منهُ .
والسببُ الذي دعا موارقَ الجاميّةِ ، إلى الكفِّ عن تبديع ِ الأئمةِ
السابقينَ ، هو أنّهم كانوا أصحابَ هدفٍ محدّدٍ ، ولهم وظيفة ٌ واحدة ٌ ،
وهي تنفيرُ النّاس ِ عن اتّباع ِ المشايخ ِ المُصلحينَ ، وإسقاطهم ، وما
عدا ذلكَ فلا شأنَ لهم بهِ ، وأمّا الحدّادُ فقد كانَ رجلاً عابداً ، ويرى
أنَّ الدعوة َ لا بُدَّ من طردها وإعمالها جميعاً ، ولم يكنْ يعرفُ مقصدهم ،
وأنّهم كانوا مجرّدَ اتباع ٍ للدولةِ فقط ، ولا يهمّهم أمرُ العلم ِ من
قريبٍ أو بعيدٍ ، ولهذا خرجَ عليهم ، ونابذهم ، وانفصلَ عليهم ، وسُمّيتْ
فرقتهُ بالحدّاديةِ ، ثمَّ سعوا في إخراجهِ من المدينةِ ، حتّى تمكّنوا من
ذلكَ ، ومعَ مرور ِ الوقتِ خمدتْ دعوة ُ الحدّدايّةِ في بلادِ الحجاز ِ ،
وانتقلتْ حمّاها إلى بلادِ اليمن ِ ومصرَ والشامَ وغيرها .
تناقضات بعض شيوخ الجامية وبيان طوامهم
ولشيوخهم من التهافتِ والجهالاتِ الشيءُ الكثيرُ .
خذْ مثلاً ربيع المدخلي ، هذا الرّجلُ الذي يزعمُ الجاميّة ُ أنّهُ حاملُ
لِواءِ الجرح ِ والتعديل ِ في هذا العصر ِ ، ومعَ ذلكَ فقد وجدَ الباحثونَ
عليهِ ثغراتٍ كبيرة ً منهجيّة ً ، في علم ِ أصول ِ الحديثِ ، والذي هو
تخصّصهُ ، بل وجدوا عندهُ من السقطاتِ والزلاّتِ ، ما يجعلُ أحدهم يستعجبُ
كيفَ تفوتُ هذه على صِغار ِ الطلبةِ ، فضلاً عن رجل ٍ يوصفُ بأنّهُ حاملُ
لواءِ الجرح ِ والتعديل ِ !! .
وربيعٌ هذا كتبَ مرّة ً مقالاً عن مؤسسةِ الحرمين ِ الخيريةِ ، ونشرها في
منتدى سحابٍ ، ووجدتْ صدى ورواجاً وقبولاً عندَ طائفتهِ ، حتّى قامَ بعضُ
كِبار ِ أهل ِ العلم ِ باستنكار ِ تلكَ المقالةِ ، وردّوا على ربيع ٍ ،
وأنكروا عليهِ ، فما كانَ منهُ إلا أن تبرّأ من المقالةِ ، وأنّهُ لم
يكتبها ، وقامَ بنحلها لشخص ٍ هناكَ اسمهُ أبو عبداللهِ المدني !! ، وأنَّ
المدنيَّ المذكورَ هو من نشرَ المقالة َ وكتبها وليسَ ربيعاً !! ، في تبرير
ٍ سامج ٍ مُضحكٍ ومخز ٍ !! .
وربيعٌ هذا هو من أسقطَ أبا الحسن ِ المصري المأربيِّ ، والطامّة ُ الكبرى
أنَّ أبا الحسن ِ قد كانَ من كِبار ِ شيوخهم ، ولهُ علاقة ٌ قويّة ٌ بالأمن
ِ السياسيِّ في بلادِ اليمن ِ ، وكانَ في تلكَ الأيّام ِ إماماً للجاميّةِ
، ومنظّراً لها ، وهو الذي تولّى نشرَ فتنةِ الإرجاءِ ، والتصنيفَ فيها ،
وبعدما أسقطهُ المدخليُّ ، تنكّروا لها ، وهاجموهُ ، وجعلوهُ مبتدعاً
جاهلاً زائغاً منحرفاً !! ، والأعجبُ من ذلكَ كلّهِ أنَّ أغلبَ سقطاتهِ
وزلاّتهِ استخرجوها من أشرطةٍ قديمةٍ لهُ ، في الفترةِ التي كانوا فيها على
صفاءٍ وودٍّ !! .
وهذا دليلٌ واضحٌ على اتباع ِ القوم ِ للهوى ، وغضّهم البصرَ عن أتباعهم ،
حتى إذا غضبوا عليهِ ، قاموا وفجروا في الخصومةِ ، وأخذوا يجمعونَ عليهِ
جميعَ مآخذهِ وزلاّتهِ ، ممّا كانوا يغضّونَ عنها بصرهم قديماً ، في فترةِ
ولائهِ لهم ! .
وربيعٌ هذا رجلٌ غريبُ الأطوار ِ جدّاً ، كانَ في الأصل ِ من جماعةِ
الإخوان ِ المُسلمينَ ، ويُقالُ أنَّ رجوعهُ كانَ على يدِ الشيخ ِ سفر ٍ –
حفظهُ اللهُ - ، ومع ذلكَ فهو يتنكّرُ للشيخ ِ سفر ٍ أشدَّ التنكّر ِ ،
ويبغضهُ أشدَّ البغض ِ ، ويحملُ عليهِ من الحقدِ الدفين ِ ، ما يجعلُ
ربيعاً يموتُ في اليوم ِ ألفَ مرّةٍ ، إذا سمعَ خيراً ينالُ الشيخَ سفراً ،
أو رفعة ً تُصيبهُ .
وعندما ردَّ الشيخُ العلاّمة ُ بكرُ بن ِ زيدٍ ، على ربيع ٍ في مسألةِ
الشهيدِ السعيدِ : سيّد قطبٍ – رحمهُ اللهُ - ، وكانَ ردُّ أبي زيدٍ في
أربعةِ وريقاتٍ ، قامَ ربيعٌ بعدها فسوّدَ صحائفَ مئاتِ الورق ِ ، وكتبَ
ردّاً مليئاً بالسبابِ والشتام ِ والإقذاع ِ ، في حقِّ الشيخ ِ بكر ٍ !! ،
وقلبَ الموارقُ فيما بعدُ ظهرَ المجنِّ للشيخ ِ أبي زيدٍ ، وصنّفوهُ
حزبيّاً ، وأسقطوهُ ، وعدّوهُ من المبتدعةِ .
والأنكى من ذلك والأدهى ، أنَّ ربيعاً قصدَ إلى علي حسن عبدالحميدِ ،
وسليماً الهلاليَّ ، وقالَ لهما : أسقطا المغراوي !! ، وإن لم تُسقطاهُ
فسأسقطكم أنتم !! .
باللهِ عليكَ هل هذا كلامُ رجل ٍ عاقل ٍ !! .
وهل هذا تصرّفُ رجل ٍ يبحثُ عن الخير ِ والهدايةِ للمدعو وللنّاس ِ !! .
أم تصرّفُ رجل ٍ ملأ الحقدُ والضغينة ُ قلبهُ ، وأعمى بصرهُ ! .
ومن مشائخهم كذلكَ مقبلٌ الوادعيِّ ، وقد توفّي قبلَ سنةٍ في جدّة َ ، وهو
سابقاً من أتباع ِ جُهيمانَ ، ولكنّهُ أبعدَ عن الدولةِ قبلَ خروج ِ
جُهيمانَ ، أي في حدودِ سنةِ 1399 هـ ، حيثُ كانَ يدرسُ الحديثَ في
الجامعةِ الإسلاميّةِ ، وهو شديدٌ الأخلاق ِ ، زعِرٌ ، يُطلقُ لسانهُ في
مخالفيهِ بالشتم ِ والسبِّ ، بأرذل ِ العِباراتِ . فمن ذلكَ أنّهُ قالَ عن
الدكتور ِ : عبدالكريم ِ زيدان ، العالمُ العراقيُّ الشهيرُ ، صاحبُ كتابِ
أصول ِ الدعوةِ ، وكتابِ المُفصّل ِ في أحكام ِ المرأةِ المُسلمةِ ، قالَ
عنهُ الوادعيُّ : إنَّ علمهُ زبالة ٌ ! ، وقد بلغتْ تلكَ العبارة ُ للدكتور
ِ زيدان ٍ ، فجلسَ يبكي بكاءً مُرّاً .
ولستُ أدري واللهِ ، كيفَ يجرأونَ على نعتِ مُخالفيهم بهذه الأوصافِ
القذرةِ ، لمجرّدِ أنّهُ خالفهم في مسألةٍ أو مسألتين ِ ، وينسفونَ جميعَ
علمهم ، ويهدمونَ كلَّ آثارهِ ومعارفهِ ، لمجرّدٍ شبهةٍ عرضتْ ، أو حادثةٍ
عنّتْ ؟! .
ولهم غيرُ ذلكَ من التناقضاتِ الواضحاتِ البيّناتِ ، وقد تتبّعَ ذلكَ جمعٌ
كبيرٌ من الأفاضل ِ ، وجمعوا فيهِ أجزاءً عدّة ً ، ومن أرادَ الوقوفَ عليها
فهي موجودة ٌ متيسّرة ٌ ، وللهِ الحمدُ والمنّة ُ .
قائمة المشائخ الذين أسقطتهم الجامية
وقائمتهم الأخيرة ُ – إضافة ً إلى من مرَّ ذكرهم سابقاً - ، التي جمعتْ
المُسقـَطينَ والمُنتقدينَ ، جمعتْ أئمة َ الإسلام ِ في هذا العصر ِ ،
وكِبارَ شيوخهِ ، ولم يسلمْ منهم أحدٌ ، وممن ضمّوهُ لقائمتهم : الشيخُ بنُ
باز ٍ ، وقد تكلّمَ فيهِ ربيعٌ وانتقصهُ ، والشيخُ الألبانيُّ ، وقد
تكلّمَ فيهِ ربيعٌ ، وقالَ عنهُ سلفيّتُنا خيرٌ من سلفيّةِ الألبانيِّ ،
والشيخُ بنُ جبرين ٍ ، والشيخُ بكرٌ أبو زيدٍ ، والشيخُ عبداللهِ
الغُنيمانُ ، والشيخُ عبدالمحسن العبّادِ ، والشيخَ عبدالرحمن البرّاكِ ،
والدكتورَ جعفر شيخ إدريسَ .
ومن الدعاةِ وبقيّة ِ المشايخ ِ : محمد المنجّد ، و إبراهيم الدويّش ، وعلي
عبدالخالق القرنيَّ ، وعبدالله السعد ، وسعد الحميّد ، وعبدالرحمن المحمود
، ومحمّد العريفي ، وبشر البشر ، وسليمان العلوان ، وغيرهم . ولو حلفتُ
باللهِ على أنّهم أسقطوا كلِّ من خالفهم ، لما كنتُ حاثناً ، فجميعُ
الدعاةِ والمشايخ ِ والعلماءِ ، ممّن لم يدِنْ بدعوتهم ، أو يسلكْ طريقهم ،
فإنّهُ من المبتدعةِ ، ويجبُ هجرهُ وإسقاطهُ .
وإنّي أسأل هنا سؤالاً : هل يوجدُ على مرِّ تأريخ ِ الحركاتِ الإسلاميّةِ ،
أو سنواتِ المدِّ الإسلاميِّ ، أن قامتْ مجموعة ٌ بتسفيهِ جميع ِ أهل ِ
العلم ِ ، والتنفير ِ منهم ، وتحريم ِ الجلوس ِ إليهم ، مثلَ ما فعلَ
هؤلاءِ الجهلة ُ ! ، وإذا كانَ جميعُ الدعاةِ والهُداةِ والمُصلحينَ
مُبتدعة ٌ ، فمن يبقى إذاً يقودُ الأمّة َ ! .
و المقصودُ أيّها الكريمُ أنَّ نشأة َ هذه الطائفةِ ، بتلكَ الكيفيّةِ
المذكورةِ ، وفي ذلكَ الظرفِ الدقيق ِ ، وتفرّقها وتشرذمها ، دليلٌ على
أنّها فرقة ٌ منحرفة ٌ ، شاذّة ٌ ، همّها الأوّلُ والأخير الطعنُ في دعاةِ
الإسلام ِ ، والتفريق ِ بينهم ، ونشر ِ الحقدِ والضغينةِ ، وإشاعةِ سوءِ
الظنِّ ، وفي المقابل ِ يحمونَ جنابَ الولاةِ ، ويقفونَ في صفّهم ،
ويدينونَ لهم بولاءٍ تام ٍ ، ويغضّونَ أبصارهم عن عيوبِ الولاةِ ومساوئهم ،
ويجرّمونَ كلَّ من وقفَ ضدَّ الولاةِ ، أو نصحهم ، أو حاولَ تغييرَ
المجتمع ِ .
[ أصول مذهب الجامية وأبرز أفكارهم وتناقضاتهم ] :
أمّا أصولهم التي بنوا عليها كلامهم ، فنحنُ في غنىً عن معرفتِها ، وذلكَ
لأنَّ مقصدهم لم يكنْ مقصداً شرعيّاً ، بل كانوا حماة ً للدولةِ ، ويقفونَ
في وجهِ من تصدّى لها ، أو نقدها ، ولأجل ِ هذا الأمر ِ فقد اضطربوا
اضطراباً شديداً ، واختلقوا أصولاً جديدة ً ، ومذهباً لا يُعرفُ لهم فيهم
سلفٌ البتّة ُ ، وإنّما ألجأهم إليهِ حاجة ُ الدولةِ في تلكَ الفترةِ إلى
وقفِ مدِّ الغضبِ المُتنامي ضدّها ، عن طريق ِ إسقاطِ الرموز ِ ، بكلِّ
الوسائل ِ والسّبل ِ ، المحرّمةِ والمشروعةِ
- وائل كمال
عدد المساهمات : 1104
نقاط : 1806
التقييم : 2
تاريخ التسجيل : 08/07/2011
رد: الجاميه من هم وبيان خطرهم
السبت 26 نوفمبر 2011, 1:19 am
- سراج
عدد المساهمات : 43
نقاط : 43
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 01/07/2011
العمل/الترفيه : اعمال حره
رد: الجاميه من هم وبيان خطرهم
السبت 26 نوفمبر 2011, 1:53 am
جزاك الله كل خير
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى