- ممدوح السروى
عدد المساهمات : 782
نقاط : 1071
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 15/06/2011
العمل/الترفيه : موظف/ القراءة وكرة القدم
رمضان فى دول العالم
الأحد 14 أغسطس 2011, 4:16 am
**مصر
**
من بلدٍ يفوق تعداده سبعين مليون نسمة ، تبدأ جولتنا للتعرّف على الأجواء
الرمضانية في أرضٍ جمعت بين الحضارة العريقة والتاريخ الإسلامي المشرّف ، فمنذ أن
دخل الإسلام على يد القائد الإسلامي العظيم عمرو بن العاص رضي الله عنه ، والمسلمون
ينعمون بأداء هذه الشعيرة على مرّ الأعوام .
وعلى الرغم من تعدّد الأنماط
الاجتماعية في مصر – تبعاً لتنوع مظاهر الحياة من الشمال إلى الجنوب - ، إلا أن
الجميع قد أطبق على إبداء البهجة والسرور بدخول هذا الشهر الكريم ، فما إن تبدأ
وسائل الإعلام ببيان دخول الشهر وثبوت رؤية الهلال ، حتى يتحوّل الشارع المصري إلى
ما يشبه خلايا النحل ، فتزدحم الأسواق ، وتزدان الشوارع ، وتنشط حركة التجارة بشكل
ملحوظ ، حيث يتنافسون في توفير اللوازم الرمضانية المختلفة ، وينطلق الأطفال في
الشوارع والطرقات ، حاملين معهم فوانيس رمضان التقليدية وهم ينشدون قائلين : "
رمضان.....حلّو يا حلّو " ، عدا عبارات التهنئة التي تنطلق من ألسنة الناس لتعبّر
عن مشاعر الفرحة التي عمّت الجميع .
ولعلّ من أبرز الأمور التي تُلفت النظر
هناك ، زيادة معدّل الزيارات بين الأهل والأقارب ، والأصدقاء والأحباب ، كل هذا في
جوٍّ أخوي ومشاعر إنسانيّة فيّاضة ، فرمضان فرصة للتقارب الأسري من جهة وتعميق
الروابط الاجتماعية من جهة أخرى .
وحتى نقوم باستعراض يوميّات الصائم في مصر
، فلا بد لنا أن نبدأ جولتنا منذ الصباح الباكر ، ننزل فيها إلى الشارع المصري ،
لنلحظ المحال التجارية وقد اعتلى فيها صوت القرآن الكريم يُتلى على ألسنة مشاهير
القرّاء المصريين ، ويأتي في مقدّمهم : الشيخ عبدالباسط عبدالصمد و الشيخ محمد صديق
المنشاوي و الشيخ محمود خليل الحصري و الشيخ مصطفى إسماعيل ، وبهذا يظهر مدى ارتباط
أبناء مصر بالقرآن الكريم لاسيما في هذا الشهر الفضيل .
ومما نلاحظه في هذا
الوقت انخفاض معدّل الحركة الصباحية بحيث تكون أقل مما هي في المساء ، وتظل كذلك
طيلة الصباح وحتى صلاة العصر ، وهذه هي البداية الحقيقية لليوم هناك ، حيث يبدأ
تدفّق الناس إلى الأسواق والمحال التجارية لشراء لوازم الإفطار من تمور وألبان
وغيرهما ، ولعل أوّل ما يقفز إلى الذهن هنا شراء الفول ، وهذا الطبق الرمضاني لا
تكاد تخلو منه مائدة رمضانية ، إذ إنها أكلة محبّبة لجميع الناس هناك ، على اختلاف
طبقاتهم الاجتماعية ، ويمكنك أن تلمس ذلك بملاحظة انتشار باعة الفول في كل مكان ،
بصوتهم المميّز الذي يحث الناس على الشراء قائلين : " إن خلص الفول....أنا مش مسؤول
" " ما خطرش في بالك...يوم تفطر عندنا " .
ويقودنا الحديث عن الفول إلى
الحديث عن المائدة الرمضانية ، حيث يبدأ الناس بالإفطار بالتمر والرطب ، مع شرب
اللبن وقمر الدين ومشروب " الخشاف " ، وقد يحلو للبعض أن يشرب العصيرات الطازجة
كالبرتقال أو المانجو أوالشمام ، وبعد العودة من الصلاة ، يبدأ الناس بتناول
الملوخيه والشوربة والخضار المشكلة ، والمكرونه بالبشاميل ، وتزدان المائدة بالسلطة
الخضراء أو سلطة الزبادي بالخيار ، ومحشي ورق عنب ، والطبق الرئيسي الدجاج المشوي
أو بعض المشويات كالكباب والكفتة .
وبعد الانتهاء من الإفطار لابد من
التحلية ببعض الحلويات ، ومن أشهرها : الكنافة والقطايف والبقلاوة ، والمهلّبية وأم
علي ، وهذا بطبيعة الحال يتنوّع من مائدة إلى أخرى بحسب ذوق كل أسرة .
وبعد
الانتهاء من الإفطار يقوم الجميع بتناول الشاي ، والشاي المصري كما هو معروف أثقل
مما هو في الخليج ، ويفضلونه في صعيد مصر أن يكون ثقيلا جدا ، وبعد أن ينتهوا من
ذلك يبدأ الناس بالاستعداد للصلاة والتوجّه إلى المساجد .
ينطلق الناس لأداء
صلاة التراويح في مختلف المساجد حيث تمتليء عن آخرها بالمصلين من مختلف المراحل
العمريّة ، وللنساء نصيبٌ في هذا الميدان ، فلقد خصّصت كثير من المساجد قسماً
للنساء يؤدّون فيه هذه المشاعر التعبّدية ، وتُصلّى التراويح صلاة متوسّطة الطول
حيث يقرأ الإمام فيها جزءاً أو أقل منه بقليل ، لكن ذلك ليس على عمومه ، فهناك
العديد من المساجد التي يُصلّي فيه المصلّون ثلاثة أجزاء ، بل وُجد هناك من يُصلّي
بعشرة أجزاء حيث يبدأ في الصلاة بعد العشاء وينتهي في ساعة متأخّرة في الليل
.
وعلى أية حال ، فإن المساجد في مصر تمتليء بالمصلّين ، وتُقام فيها دروسٌ
وعظية ومحاضرات إرشاديّة طيلة هذا الشهر ، ويقوم العلماء والدعاة بالتنقل بين
المحافظات كي يعظوا الناس ويجيبوا عن أسئلتهم وإشكالاتهم .
واعتاد الناس في
مصر على السهر بعد التراويح حتى أوقات متأخرة من الليل ، يقضونها في الميادين
والبيوت والمقاهي ، يتسامرون ويتبادلون الأحاديث ، ويحلو للبعض التنزّه عند النيل
أو ركوب " الفلوكة " ، أو السمر عند الشواطيء .
ومن العادات التي تميّز هذا
البلد ، ما يُعرف بالمسحّراتي ، وهو شخص يقوم بالمرور على الأحياء والبيوت كي
يوقظهم وقت السحور بندائه الشهير : " اصح يا نايم...وحّد الدايم....السعي
للصوم..خير من النوم...سحور يا عباد الله " ، وقد ظهرت عادة المسحّراتي – أو
المسحّر كما في بعض الدول – في القرن الثالث الهجري ، ومن ثمّ انتشرت في كثير من
البلاد العربيّة ، وكان المسحّراتي يقوم بالضرب على طبلة معلّقة عليه بحبل ويدقّ
أبواب البيوت بعصاه منادياً لهم بأسمائهم ، إلا أن هذه العادة قد بدأت بالانحسار
نتيجة توافر أدوات الإيقاظ الحديثة من منبّه وغيرها ، فلم تعد تتواجد إلا في القرى
والأحياء الشعبية .
هذا ، وللعشر الأواخر من رمضان طعمٌ آخر يعرفه
المتعبّدون ، حيث تغدو هذه الأيام الفاضلة ميداناً يتسابق فيه المؤمنون بالعبادة
والذكر ، ويتنافسون في قراءة القرآن والتهجّد ، ومن أهمّ ما يميّز هذه الأيام ،
إقبال الناس على سنّة الاعتكاف في المساجد ، رغبةً في التفرّغ للطاعة ، واقتداءً
بالنبي صلى الله عليه وسلّم ، ويصل هذا التسابق ذروته في ليلة السابع والعشرين من
رمضان التي يلتمس الناس فيها ليلة القدر ، فلا عجب إذاً أن تمتليء المساجد فيها
بالآلاف ، يقفون بين يدي الله ويدعونه بخشوع وانكسار ، تتسابق دموعهم على خدودهم في
لحظات إيمانيّة عطرة .
وما إن تبدو لوائح العيد بالاقتراب حتى يبدأ الناس
بتجهيز لوازم العيد ، خصوصا " كعك العيد " والذي يحتاج إلى جهد كبير في تجهيزه ،
وهذا الإقبال على الكعك يسبب زحاما شديدا على المخابز ، ويضاف إلى ذلك الحلويات
والمعجّنات والفطائر المتنوّعة كي تّقدّم إلى الضيوف أيام العيد ، كما يخرج الناس
إلى الأسواق بكثرة لشراء ملابس العيد والأحذية الجديدة .
وفي صبيحة العيد
يتوجّه الناس رجالا ونساء إلى مصلّى العيد ، ثم يهنّيء المسلمون بعضهم بختام شهر
رمضان والدعاء بتقبّله ، وبقدوم العيد وسؤال الله تعالى دوام سعادته وفرحته ،
وتنطلق جموع الأطفال فرحة مسرورة بقدوم العيد ، لتذهب إلى الحدائق والمتنزّهات ،
حيث المراجيح ، ولا يخلو الجوّ من ألعاب ناريّة تضفي على الجوّ مزيداً من البهجة
والأنس
.
[center]وفى الجزائر
**
يبدأ استعداد الجزائريين لاسقبال شهر رمضان بتنظيف المساجد، وفرشها
بالسجاد، وتزيينها بالأضواء المتعددة الألوان؛ كما تبدو مظاهر هذا الاستعداد بتنظيف
البيوت وتزينيها، إضافة إلى تحضير بعض أنواع الأطعمة الخاصة برمضان كـ " الشوربة "
وبعض أنواع الحلوى الرمضانية؛ ويتم فتح محلات خاصة لبيع الحلويات الرمضانية كـ "
الزلابية " .
تذيع الإذاعات ( المسموعة والمرئية ) خبر رؤية هلال رمضان،
وينتقل الخبر بسرعة بين المجتمعين ليلة الرؤية انتقال النار في الهشيم ، وأحيانًا
يقوم إمام المسجد بإبلاغ الناس بدخول الشهر الكريم ، حيث يتلقى الخبر أولاً ثم
يذيعه على الناس ، ومن ثم يبدأ الجمع بقراءة القرآن الكريم ، أو إذاعة آيات منه عبر
مكبرات الصوت ، ويتبع ذلك إلقاء بعض الدروس الدينية المتعلقة بهذه المناسبة ،
ويرافق ذلك إلقاء الأناشيد الدينية ، أو ما يسمى بالتواشيح .
مع الإعلان عن
بدء الشهر الكريم تعلو الفرحة والسرور وجوه الجميع ، ويهنّئ الجميع بعضهم البعض
بقدوم الشهر المبارك ، متمنين لبعضهم البعض كل الخير وحسن القبول .
تبدو
مظاهر السرور والابتهاج بمقدم شهر رمضان لدى الأطفال في الشوارع، وإن كان معظمهم لا
يصومون، وإنما يحتفلون بشهر تكثر فيه الحلوى وتقل فيه الشكوى، وتجود به الأيدي
بالنقود والعطايا والهبات .
يتحلق الأطفال في الشوارع والساحات العامة،
ممسكين أيادي بعضهم يؤدون رقصة شعبية، رافعين أصواتهم بأناشيد ترحب بقدوم الشهر
الحبيب؛ كما يرددون بعض الأهازيج التي تتوعد المفرّطين ، مثل: " يا واكل رمضان يا
محروق العظام ". ويسمح للأولاد - على غير المعتاد - بالخروج ليلاً في رمضان ،
والبقاء خارج المنزل حتى وقت متأخر لمزاولة احتفالاتهم وألعابهم وأناشيدهم ، وهم في
غير رمضان لا يسمح لهم بالخروج من منازلهم بعد المغرب .
اتساع رقعة دولة
الجزائر ، والتباعد بين أطرافها جعل الإعلام بوقت المغرب يتخذ أشكالاً متعددة ؛ إذ
لم يعد يكفي الأذان من فوق منارات المساجد ، لإعلام الناس بدخول وقت المغرب ، بل
لجأ الناس إلى وسيلة إضافية للإعلام بدخول وقت الإفطار ، وذلك بالنفخ في بوق في
اتجاه التجمعات السكانية في الوديان والقرى ، وإذا صادف وجود مبني قديم مرتفع فإن
بعضهم يصعد إلى ظهر ذلك المبنى ، ويؤذن من فوقه ليصل صوته إلى أسماع الصائمين
.
في القرى النائية والبعيدة ، يتابع الصائمون قرص الشمس ساعة المغيب
ليتحروا وقت المغرب، ويُعلموا ذويهم بدخول وقت الإفطار ؛ بل إن الكثير من أهل
الجزائر يلجأ إلى الاعتماد على الرؤية البصرية لغروب الشمس ، كما يعمد آخرون إلى
استخدام آلة تحدث صوتًا تشبه النفير يوم الزحف ، واسمها ( لاسيران ) والكلمة فرنسية
الأصل .
ومن الوسائل المستخدمة للإعلام بدخول وقت المغرب - علاوة على ما
تقدم - إضاءة مصبابيح خضراء فوق المنارات عند الغروب ، إيذانًا بدخول وقت الإفطار .
وطوال أيام الشهر المبارك تتم إذاعة القرآن الكريم عبر مكبرات الصوت في
المساجد قبل المغرب بنصف ساعة ، والجزائريون غالبًا يفضلون صوت القاريء الشيخ عبد
الباسط عبد الصمد رحمه الله .
أما الإفطار ، فيبدأ عند أهل الجزائر بالتمر
والحليب، إما مخلوطان معًا ( أي التمر في الحليب ) أو كل منهما على حدة ، ويتبعون
ذلك تناول " الحريرة " وهي من دقيق الشعير، وهي منتشرة بين شرق الجزائر ومغربها
.
الوجبة الرئيسة والأساس في كل البيوت تتكون من الخضار واللحم ؛ أي نوع من
الخضار يمزج بمرق اللحم المحتوى على قطع اللحم ، وغالبا يطحن الخضار أو يهرس بعد
نضجه لتؤكل مخلوطة مع بعض مثل : جزر مع البطاطس مع الطماطم . وهذه الوجبة الأساسية
لا يتم تناولها إلا بعد صلاة العشاء والتراويح ، ثم تُتبع بشرب الشاي أو القهوة
التركية .
طعام آخر يتناولونه الجزائريون في هذا الشهر وهو " الشوربة
بالمعكرونة " وهي معكرونة رقيقة جدًا يضاف إليها اللحم والخضر ، وتقدم لمن حضر ،
وهي طعام غالب الناس وأوسطهم معيشة ، وإلى جانب هذه الأكلة توجد السَّلَطات
بأنواعها .
ومن عناصر المائدة الجزائرية ، طبق " البربوشة " – وهو الكسكسي
بدون المرق - ، ومن الأكلات المحبّبة هناك " الشخشوخة " ، وهي الثريد الذي يكون
مخلوطا مع المرق واللحم ، يُضاف إلى ذلك طبق " الرشتة " وهو الخبز الذي يكون في
البيوت ، يُقطّع قطعاً رقيقة ، ويُضاف إليه المرق ، ولاننسى الكسكسي بالبيسار -
المرق بالفول المفروم – و البريوش – وهو الخبز الطري المتشبّع بالسمن ، وأهل
العاصمة يسمّونه " اسكوبيدو " – ويؤكل مع الحليب والزبدة وغيرهما .
ومن
المأكولات الشائعة عند أهل الجزائر ( الطاجين ) وتقدم في أيام مختلفة من شهر رمضان،
لكن لابد من تواجدها في اليوم الأول من رمضان على مائدة الإفطار. ومن لم يفعل ذلك
فكأنه لم يُفطر!!! وتصنع من ( البرقوق ) المجفف ، أو ( الزبيب ) مع ( اللوز ) و(
لحم الغنم ) أو ( الدجاج ) ويضاف إليهما قليل من السكر ، ويكون مرقة ثخينًا ، في
كثافة العسل .
بعد تناول طعام الإفطار ، يأتي دور تناول الحلوى ؛ وأشهرها
حضورًا وقبولاً في هذه الشهر حلوى ( قلب اللوز ) وهي على شكل مثلث ، تصنع من الدقيق
المخلوط بمسحوق اللوز أو الفول السوداني، ومسحوق الكاكاو ، ويعجن هذا الخليط بزيت
الزيتون، وبعد تقطيعه وتقسميه على شكل مثلثات، توضع على سطحه حبات اللوز، ثم توضع
في الفرن حتى تنضج، وبعد أن تبرد تغمس في العسل .
ومن أنواع الحلوى ، "
المقروط " – وينطقونها أيضا " المقروظ " وهو الأشهر – وهو السميد الذي يكون فيه
التمر ، وكذلك " الزلابية " حلوى لذيذة تقدم في كل بيت ، وفي كل يوم ، ولها أنواع
متعددة لا يمكن إدراك حقيقتها بالوصف ، لكن بالأكل !! .
وبالنسبة إلى طعام
السحور ، يتناول أهل الجزائر طعام " المسفوف " مع الزبيب واللبن ؛ و" المسفوف " هو
الكسكسي المجفف ، وهذا النوع من الطعام أصبح عادة لكل الجزائريين في سحورهم
.
ويقبل الناس على المساجد بكثرة لأداء صلاة التراويح ، حيث يصلونها ثمان
ركعات ، وأحيانًا عشر ركعات ؛ يقرأ الإمام فيها جزءاً كاملاً من القرآن الكريم ، أو
جزءاً ونصف جزء ، ويتم ختم المصحف عادة ليلة السابع والعشرين. وفي الليالي التالية
يبدؤون بالقراءة في صلاة التراويح من أول المصحف .
ثم يأتي العيد ، وهو بهجة
الجميع ، وفرحة المسلمين بإتمام الصيام ، ولئن كانت أيام العيد أيام فرحة وأنس
وتآلف للأرواح ، فإنه يكون للصغار أيام لعب ولهو ومرح ، حيث يلعب الأطفال ألعاباً
شعبية مختلفة ، كلعبة المخرقبة : وهي لعبة تُشبه لعبة الشطرنج ، ، تلعب على الأرض
بين شخصين بواسطة الحصى والنوى ، وهي من الألعاب التراثية الشعبية ، هذا غير
السباقات وألعاب الكرة والألعاب النارية التي يشترك في لعبها الأطفال في جميع دول
الوطن العربي .
ن في السعودية **
لرمضان في المملكة
العربية السعودية جو روحاني خاص ربما لا يوجد في غيرها من بقاع العالم الإسلامي؛
وذلك لاحتواء تلك الديار على الحرمين الشريفين، وهما من المنزلة في قلوب المؤمنين
بمكان .
والناس في المملكة يعتمدون على ما تبثه وسائل الإعلام بخصوص إثبات
شهر رمضان، ووسائل الإعلام بدورها تتلقى خبر ذلك عن طريق الهيئات الشرعية والفلكية
المكلفة برصد الأهلة القمرية. والعديد من دول العالم الإسلامي تتبع في ثبوت شهر
رمضان إثبات المملكة له .
ومع ثبوت هلال رمضان تعم الفرحة قلوب الجميع في
المملكة، وتنطلق من الأفواه عبارات التهنئة، من مثل قول: ( الشهر عليكم مبارك ) و(
كل عام وأنتم ) و( أسأل الله أن يعيننا وإياك على صيامه وقيامه ) و( رمضان مبارك )
.
وعادة أهل المملكة عند الإفطار أن يتناولوا التمر والرطب والماء، ويسمونه
( فكوك الريق ) وبعد وقت قصير من انتهاء أذان المغرب يرفع المؤذن صوته بالإقامة،
فيترك الجميع طعامهم ويبادرون إلى الصلاة .
بعد الانتهاء من صلاة المغرب
ينطلق الجميع لتناول وجبة الإفطار الأساسية، التي يتصدرها طبق الفول المدعوم بالسمن
البلدي، أو زيت الزيتون، حيث لا ينازعه في هذه الصدارة طعام غيره، ولا يقدم عليه
شيء.
وطبق الفول في المملكة ذو فنون وشجون؛ فهناك الفول العادي، والقلابة،
وفول باللحم المفروم، والكوكتيل، والفول بالبيض، والفول باللبن. أما أفضل أصنافه
فهو الفول المطبوخ بالجمر، والذي توضع فيه جمرة صغيرة فوق السمن، ويغطى بطبق آخر
لإعطاء نكهة مميزة .
ومن الأكلات الشائعة التي تضمها مائدة الإفطار إلى جانب
طبق الفول ( السمبوسك ) وهي عبارة عن عجين محشو باللحم المفروم، و( الشوربة ) وخبز
( التيمس ) وغير ذلك من الأكلات التي اشتهر أهل المملكة بصنعها في هذا الشهر
الكريم. وبجوار تلك الأطعمة يتناول الناس شراب ( اللبن الرائب ) وعصير ( الفيمتو )
.
وأشهر أنواع الحلويات التي تلقى رواجًا وطلبًا في رمضان خاصة عند أهل
المملكة ( الكنافة بالقشدة ) و( القطايف بالقشدة ) و( البسبوسة ) و ( بلح الشام )
.
وقبيل صلاة العشاء والتراويح يشرب الناس هناك الشاي الأحمر، ويطوف أحد
أفراد البيت - وخاصة عندما يكون في البيت ضيوف - بمبخرة على الحاضرين
.
وهناك تقاليد لدى بعض العائلات بأن يعين إفطار كل يوم من أيام رمضان عند
واحد من أفراد العائلة بشكل دوري بادئين بكبير العائلة .
بعد تناول طعام
الإفطار يتجه الجميع - رجالاً ونساءً - لأداء صلاة العشاء والتراويح في المسجد.
وهناك بكل مسجد قسم خاص بالنساء. أما عن عدد ركعات صلاة التراويح، فهي تصلى عشرين
ركعة في الحرمين، وفي باقي مساجد المملكة بعض المساجد تكتفي بصلاة ثمان ركعات،
وبعضها الآخر يصليها عشرين ركعة. ويختم بالقرآن في أغلب مساجد المملكة خلال شهر
رمضان. ويعقب صلاة التراويح في كثير من المساجد درس ديني يلقيه إمام المسجد، أو
يُدعى إليه بعض أهل العلم في المملكة .
والناس هناك يجتمعون عادة كل ليلة في
أحد البيوت، يتسامرون لبعض الوقت، ثم ينصرفون للنوم، وينهضون عند موعد السحر لتناول
طعام السحور، والذي يتميز بوجود ( الخبز البلدي ) و( السمن العربي ) و( اللبن ) و(
الكبدة ) و( الشوربة) و( التقاطيع ) وأحيانًا ( الرز والدجاج ) وغيرها من الأكلات
الشعبية.
وتتغير أوقات العمل والدوام الرسمي في المملكة لتناسب الشهر
الكريم، حيث تقلص ساعات العمل مقدار ساعة أو يزيد يوميًا، مراعاة لأحوال الصائمين
.
وتنتشر بشكل عام في جميع أنحاء المملكة المناسبات الخيرية ( البازارات )
لجمع التبرعات والصدقات، وتوجه الدعوات للمساهمة في إفطار المحتاجين والمساكين،
وتقديم المساعدات والمعونات لهم. كما ويحرص أهل الخير على إقامة الموائد الرمضانية
الخيرية، وتقديم الأطعمة على نفقاتهم الخاصة. أما الماء فيوزع في برادات مثلجة
.
وبعد أداء صلاة العشاء والتراويح يعود الناس إلى مجالسهم وسهراتهم التي قد
تدوم عند البعض - وخاصة الشباب منهم - حتى السحور. والسيدات يسهرن وحدهن في البيوت،
والعادة أن تحدد السهرة عند واحدة منهن في الحي أو الأسرة، ويكون ذلك بشكل دوري بين
سيدات الحي أو القريبات أو الصديقات، ويسمى مكان السهرة ( الهرجة ). ومن أهم
العادات الرمضانية في المملكة تزاور العائلات بعد صلاة العشاء .
في النصف
الثاني من رمضان يلبس كثير من السعوديين ثياب الإحرام لأداء العمرة، أما في العشر
الأواخر منه فإن البعض منهم يشد رحاله للاعتكاف في الحرم النبوي أو المكي
.
وتبدأ صلاة التهجد في مساجد المملكة بعد صلاة التراويح، وتصلى عشر ركعات،
يُقرأ خلالها في بعض المساجد بثلاثة أجزاء من القرآن الكريم يوميًا، وتستمر تلك
الصلاة حتى منتصف الليل أو نحوه .
بعد يوم السابع والعشرين من رمضان يبدأ
الأهالي بتوزيع زكاة الفطر، وصدقاتهم على الفقراء والمساكين وابن السبيل، ويستمرون
في ذلك حتى قبيل صلاة العيد .
وقد انتشرت في المملكة وبكثرة عادة طيبة، وهي
إقامة موائد إفطار خاصة بالجاليات الإسلامية والعمالة الأجنبية المقيمة في المملكة،
وتقام تلك الموائد بالقرب من المساجد، أو في الأماكن التي يكثر فيها تواجد تلك
العمالة، كالمناطق الصناعية ونحوها .
ومن العادات المباركة في المملكة أيضًا
توزيع وجبات الإفطار الخفيفة عند إشارات المرور للذين أدركهم أذان المغرب وهم بعدُ
في الطريق إلى بيوتهم، عملاً بسُنَّة التعجيل بالإفطار .
هذا، ولم يعد شهر
رمضان عند بعض الناس هناك شهر المغفرة والجنة والعتق من النار، بل أصبح شهر (
الياميش ) و( الكنافة ) مع ( المشمشية ) و( الجوز ) وصواني ( البسبوسة )
ووو....
ومن العادات التي قد نراها عند البعض، وهي ليست من الإسلام في شيء،
عادة البذخ والإسراف في شراء الطعام، الذي ينتهي كثير منه إلى سلات القمامة؛ ويلتحق
بهذا قضاء النساء وقتًا طويلاً في إعداد أنواع من الطعام، التي تُعدُّ وتحضر بطلب
من الأزواج أو بغير طلب. ناهيك عن الازدحام الشديد في الأسواق على السلع الغذائية
قبل رمضان بيوم أو يومين، وكذلك قبل العيد بأيام. كل هذا مما يتنافى مع مقاصد هذا
الشهر الفضيل .
وفى السودان **
يبلغ عدد سكان السودان
( 39 ) مليون نسمة تقريبًا، يتكلمون أكثر من ( 110 ) لغة ولهجة محلية، نسبة
المسلمين منهم حوالي ( 80% ) يتركز معظمهم في الشمال، أما الجنوب فإن ( 18% ) من
سكانه مسلمون، و( 17% ) نصارى، والنسبة الباقية ( 65% ) وثنيون .
يستقبل أهل
السودان شهر الخير بالفرح والسرور، ويهنئ الجميع بعضهم بعضًا بقدوم هذا الشهر
المبارك، ومن عبارات التهنئة المتعارف عليها بينهم في هذه المناسبة قولهم: ( رمضان
كريم ) وتكون الإجابة بالقول: ( الله أكرم ) أو: ( الشهر مبارك عليكم ) أو: (
تصوموا وتفطروا على خير ) .
ويعتمد الناس هناك في إثبات هلال رمضان على ما
تبثه وسائل الإعلام الرسمية بهذا الشأن، وقلما تجد من الناس من يخرج طلبًا لالتماس
الهلال، لكن ثمة فريق من الناس يعتمد استطلاع الهلال بالطريقة الشرعية، ولا يعتمد
فيما وراء ذلك على شيء. وعلى العموم، لا يختلف ثبوت رمضان في هذا البلد المسلم، على
امتداد مساحته البالغة ( 2.5 ) مليون كيلو متر مربع تقريًبا، من مكان لآخر .
ويبدأ الاحتفال بشهر رمضان عند أهل السودان قبل مجيئه بفترة طويلة؛ فمع
بداية شهر شعبان تنبعث من المنازل السودانية رائحة جميلة، هي رائحة ( الأبري ) أو (
المديدة ). وعند ثبوت رؤيته يحدث ما يُعرف بـ ( الزفة ) إذ تنتظم مسيرة مكونة من
رجال الشرطة، والجوقة الموسيقية العسكرية، ويتبعهم موكب رجال الطرق الصوفية، ثم
فئات الشعب شبابًا ورجالاً...وتقوم هذه ( الزفة ) بالطواف في شوارع المدن الكبرى،
معلنة بدء شهر الصيام .
ومما يلفت النظر عند أهل السودان أن ربّات البيوت
اعتدن على تجديد وتغيير كل أواني المطبخ، احتفالاً وابتهاجًا بقدوم شهر رمضان
.
وحالما يتم الإعلان عن بدء شهر الصوم، تبدأ المساجد في إضاءة المصابيح
الملونة على المآذن والأسوار، وتظل الأضواء الخاصة طوال ليالي رمضان، كما تبدأ
المدافع في الانطلاق عند كل أذان مغرب، معلنة حلول موعد الإفطار، وقبل الفجر
للتنبيه على الإمساك عن الطعام والشراب وسائر المفطرات. ومن المعتاد في هذا البلد
تأخير أذان المغرب، وتقديم أذان الفجر، احتياطًا للصيام !!!
أما المساجد
فتظل عامرة طوال هذا الشهر المبارك بالرواد من المصلين والمتعبدين. وذلك منذ خروج
المواطنين من أعمالهم وقت الظهيرة، وخاصة بعد صلاة العصر حيث تبدأ دروس العلم،
وحلقات القرآن وتستمر إلى قبيل أذان المغرب بقليل .
ومع حلول موعد الإفطار
يتم شرب ( الآبريه ) ويُعرف بـ ( الحلو - مر ) وهو شراب يروي الظمآن، ويقضي على
العطش الذي تسببه تلك المناطق المرتفعة الحرارة. و( الآبريه ) كما يصفه أهل تلك
البلاد، عبارة عن ذرة تنقع بالماء حتى تنبت جذروها، ثم تُعرَّض لأشعة الشمس حتى
تجفَّ، ثم تطحن مع البهارات، وتعجن وتوضع على هيئة طبقات في الفرن حتى تنضج
.
ويستعد الناس عادة لتحضير هذا الشراب قبل رمضان بأشهر، فإذا جاء الشهر
الفضيل تقوم النساء بنقع ( الآبريه ) بالماء فترة حتى يصبح لونه أحمرا، ويفطر عليه
الصائمون، فيشعرون بالري والارتواء بعد العطش والظمأ طوال النهار .
ومن
الأشربة المشهورة عند أهل السودان في هذا الشهر الكريم شراب يُصنع من رقائق دقيق
الذرة البيضاء، حيث تطهى على النار، ويُعمل منها مشروب أبيض يُعرف بـ ( الآبري
الأبيض ) له خاصية الإرواء والإشباع، إضافة إلى شراب ( المانجو ) و( البرتقال ) و(
الكركدي ) و( قمر الدين ) ونحو ذلك .
أما المائدة الرمضانية السودانية فتتم
على بسط من سعف النخيل مستطيلة الشكل، يصطف الناس حولها صفين متواجهين. ويبدأ
الإفطار بتناول التمر ثم ( البليلة ) وهي عبارة عن الحِمّص، مخلوط مع أنواع أخرى من
البقول المسلوقة، ومضاف إليها التمر. وهو طعام لا غنى عنه عند الفطور .
ثم
يتبع ذلك تناول ( عصير الليمون ) إذا كان الجو حارًا، أو ( الشوربة ) إذا كان الجو
بارداً. وتلي ذلك الوجبات العادية، وأشهرها ( الويكة ) وهي نوع من ( البامية ) مع (
العصيدة ) وهناك أيضًا طعام يسمى ( ملاح الروب ) وهو عبارة عن لبن رائب ممزوج بقليل
من الفول السوداني. وطعام يسمى ( القرَّاصة ) ويؤكل مع الإدام .
ويُعدُّ طبق
( العصيدة ) من الوجبات التقليدية عند أهل السودان، ويتكون من خليط عجين الذرة
المطهي، ويؤكل مع طبيخ ( التقلية ) ذات اللون الأحمر، ومكوناته تتألف من ( البامية
) الجافة المطحونة وتسمى ( الويكة ) مع اللحمة المفرومة. وبعد تناول طعام الإفطار،
يحتسي الصائمون شراب الشاي والقهوة .
وأهم مايلفت الانتباه عند أهل السودان
خلال هذا الشهر الكريم ظاهرة الإفطار الجماعي، حيث تُفرش البُسط في الشوارع إذا
كانت متسعة، أو في الساحات العامة، وتأتي كل عائلة بطعام إفطارها جاهزًا مجهزًا،
وتضعه على تلك البسط، وحالما يتم الإعلان عن دخول وقت المغرب يبدأ الجميع في تناول
الطعام معًا، ثم يلي ذلك صلاة المغرب جماعة، وبعد تناول شراب القهوة ينصرف الجميع
كل إلى شأنه وأمره .
ومن عادات السودانيين في هذا الشهر ولا سيما في القرى،
خروج كل واحد من بيته قبل الأذان حاملاً إفطاره وبكمية تزيد على حاجته، ثم يجلس إما
في المسجد، وإما في الشارع ناظرًا ومنتظرًا أي شخص غريب ليفطر معه .
ومن
العادات الرمضانية عند أهل السودان كثرة التهادي بين الناس في هذا الشهر الكريم،
ويكون ذلك بإرسال الطعام والشراب قبل المغرب بين الأُسر، ويقبل الأغنياء من الفقراء
هداياهم وأطعمتهم، لئلا يشعرونهم بالحرج في قبول ما يرسلونه لهم هم بعد ذلك
.
في الخميس الأخير من رمضان يعد السودانيون طعامًا خاصًا يعرف بـ ( الرحمات
) يتصدقون به على الفقراء والمساكين، وهم يعتقدون في هذا أن أرواح الموتى تأتي في
هذا اليوم لتسلم على أهلها .
ويُقبل الناس من أهل السودان على القرآن الكريم
بطريقة تستحق الإعجاب والتقدير، حيث تعقد الحلقات في المساجد من بعد صلاة العصر حتى
قبيل المغرب بقليل، وتكثر الدروس الدينية في هذا الشهر، ويتولى الأئمة السودانيون
والدعاة أمر القيام على هذه الدروس والحلقات. ويكون هذا الشهر بالفعل شهرًا
إسلاميًا .
أما صلاة التراويح فإن الناس في السودان يهتمون بها جدًا، كما هو
الحال عند باقي المسلمين؛ وتُقام هناك صلاة التراويح في المساجد أو في الخلاوي
والزوايا التي تجمع بعض أهل الحي فيصلون التراويح، ويسمعون المواعظ التي تتخلل صلاة
التراويح. ويصلي أهل السودان صلاة التراويح عادة ثماني ركعات. وتشهد صلاة التراويح
إقبالاً ملحوظًا، وحضورًا مشهودًا؛ حيث تزدحم المساجد بالمصلين من الرجال والنساء
والشباب والأطفال في مشهد يُسر الناظرين. ولا تلتزم أغلب المساجد هناك بختم القرآن
في هذه الصلاة، لكن بعضها يحرص على ذلك. وفي بعض المساجد يحرصون على قراءة بعض
الأذكار عقب كل ركعتين من صلاة التراويح، كقولهم: ( اللهم إنك عفو كريم، تحب العفو،
فاعفُّ عنا ) .
وتنتشر في بلاد السودان - كما في العديد من بلاد الإسلام -
عادة السهر إلى وقت متأخر من الليل، حيث يمضي الكثير أوقاتهم خلف شاشات التلفزة.
وتُلْحظ أيضًا عادة النوم حتى وقت الظهيرة، وعند البعض قد يستمر النوم إلى الساعة
الثانية بعد الظهر. نسأل الله السلامة والعافية .
مع بداية الشهر الكريم
يغير التلفزيون السوداني من طبيعة برامجه، ويعرض برامج خاصة بشهر رمضان، تجعل الناس
ينجذبون إليه، ويلتفون حوله، الأمر الذي يؤدي بالبعض إلى الكسل عن القيام ببعض
الطاعات والقربات، والتي هي أجزل ثوابًا، وأضعف أجرًا في هذا الشهر الفضيل
.
وغالبًا ما يذهب الشباب وصغار السن بعد الإفطار والصلاة إلى الأندية
الثقافية والاجتماعية التي تحتفل بهذا الشهر، فيمضون شطرًا من الليل في تلك الأندية
.
ثم هناك الطرق الصوفية، وهي كثيرة ومتعددة ومتنوعة، منها ( الختمية ) و(
القادرية ) و( الإسماعلية ) وغيرها، ولكل منها أنشطتها الدينية المختلفة التي
تقيمها في زواياها الخاصة، ويؤمها كبار السن بعد المغرب لقراءة قصة المولد النبوي،
وسماع المدائح النبوية، وإقامة الأذكار بواسطة ما يُدعى ( النوبات ) وهي طبلة كبيرة
من الجلد، تُقرع بالعصا، وتستمر تلك الجلسات والنوبات حتى منتصف الليل
!!
أما الأسر السودانية فإنها تتبادل الزيارات العائلية، كما ويُعد شهر
رمضان شهر المتعة للأطفال، الذين يمارسون هواياتهم، وخاصة وقت الإفطار الجماعي،
فضلاً عن السماح لهم بالسهر إلى وقت متأخر من الليل، الأمر الذي لا يجوز لهم في غير
رمضان .
في الأيام الأخيرة من شهر الخير، تشهد المنازل السودانية نشاطًا
ملحوظًا، وتحركًا ملموسًا؛ إذ تبدأ الاستعدادات الخاصة لتحضير حلوى العيد، وتنشغل
النساء في عمل ( الكعك ) و( البسكويت ) وغير ذلك من أنواع الحلوى المعروفة عند أهل
السودان. وعادة ما يتم تحضير ذلك بشكل جماعي وتعاوني بين النساء؛ فكل يوم مثلاً
يقوم فريق من النسوة مجتمعات بصنع ما تحتاجه الواحدة منهن في بيتها، وفي اليوم
التالي يشترك الجميع أيضًا بتحضير الحلوى لأخرى وهكذا .
وتقام في الأيام
الأخيرة من رمضان ليلة تسمى ليلة ( الحنجرة ) يقيمها من توفي له قريب عزيز خلال شهر
رمضان، أو قبله بوقت قصير، وفي هذه الليلة يُقدم للمعزين التمر
والمشروبات...
وليلة القدر ينتظرها جميع المسلمين في السودان، ويُحتفل بها
رسميًا وشعبيًا في السابع والعشرين من رمضان، ويُستقدم لأجلها كبار المقرئين،
وتمتلئ المساجد بالعباد والمتقربين إلى الله .
وأهل الإسلام في السودان
شديدو الحرص على إخراج زكاة الفطر، وتوزيعها على الفقراء والمساكين المنتشرين على
طول البلاد وعرضها، وهم في العادة يتولون بأنفسهم أمر ذلك .
والطوائف غير
المسلمة في بلاد السودان لا يعنيها أمر رمضان لا من قريب ولا من بعيد، وهو يمر
عليها كمرور غيره من الأيام، وهم في الظاهر يبدون مظاهر الاحترام والتقدير لهذا
الشهر، ولا يمنع ذلك من وجود بعض الحالات الشاذة والاستثنائية التي يتعمد فيها
البعض القيام ببعض الممارسات التي تخل بحرمة هذا الشهر الكريم، وتسيء لمشاعر أهل
الإسلام .
ويتم توديع رمضان عند أهل السودان بإنشاد القصائد الدينية
والمدائح النبوية...وعلى كل حال، فلرمضان عند أهل السودان مذاق خاص وطعم مختلف،
وعلاقة الناس به علاقة قوية وحميمة، فهم يحنون إليه أشد الحنين بداية، ويحزنون عليه
غاية الحزن نهاية .
فى اليمن
يرتبط رمضان ارتباطا وثيقا مع أصالة هذا البلد وعمقه الحضاري ،
وكانت لهذه المظاهر التراثيّة بصماتها الواضحة على هذا الشهر الفضيل ، وتبدأ هذه
العادات منذ اللحظة التي يتحرّى الناس فيها رؤية الهلال قبيل رمضان ، وفي الغالب
تُعتمد رؤية أهل الساحل أكثر من غيرهم من أهل الجبال .
وهناك عادة اجتماعية
كانت موجودة إلى عهد قريب ، وهي أنه إذا أُعلن عن غد أنه رمضان ، يقوم الأطفال بأخذ
أكوام من الرماد ويجعلونه على أسطح المنازل على هيئة أوعية دائرية ، ثم يصبون فيها
الجاز ويشعلونها ، وقد اندثرت هذه العادة في المدن ولازال البعض يمارسها في القرى
.
وعند التأكد التام من دخول شهر رمضان يهنّيء الناس بعضهم البعض على قدوم
هذا الشهر ، وفي الغالب يتبادل الناس هذه التحايا في أول نهار من رمضان .
في
الصباح الرمضاني لا تكاد تجد أحدا مستيقظاً ، تكون الشوارع خالية والمحلات مقفلة ،
سوى محلات قليلة جدا يلجأ الناس إليها عند الحاجة الملحّة ، ويتأخّر الدوام الحكومي
إلى الساعة التاسعة أو العاشرة صباحا .
وأما عند الظهر فيلاحظ على المساجد
امتلاؤها ، حيث يقبل الجميع إلى الصلاة ، وبعد الصلاة يظل أغلب الناس في المساجد
يقرؤون القرآن ويذكرون الله تعالى ، ويصطحب الناس معهم أولادهم كي يشاركوهم في هذا
الأجر .
ولطول هذه الجلسة يلجأ بعضهم إلى اصطحاب ما يُسمّى " الحبوة " وهي
حزام عريض يقوم الشخص بوضعه على محيط جسده بحيث يضمّ إليه قدميه ، ومثل هذا يساعده
على الجلوس في وضعية الاحتباء لساعات طويلة دون أن يشعر بالتعب ، وتُستخدم " الحبوة
" بكثرة في جنوب اليمن . أما بالنسبة لأهل الشمال فيأتون بالمخدّات التي يضعونها
خلف ظهورهم أو المتّكأ وينطقونها هناك " المتْكى " ، ويظل الجميع في هذا الجوّ
الإيماني حتى يصلّي الناس صلاة العصر .
بعد صلاة العصر تكون هناك كلمة
إيمانية قصيرة يلقيها إمام الحيّ أو أحد الدعاة المتواجدين ، ثم يكمل البعض جلوسه
في المسجد ، بينما يخرج الآخرون لقضاء حوائجهم وتجهيز لوازم الإفطار
.
وعندما يقترب أذان المغرب ، يستعدّ الناس للإفطار بحيث يأتي كل واحد منهم
بشيء من إفطاره إلى المسجد ليجتمعوا هناك ويفطروا معاً ، مما يزيد في تعميق أواصر
التقارب بينهم ، كما أنه مواساةٌ للفقراء الذين لا يجدون ما يفطرون عليه
.
يقوم الناس بفرش مائدة طويلة تّتسع للمتواجدين في المسجد ويضعون فيها
الأطعمة والمشروبات المختلفة ، بحيث يجتمع المصلّون على هيئة صفوفٍ ويكون الأكل
جماعيّا ، وأهم ما يميّز هذه المائدة أكلةٌ تُسمّى بـ" الشفوت " وهي من أكلات أهل
الوسط والجنوب ، كذلك هناك التمر والماء و" الحلبة " المخلوطة بالخل ، والمرق
والشوربة والسمبوسة ، ولا بد من وجود " السحاوق " وهو مسحوق الطماطم مع الفلفل ،
ومن خلال ما سبق نلاحظ أن عناصر هذه المائدة خفيفة على المعدة ، ولذلك فإن الوقت
بين الأذان والإقامة يكون قصيرا بحيث لا يتجاوز السبع دقائق .
وبعد الصلاة
يرجع الناس إلى أهاليهم كي يتناولوا الإفطار الحقيقي ، وبالطبع فإن عناصر المائدة
تكون أكثر دسامةً وتنوّعاً ، حيث يقدّم فيها : " اللحوح " واللبن ، و " الشفوت "
وشوربة " العتر "، ويُضاف إلى ما سبق مرق اللحم أو الدجاج، وقد يأكلون " العصيدة "
وإن كان هذا نادراً بسبب ثقل هذه الوجبة على المعدة .
ومن المشروبات
المشهورة في شمال البلاد مشروب " القديد " ، وهو المشمش الذي يجفّف بالشمس حتى يصبح
يابساً ، ثم يوضح بين الماء نصف يومٍ مع السكّر ، وينبغي شربه في نفس اليوم الذي
يجهز فيه ؛ لأنه إذا تُرك فترةً طويلة يتخمّر ويصبح فاسداً.
وللحلويّات في
المائدة نصيب ، فبالإضافة إلى المهلّبية – والتي يسمّونها هناك المحلّبية – والجيلي
، توجد هناك أكلة شعبية لذيذة اسمها " الروّاني " ، وهي نوع من أنواع الكيك بالبيض
والدقيق ، ويُضاف إليها ماء السكّر .
أما أهالي الجنوب فيوجد في بعض مناطقها
كحضرموت وغيرها من يأكلون الأرز على الإفطار بالرغم من كونها وجبةً ثقيلة ، وحينها
يأكلون الأرز مع اللحم " المضبي " أو " المندي " أو " المضغوط " أو " الحنيذ " ،
كذلك يأكلونه مع " المقدّد " أو " اللخم " وهي أسماك مجفّفة ويكون طعمها مالحاً ،
وفي أنحاء عدن و شبوة ويريم يأكلون اللحم أو الدجاج مع الصالونة .
وبعد
الانتهاء من الإفطار ، يرى البعض أن يقوم بشرب الشاي أو القهوة ريثما يحين وقت
الصلاة ، وقد يأكلون " القلاّء " ، وهي عبارة عن فول صغير محمّص ، فهو إذاً بمثابة
المكسّرات .
ثم يقوم الجميع بالتجهّز للصلاة ، ويلاحظ أن وقت الإقامة يُؤخّر
نصف ساعة مراعاة لأحوال الناس ، ويصلّي الناس أحد عشر ركعة وبعضهم يصلّي إحدى
وعشرين ركعة ، وبعد كل أربعة ركعات يأتي أحد المصلّين ويقوم بتطييب بقية المصلين ،
وقد يضعون الماء المبخّر في المسجد .
فإذا انتهت الصلاة في المسجد ، ينفضّ
الناس إلى أعمالهم أو بيوتهم ، ويقوم الأغلب في الذهاب إلى ما يُسمّى بمجالس القات
، وهي تكتّلات شعبية يجتمع فيها أهل اليمن بأطيافه المختلفة لأكل القات ، وعادة ما
يصاحب هذه الجسات النارجيلة – ويسمونها " المدع " – والدخان وغيرها من المظاهر
السيئة ، وفي أثناء هذه الجلسات تدور نقاشات ساخنة حول قضايا مختلفة ، وقد يصاحب
هذه الجلسات مشاهدة التلفاز أو اللعب بــ " الكيرم " أو " البطّة " .
أما ما
يخصّ مظاهر العيد واستعداداته ، فما إن يتم الإعلان عن يوم العيد حتى يقوم الأطفال
بعمل ما يُسمّى " تنصيرة العيد " ، وحاصلها أن يقوم الأطفال بإشعال كومة من الأخشاب
المحروقة في أعالي الجبال ، وأصل هذه العادة جاءت من احتفال الأجداد بانتصاراتهم
على أعدائهم بإشعال نيران على رؤوس الجبال ، وألقت هذه العادة بظلالها على أطفال
المدن فقاموا بممارسة العادة لكن على نحوٍ مختلف ، وذلك بأن يقوموا بجمع الإطارات
التالفة وإشعالها في الحارات والأماكن العالية ، ولا يخفى على الجميع المضار
الصحيّة والبيئية الناتجة عن إحراق مثل هذه الإطارات ، الأمر الذي جعل السلطات تقوم
بمنع مثل هذه الأعمال في المدن .
من ناحية أخرى تبدأ النساء بتجهيز كعك
العيد ، وهو كعك محشو بالتمر يُعمل بأشكال شتّى ، ولا ينبغي نسيان الحلويات
والمكسّرات مثل الفستق والزبيب واللوز – والأخيران هما من أهم ما يُجهّز -
.
وفي صباح العيد يبدأ الأولاد صغارا وكبارا بالسلام على آبائهم وتقبيلهم
على ركبهم ، ثم يذهبون إلى المصلّى ، والذي يكون عادة خارج المدينة ، وبعد الصلاة
يتبادل الناس التهاني على حلول العيد بعبارات مختلفة كقولهم : " من العايدين ومن
الفايزين ، وعيدكم كل عيد " ، ثم يذهب الجميع لزيارة أقاربهم والسلام على أرحامهم
وهذا أمرٌ ضروري جدا ، وهنا يأتي " عَسَب العيد " ومعناه أن يذهب كل شخص إلى أرحامه
بكيس مملوء بالنقود ليقوم بتوزيعه على النساء من أقاربه ، ويكون على هيئة مبلغٍ
رمزي يُعطى كنوع من الصلة .
وهذه الزيارات للأرحام تكون على هيئة زيارات
متبادلة سريعة ، بحيث يسلّم الشخص على رحمه ويأكل شيئا من الكعك ثم يبادر بالخروج ،
فإذا انتهى من جولته عاد إلى بيته .
وقبل الظهر يخرج " المزيّن " وهو شخص
يحمل طبلا أو طاسة يضرب عليها ليقوم الناس برقصات جماعية " البرْعة " أي : الرقص
بالخنجر ، وهذه الرقصات تختلف كيفيّتها من قبيلة إلى أخرى ، فهناك الرقصة الخولانية
والحيمية والهوشلية وغيرها .
ثم يبدأ " النَّصْع " وهو الذهاب إلى المناطق
الخالية من الجبال ليتبارى أهل القبائل على الرماية وإظهار الكفاءة في التصويب
.
[center]فى تايلند
عند حلول شهر رمضان تضاء جميع المساجد بالأنوار،
ويوضع عليها العديد من الزينات، ويبلغ عدد المساجد في هذه الدولة ( 1830 ) مسجدًا
.
ومن العادات الشائعة عند مسلمي تايلاند أنه إذا حان وقت الإفطار قُرعت
الطبول الكبيرة، ويسمى الذي يقوم بالضرب عليها ( البلال ) نسبة إلى الصحابي الجليل
( بلال ) الحبشي مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم يشربون شرابًا مكونًا من (
السكر ) و( جوز الهند ). وأشهر الأكلات عند مسلمي هذه البلاد طعام يسمى ( سوب ) وهو
يشبه ( الكوارع ) عند أهل مصر .
ويصلي الناس هناك صلاة التراويح، يقرأ
الإمام فيها يوميًا من سورة الضحى إلى سورة الناس .
يحرص المسلمون في
تايلاند في هذا الشهر الكريم على تعلم القرآن الكريم، والاستزادة من تلاوته؛ وأفراد
الأسرة المسلمة في تايلاند عادة ما تلزم بيتها في رمضان وتمضي أيام وليالي هذا
الشهر جنبًا إلى جنب، وتعتبر هذا الشهر فرصة مناسبة لجمع شمل الأسرة، والاشتراك
سوية في تناول طعام الإفطار، وإحياء تلك الليالي بما تيسر من الطاعات والعبادات .
ويعتقد الناس أن وقوع ليلة القدر يحصل بظهور آيات كونية وتحويلها؛ مثل
انحناء الأشجار، وغور الآبار ! وأن الإنسان إذا رأى هذه المظاهر ودعا الله سبحانه
استجاب له مباشرة؛ بشرط أن يطلب شيئًا واحدًا فقط !!
ومن المعتاد عند مسلمي
تايلاند قراءة القرآن كاملاً في ليلة السابع والعشرين من رمضان، إضافة إلى الاعتقاد
أن ليلة القدر هي ليلة السابع والعشرين من رمضان
.
فى سوريا
تبدأ الاستعدادات لاستقبال
شهر رمضان عند أهل الشام مع بداية دخول شهر شعبان؛ إذ يأخذ الناس بالتزود بالمواد
الاستهلاكية وما يحتاجون إليه في هذا الشهر الكريم .
ويتزاور الناس قبل أيام
قليلة من دخول شهر رمضان، أو في أيامه الأولى ليبارك بعضهم لبعض حلول الشهر الكريم.
ومن العبارات المتدوالة في هذه المناسبة، قولهم: ( ينعاد عليكم بالصحة والسلامة )
أو ( إن شاء الله تعيشوا لأمثاله ) أو ( شهركم مبارك ) ونحو ذلك من العبارات التي
تقال باللهجة الشامية، والتي تعبر عن تمني الناس بعضهم لبعض الخير والبقاء لرمضان
قادم .
والعادة عند أهل تلك البلاد في ثبوت هلال رمضان وشوال، أنه قبل يوم
أو يومين من دخول رمضان تطلب الجهات الرسمية ممن تثبت لديه رؤية الهلال أن يخبر
الجهات المختصة بهذا الشأن. وواقع الحال فإن الذين يخرجون ويلتمسون هلال رؤية
الهلال قليل من الناس، وأغلبهم يعتمدون في ثبوت الرؤية على وسائل الإعلام المسموعة
والمرئية .
المساجد خلال هذا الشهر الكريم تشهد عمومًا نشاطًا ملحوظًا،
فتعقد دروس التفسير والفقه والحديث، بعد صلاة الظهر والعصر، إلى جانب المحاضرات
والندوات الدينية .
وصلاة التراويح تشهد إقبالاً من الناس، وأغلب المساجد لا
تلتزم بقراءة ختمة كاملة من القرآن خلال صلاة التروايح، لكن بعضها تلتزم هذه العادة
وتحرص عليها، وبعضها الآخر - لكنه قليل - يقرأ ختمة من القرآن في صلاة التراويح،
وختمة ثانية في قيام العشر الأخير من رمضان. ومن العادات المتبعة أثناء صلاة
التراويح عند أهل الشام أنهم بعد السلام من الترويحات الأربعة الأولى يصلون على
النبي صلى الله عليه وسلم، ويترضون على أبي بكر رضي الله عنه، وبعد الترويحة
الثامنة يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم، ويترضون على عمر رضي الله عنه، وبعد
الترويحة الثانية عشرة يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم، ويترضون على عثمان رضي
الله عنه، وبعد الترويحة السادسة عشرة يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم، ويترضون
على عليٍّ رضي الله عنه، وبعد تمام الترويحة العشرين يقولون بعض الأذكار ومنها: يا
حنان يا منان ثبت قلبنا على الإيمان، نرجو عفوك والغفران، وأدخلنا الجنة بسلام. ثم
يصلون الوتر .
ومن العادات عند أهل الشام إحياء ليلة السابع والعشرين من
رمضان، حيث يعتكف كثير من الناس في المساجد تلك الليلة لإحيائها، ويتناولون طعام
السحور جماعة في تلك المساجد. أما الاعتكاف في باقي أيام العشر، أو باقي ليالي
رمضان فقل من يفعل ذلك، ويقتصر أغلب الناس على إحياء ليلة السابع والعشرين، والتي
تتولى الإذاعة الرسمية نقل بعض وقائعها .
والعادة عند أغلب الناس في بلاد
الشام أنهم يفطرون على التمر والماء وبعض أنواع العصير، ثم يتناولون طعام الإفطار
مباشرة وقبل أداء صلاة المغرب، وهم في الأغلب يصلون في بيوتهم صلاة المغرب بعد أن
يكونوا قد تناولوا طعام الإفطار .
فيما يتعلق بالمائدة الرمضانية الشامية
فإن الناس يولون عناية خاصة بالمشروبات والمرطبات فتضم مائدتهم شراب ( العرقسوس )
وهو من الأشربة المفضلة للصائمين عند أهل الشام، وخاصة أيام الصيف؛ وأيضًا شراب (
قمر الدين ) ويصنع من المشمش المجفف حيث يُغلى وينقع بالماء الساخن ثم يضاف إليه
السكر؛ وأيضًا هناك شراب ( التمر هندي ) وهو شراب مرغوب ومطلوب في هذا الشهر الكريم
.
ولا تخلو المائدة الرمضانية عند أهل الشام من طعام الحساء ( الشوربة )
إضافة إلى أكلة الفول والحمص ( الفتة ) وبلغة أهل الشام ( التسقية ) وينضم إلى هذه
الأطعمة - التي لا تخلو منها المائدة الرمضانية الشامية - أطعمة أخرى تتبع أذواق
الناس ورغباتهم، تشكل فيها مادة اللحم عنصرًا أساسًا، كـ ( الرز بالفول ) و (
الملوخية ) و ( البامية ) و ( الكبة ) وغير ذلك من أسماء الأكلات الشامية التي لا
يفي المقام بذكرها. وتبقى السَّلَطَات بأنواعها والخضراوات بأصنافها، كالفجل،
والبصل الأخضر، لا تخلو منها المائدة الشامية أثناء تناول طعام الفطور خلال هذا
الشهر الكريم .
ومن الأطعمة التي تصنع خصيصًا في شهر رمضان طعام يسمى (
المعروك ) وهو نوع من أنواع المعجنات، يتناوله الناس مع طعام السحور، وهو عبارة عن
عجين من القمح، مضاف إليه قليل من السكر والخميرة، ثم يخبز ويوضع عليه قليل من
السمسم. وهناك طعام آخر لا يُصنع إلا في شهر رمضان يسمى ( ناع
- ملاك الروووح
عدد المساهمات : 3611
نقاط : 6742
التقييم : 46
تاريخ التسجيل : 04/06/2011
رد: رمضان فى دول العالم
الأحد 14 أغسطس 2011, 6:13 am
ابدااع وتميّز واختيااار جميل
دايماً تتحفينا بهذه الروائع المفيده
ابدعتي بحسن الانتقاء والذوق الجميل
دمتي ودااااام عطاااااااؤؤك بهذا المستوى المشرق.
كل الشكر
دايماً تتحفينا بهذه الروائع المفيده
ابدعتي بحسن الانتقاء والذوق الجميل
دمتي ودااااام عطاااااااؤؤك بهذا المستوى المشرق.
كل الشكر
- sror2011
عدد المساهمات : 53
نقاط : 107
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 15/08/2011
رد: رمضان فى دول العالم
الجمعة 19 أغسطس 2011, 3:12 pm
السلام عليكم ورحمة الله
موضوع جميل ومميز ويحتوي على الكثير من المعلومات القيمه
التي تستحق القراءة و التمعن في المعلومات والأفكار
شرح وافي ، كامل ومفصل لجميع جنبات الموضوع
بارك الله فيك على الموضوع والمجهود الطيب
و لا يسعني إلا القول شكرا لك و واصل تميزك معنا ولا تحرمنا من مواضيعك القيمه
تقبل مروري مع خاالص شكري وتقديري واحترامي لك
واتمنى أن نراك معنا دائماً بإحلى واروع المواضيع والردود المثيره للإعجاب
في منتدى لايعرف الا الإبداع والتميز دوماً
دمت متألقا ( ة ) في منتدانا الغالي
و إلى موضــــــــوع قـــــــــــــادم
موضوع جميل ومميز ويحتوي على الكثير من المعلومات القيمه
التي تستحق القراءة و التمعن في المعلومات والأفكار
شرح وافي ، كامل ومفصل لجميع جنبات الموضوع
بارك الله فيك على الموضوع والمجهود الطيب
و لا يسعني إلا القول شكرا لك و واصل تميزك معنا ولا تحرمنا من مواضيعك القيمه
تقبل مروري مع خاالص شكري وتقديري واحترامي لك
واتمنى أن نراك معنا دائماً بإحلى واروع المواضيع والردود المثيره للإعجاب
في منتدى لايعرف الا الإبداع والتميز دوماً
دمت متألقا ( ة ) في منتدانا الغالي
و إلى موضــــــــوع قـــــــــــــادم
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى