تفاصيل أولى محاكمة مبارك

فى سابقة هي الأولى من نوعها على مدار التاريخ المصري، وقف الرئيس السابق محمد حسني مبارك،
الذى حكم البلاد ما يقرب من 30 عاماُ، داخل قفص الاتهام مسترخيا على
''سرير'' ليواجه تهمة التحريض على قتل المتظاهرين خلال أحداث ثورة 25 يناير
.

ولم يكن المشهد وقوف مبارك راقداً على "سرير" طبي وحيداً، بل
أحاطه نجليه علاء وجمال داخل القفص الحديدي الذي صمم خصيصا ليسع آل مبارك
ونظامه؛ حيث جلس فى الجانب الأخر من القفص، وزير الداخلية الأسبق حبيب
العادلي و6 من كبار مساعديه خلال فترة ولايته التى استمرت لسنوات طويلة .





محاكمة مبارك

وبدأت
"محاكمة القرن" كما أطلق عليها، فى تمام الساعة العاشرة صباح، الاربعاء،
أمام محكمة شمال القاهرة برئاسة المستشار أحمد رفعت، فى قاعة المحاضرات
الرئيسية بأكاديمية الشرطة "مبارك سابقا" بالقاهرة الجديدة، وانتهت أولى
جلسات المحاكمة حوالي الساعة الثانية ظهراً .

وبث التليفزيون المصري
حصريا وقائع أولى جلسات المحاكمة التاريخية، وقامت بقية وسائل الإعلام
المصرية والعربية والعالمية بنقل أحداث محاكمة مبارك ونظامه من خلاله .

تم
تقسيم قاعة المحاكمة التى تتسع حوالي 600 شخصاً إلي ثلاثة أجزاء، الاول
لمحامي المتهمين فى القضية، والثاني لأسر الشهداء والمدعين بالحق المدني،
والجزء الأخير تم تخصيصه لوسائل الاعلام المصرية و العربية والعالمية .





تأجيل القضية

ووقعت
اشتباكات بين مؤيدي مبارك ومعارضيه امام أسوار اكاديمية الشرطة؛ حيث أشتبك
أكثر من مرة مجموعة من انصار الرئيس السابق الذي يطلقون على انفسهم "أبناء
مبارك" مع معارضيه واسر الشهداء وبعض شباب الثورة ونشاطين سياسيين، أسفرت
عن إصابة العشرات .

وخلال فعاليات أولى جلسات "محاكمة القرن"، أعطي
المستشار أحمد رفعت رئيس المحكمة الفرصة لمحامي المتهمين في قضية قتل
المتظاهرين خلال أحداث ثورة 25 يناير، والمتهم فيها وزير الداخلية الأسبق
حبيب العادلي و6 من كبار معاونيه.





انكار مبارك

وفي
القضية الثانية التى تحمل رقم 3624 جنايات قصر النيل، والمتهم فيها الرئيس
السابق مبارك ونجليه وحسين سالم "الهارب"، اعطت المجكمة الفرصة لتقديم
الطلبات، وشدد رئيس المحكمة على أن اليوم ليس للمرافعات ولكن للاستماع
للطلبات فقط .

وطالب فريد الديب، محامي مبارك، بفصل قضية مبارك عن حبيب العادلي، ودفع بعدم صحة قرار ضم القضيتين، بحجة أنه جاء من محكمة "مردودة" .

وخلال
الجلسة ظهر جمال وعلاء وهم يتهامسان اكثر من مرة، وقام جمال بنقل ما يدور
إلي مبارك، الذي يعاني من ضعف السمع، كما شوهد علاء مبارك وهو ممسكاً
بـ"مصحف" بيديه الاثنين .

وطالبت هيئة الدفاع عن العادلي واعوانه بان
تنتقل المحكمة بكامل هيئتها لمختلف الاماكن التي قتل فيها شباب الثورة مثل
ميدان التحرير، ومبنى وزارة الداخلية، فندق هيلتون رمسيس، المتحف المصري،
فندق هيلتون رمسيس .





ادعاء النيابة

وفي
طلب مثل مفاجأة مدوية، قام محامي حسن عبدالرحمن رئيس جهاز مباحث امن
الدولة السابق بطلب استدعاء المشير طنطاوي واللواء عمر سليمان، واللواء
منصور العيسوي وزير الداخلية الحالي، لسماع شهادتهم فى القضية .

ويبدو
أن طول الإجراءات واستعراض طلبات المحامين قد أشاع حالة من الملل والنعاس
داخل قاعة المحاكمة، فراح بعض الحاضرين في غفوة، كما أوضحت بعض الصور التى
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي خلال المحاكمة .

وبعد ساعة
تقريبا من عرض المحامون طلباتهم، قررت هيئة المحكمة رفع الجلسة للاستراحة،
وسرعان ما عادت الجلسة للانعقاد مجددا بعد استراحة استمرت نصف ساعة تقريبا،
واتهم ممثل النيابة في بدايتها الرئيس السابق محمد حسني مبارك ونجليه علاء
وجمال مبارك، وحبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق بالقتل العمدي
للمتظاهرين، واستغلال النفوذ للتربح .

وعندما قامت المحكمة بالنداء
علي المتهمين كلا باسمه، وبدات باسم المتهم الأول محمد حسني السيد مبارك،
أجاب :"حاضر يا فندم"، وعندما قام المستشار أحمد رفعت بسؤال مبارك قائلاً:
"ما قولك فيما نسب إليك من التهم؟"، فأجاب قائلاً من داخل قفص الاتهام:" كل
هذه التهم أنكرها جميعاً"، وهو ما ردده ايضا نجليه جمال وعلاء، وكانت تلك
هي المرة الأولى والأخيرة التى تحدث فيها مبارك خلال هذه الجلسة .

وبعدها
اعطى المستشار احمد رفعت الفرصة لمحامي الشهداء والمدعين بالحق المدني
فرصة لتقديم طلباتهم؛ حيث وطالب بعضهم بالحصول علي نسخة كاملة من اوراق
القضيتين بعد ضمهما، وطالب أخرون بالحصول علي التسجيلات الصوتية لفترة قيام
الثورة، بينما طالب محامي شهداء الاسكندرية برفع بصمات الرئيس السابق محمد
حسني السيد مبارك ونجليه علاء وجمال، خلال الجلسة، واكد أن صحيفة الدعوى
خلت من الحالة الجنائية والفيش والتشبيه لهم.

وفي إدعاء اعتبره
الكثيرون طريف اكثر منه جاد، أكد احد المحامين المدعين بالحق المجني، ان
الرئيس مبارك توفي منذ عام 2004 وان المتهم الماثل في قفص الاتهام هو شخص
ينتحل صفة رئيس الجمهورية السابق ! .

ثم قام فريد الديب محامي الرئيس
السابق ونجليه بتقديم سبع طلبات من هيئة المحكمة في نهاية الجلسة قبل
رفعها للمداولة؛ حيث طلب بتفريغ الذاكرة الاليكترونية المسجل عليها أوراق
القضية رقم 1227 لسنة 2011، جنايات قصر النيل والتي قام بتسجيلها المحقق
العام عاشور فرج، ثم طبعها وتسليمه نسخة منها.

وأضاف الديب في طلبه
الثاني السماح له بتصوير الصفحات التي لم ترفق بالملف الذي سلم اليه من قلم
كتاب محكمة الاستئناف، متابعا: "هناك 43 ورقة لم ترد في أوارق القضية من
واقع ملفات التحقيقات".

وطلب محام مبارك سماع شهادة جميع شهود
الأثبات، الواردة اسمائهم في أدلة الثبوت وعددهم 1632 شاهد، كما طلب سماع
شهادة المشير محمد حسين طنطاوي، رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة، وعلل
الديب هذا بان طنطاوي "شاهد واقعة" .

كما طالب الديب بسماع شهادة
اللواء حسن بشر، سكرتير محافظة جنوب سيناء السابق وكذلك شهادة كل من تقلدوا
منصب محافظ جنوب سيناء، واختتم طلباته السبعة بالموافقة على وجود طبيب
جديد لمبارك؛ نظرا لرفض الطبيب الالماني المجئ لمصر .

وبعدها توقفت
الجلسة مرة ثانية الساعة 1:30 نصف تقريبا للمداولة، ولكن لم تستغرق وقتا
طويلا هذه المرة؛ حيث عادت للانعقاد لتلاوة القرارات بعد حوالي 15 دقيقية .

وفى
نهاية أولى جلسات "محاكمة القرن" قضت المحكمة باستمرار نظر القضية الأولى
رقم 1227 المتهم فيها حبيب العادلي وستة من معاونيه، لجلسة الخميس المقبل،
وفك الأحراز المشتملة عليها، مؤكداً على النيابة إحار المتهمين المحبوسين
من السجن مع استمرار حبسهم، والتنبيه على المتهم السادس والسابع بحضور
الجلسة.

كما قضت المحكمة باستمرار نظر القضية رقم 3624 المتهم فيها
الرئيس السابق محمد حسني السيد مبارك ونجليه إلى جلسة 15 أغسطس، وتسليم
هيئة الدفاع عنهم نسخة من كارت الذاكرة المسجل عليه أوراق القضية، والسماح
لهم بتصوير صفحات محاضر استجواب جمال مبارك - المتهم الرابع في القضية -
التي لم يتم تصويرها ضمن الملف المصور المسلم للدفاع من قلم محكمة استئناف
القاهرة.

وأمرت المحكمة بإيداع الرئيس السابق مبارك بمستشفى المركز
الطبي العالمي بطريق الإسماعيلية، مع توفير الرعاية الطبية، والسماح للفريق
الطبي المرافق له باستمرار مرافقته.

وطلب رئيس المحكمة من الدكتور
ياسر عبدالقادر أستاذ الأورام بجامعة القاهرة بمتابعة حالة مبارك الصحية
جنباً إلى جنب بالتعاون مع الفريق الطبي متى استلزم الأمر ذلك، وأكد على
النيابة إحضار المتهمين المحبوسين من محبسهم للجلسة المحددة مع استمرار
حبسهم.