- سكره
عدد المساهمات : 101
نقاط : 301
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 20/03/2011
ومن قبله كتاب موسى إمامًا ورحمة
الأحد 20 مارس 2011, 11:00 pm
جاء في القرآن الكريم وصف التوارة بأنها إمام ورحمة؛ قال تعالى: { أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إمامًا ورحمة } (هود:17)، وقال: { ومن قبله كتاب موسى إمامًا ورحمة } (الأحقاف:12)، وجاء وصف التوارة أيضًا بأنه الكتاب المنير، قال تعالى: { جاءوا بالبينات والزبر والكتاب المنير } (آل عمران:184)، وأن: { التوراة فيها حكم الله } (المائدة:43) .
هذا مما جاء في القرآن في وصف التوراة التي أنزلها الله على موسى عليه
السلام. وقد فهم أصحاب الشبه والضلال أن في هذه الآيات ما يدل على أفضلية
التوارة على القرآن، ورتبوا على ذلك كثيرًا من النتائج؛ منها أن التوراة
مصدر أساس للقرآن، وأن القرآن نفسه يحث أتباعه على الاقتداء والاهتداء بهدي
التوراة وما جاء فيها .
وإذا
أردنا أن نناقش هذه الشبهة، ونبين مدى تهافتها، فما علينا إلا أن ننظر
نظرة فاحصة ومنصفة فيما حواه القرآن من ألفاظ، وما اشتمل عليه من كلمات في
وصف نفسه، وفي وصف التوراة .
واختيارنا
لهذا المنهج في الرد، ما هو إلا طرد ومتابعة لما قام به أصحاب هذه الشبهة
من الاعتماد على القرآن في بيان إمامة التوراة وهدايتها. فإذا كانوا قد
استدلوا بالقرآن على ذلك، فلننظر في ألفاظه، وما جاء فيه من كلمات، لنعلم
المراد من إمامة التوراة .
وتأسيسًا على هذا، نقول:
- إن القرآن نفسه، يصرح بأنه هو الكتاب ( المهيمن ) على الكتب السابقة بأجمعها، قال تعالى: { وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقًا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنًا عليه }
(المائدة:48). فالآية هنا وصفت القرآن بأنه الكتاب المهيمن على ما سبقه من
الكتب؛ وبالمقارنة بين ما وُصف به القرآن من أنه: ( مهيمنًا ) وما وُصفت
به التوراة من أنها: ( إمامًا ) و ( رحمة ) يتبين لنا الفارق بين الوصفين،
وفق الآتي:
تذهب
معاجم اللغة العربية ومراجعها، إلى أن أصل ( الهيمنة ): الحفظ والارتقاب؛
يقال إذا رقب الرجل الشيء وحفظه وشهده: قد هيمن فلان عليه، فهو يهيمن
هيمنة، وهو عليه مهيمن؛ و ( هيمن ) الطائر على فراخه: رفرف عليها، و ( هيمن
) على كذا: إذا كان رقيبًا عليه وحافظًا؛ و ( الهيمنة ) هي القيام على
الشيء، والسيطرة عليه؛ قال الخليل و أبو عبيدة : يقال: قد هيمن، إذا كان رقيبًا على الشيء، وشاهدًا عليه حافظًا؛ قال حسان :
فإن الكتاب مهيمن لنبينا والحق يعرفه ذووا الألباب
وقال الأصمعي : { ومهيمنًا عليه } أي: قفانًا، والقفان فارسي معرب، وهو بمعنى المشرف .
وقال أبو عبيدة : ولم يجيء في كلام العرب على هذا البناء إلا أربعة أحرف: وهي مسيطر، ومبيطر، ومهيمن، ومجيمر .
أما
صفة ( الإمامة ) فإنها تفيد القدوة والاقتداء؛ يقال: أممت القوم فأنا
أؤمهم أمًّا وإمامة، إذا كنت إمامهم؛ ومنه قيل لخيط البناء: إمام، وللطريق:
إمام؛ لأنه يؤم فيه للمسالك، أي: يقصد؛ فحقيقة الإمام: أنه الشيء الذي
يجعله العامل مقياسًا لعمل شيء آخر، ويطلق إطلاقًا شائعًا على القدوة .
هذا مما جاء في القرآن في وصف التوراة التي أنزلها الله على موسى عليه
السلام. وقد فهم أصحاب الشبه والضلال أن في هذه الآيات ما يدل على أفضلية
التوارة على القرآن، ورتبوا على ذلك كثيرًا من النتائج؛ منها أن التوراة
مصدر أساس للقرآن، وأن القرآن نفسه يحث أتباعه على الاقتداء والاهتداء بهدي
التوراة وما جاء فيها .
وإذا
أردنا أن نناقش هذه الشبهة، ونبين مدى تهافتها، فما علينا إلا أن ننظر
نظرة فاحصة ومنصفة فيما حواه القرآن من ألفاظ، وما اشتمل عليه من كلمات في
وصف نفسه، وفي وصف التوراة .
واختيارنا
لهذا المنهج في الرد، ما هو إلا طرد ومتابعة لما قام به أصحاب هذه الشبهة
من الاعتماد على القرآن في بيان إمامة التوراة وهدايتها. فإذا كانوا قد
استدلوا بالقرآن على ذلك، فلننظر في ألفاظه، وما جاء فيه من كلمات، لنعلم
المراد من إمامة التوراة .
وتأسيسًا على هذا، نقول:
- إن القرآن نفسه، يصرح بأنه هو الكتاب ( المهيمن ) على الكتب السابقة بأجمعها، قال تعالى: { وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقًا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنًا عليه }
(المائدة:48). فالآية هنا وصفت القرآن بأنه الكتاب المهيمن على ما سبقه من
الكتب؛ وبالمقارنة بين ما وُصف به القرآن من أنه: ( مهيمنًا ) وما وُصفت
به التوراة من أنها: ( إمامًا ) و ( رحمة ) يتبين لنا الفارق بين الوصفين،
وفق الآتي:
تذهب
معاجم اللغة العربية ومراجعها، إلى أن أصل ( الهيمنة ): الحفظ والارتقاب؛
يقال إذا رقب الرجل الشيء وحفظه وشهده: قد هيمن فلان عليه، فهو يهيمن
هيمنة، وهو عليه مهيمن؛ و ( هيمن ) الطائر على فراخه: رفرف عليها، و ( هيمن
) على كذا: إذا كان رقيبًا عليه وحافظًا؛ و ( الهيمنة ) هي القيام على
الشيء، والسيطرة عليه؛ قال الخليل و أبو عبيدة : يقال: قد هيمن، إذا كان رقيبًا على الشيء، وشاهدًا عليه حافظًا؛ قال حسان :
فإن الكتاب مهيمن لنبينا والحق يعرفه ذووا الألباب
وقال الأصمعي : { ومهيمنًا عليه } أي: قفانًا، والقفان فارسي معرب، وهو بمعنى المشرف .
وقال أبو عبيدة : ولم يجيء في كلام العرب على هذا البناء إلا أربعة أحرف: وهي مسيطر، ومبيطر، ومهيمن، ومجيمر .
أما
صفة ( الإمامة ) فإنها تفيد القدوة والاقتداء؛ يقال: أممت القوم فأنا
أؤمهم أمًّا وإمامة، إذا كنت إمامهم؛ ومنه قيل لخيط البناء: إمام، وللطريق:
إمام؛ لأنه يؤم فيه للمسالك، أي: يقصد؛ فحقيقة الإمام: أنه الشيء الذي
يجعله العامل مقياسًا لعمل شيء آخر، ويطلق إطلاقًا شائعًا على القدوة .
- hema
عدد المساهمات : 3212
نقاط : 4758
التقييم : 2
تاريخ التسجيل : 27/02/2011
رد: ومن قبله كتاب موسى إمامًا ورحمة
الأربعاء 27 أبريل 2011, 3:59 am
بارك الله فيك وتقبل منا ومنكم صالح الاعمال
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى