- سكره
عدد المساهمات : 101
نقاط : 301
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 20/03/2011
التوفيق بين آيتين: الحسنة من الله، والسيئة من نفسك
الأحد 20 مارس 2011, 10:56 pm
في سورة النساء نقرأ قوله تعالى: {
أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة وإن تصبهم حسنة يقولوا
هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله } (النساء:78) وبعدها مباشرة نقرأ قوله عز وجل: { ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك } (النساء:79) ونقرأ أيضًا قوله سبحانه في سورة آل عمران: { قل هو من عند أنفسكم } (آل عمران:165) .
وقد يظن للوهلة الأولى أن قوله سبحانه: { وما أصابك من سيئة فمن نفسك } مناف لقوله تعالى: { قل كل من عند الله } ولقوله أيضًا: { وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله } (آل عمران:166) ولقوله: { ونبلوكم بالشر والخير فتنة } (الأنبياء:35) وليس الأمر كذلك .
وهذه
القضية التي تتناولها الآيات السابقة، هي جانب من قضية كبيرة؛ القضية
المعروفة في تاريخ العالم كله باسم " القضاء والقدر" أو "الجبر
والاختيار" .
والواقع،
فإن فهم هذه الآيات فهمًا صحيحًا يستدعي أمرين؛ أولهما: النظر إليها في
السياق الذي وردت فيه؛ إذ لا يستقيم ولا يصح فهمها وهي منعزلة عن سياقها
الخاص. وثانيهما: النظر إليها وفق المنظومة القرآنية العامة، أو بعبارة
أخرى، النظر إليها نظرة كلية عامة، وضمن إطار الآيات القرآنية الأخرى؛ إذ
إن آيات الكتاب يشهد بعضها لبعض، ويؤيد بعضها بعضًا. وانطلاقًا من هذين
الأمرين نستطيع التوفيق بين ما قد يظهر من تعارض في الآيات التي نحن بصددها
.
على ضوء هذا نقول: إن قوله سبحانه: { قل كل من عند الله } معناه: قل يا محمد، للقائلين إذا أصابتهم حسنة: { هذه من عند الله } وإذا أصابتهم سيئة: { هذه من عندك } قل لهم: إن كل ذلك من عند الله؛ فمن عنده سبحانه الرخاء والشدة، ومنه النصر والظَفَر، ومن عنده الفوز والهزيمة. ولهذا جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: { قل كل من عند الله } قال: الحسنة والسيئة من عند الله، أما الحسنة فأنعم بها عليك، وأما السيئة فابتلاك بها. وعن قتادة في قوله سبحانه: { قل كل من عند الله } قال: النعم والمصائب. وعن ابن زيد قال: النصر والهزيمة. وعن أبي العالية قال: هذه في السراء والضراء .
وعلى
هذا فمعنى الآية الكريمة: إن كل ما أصاب الناس من خير أو شر، أو ضر أو
نفع، أو شدة أو رخاء، فمن عند الله، لا يقدر على ذلك غيره، ولا يصيب أحدًا
سيئة إلا بتقديره، ولا ينال رخاء ونعمة إلا بمشيئته. فالجميع بقضاء الله
وقدره، وهو نافذ في البِر والفاجر، والمؤمن والكافر. وفي هذا إعلام من الله
لعباده، وتقرير لحقيقة مفادها: إن مفاتح الأشياء كلها بيده سبحانه، لا
يملك شيئًا منها أحد غيره .
أما قوله عز وجل: { وما أصابك من سيئة فمن نفسك } يعني: ما أصابك من شدة ومشقة وأذى ومكروه، فمن نفسك، أي: بسبب ذنب اكتسبته نفسك. وفي ذلك آثار أيضًا؛ فعن السدي قال: { وما أصابك من سيئة فمن نفسك } أي: من ذنبك. وعن قتادة قال: { وما أصابك من سيئة فمن نفسك } أي: عقوبة يا ابن آدم بذنبك. وعن أبي صالح قال: بذنبك، وأنا قدَّرتها عليك.
وقد ورد في الكتاب العزيز ما يفيد معنى هذه الآية؛ كقوله تعالى: { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم } (الشورى:30) أي: بذنوبكم وبما كسبت أيديكم؛ وقوله في سورة آل عمران بشأن أهل غزوة أحد: { أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم } (آل عمران:65) .
فحاصل
المعنى هنا: ما أصابك أيها المؤمن من خصب ورخاء، وصحة وسلامة، وغنى وفقر،
وسراء وضراء، ونعمة ونقمة، فبفضل الله عليك وإحسانه إليك؛ وما أصابك من جدب
وشدة، وهمٍّ وغمٍّ، ومرض وسقم، فبذنب أتيته، وإثم اقترفته، وعمل كسبته،
فعوقبت عليه .
- hema
عدد المساهمات : 3212
نقاط : 4758
التقييم : 2
تاريخ التسجيل : 27/02/2011
رد: التوفيق بين آيتين: الحسنة من الله، والسيئة من نفسك
الأربعاء 27 أبريل 2011, 4:00 am
بارك الله فيك وتقبل منا ومنكم صالح الاعمال
- الله أكبر الله أكبر لآ إله إلا الله الله~~أحيوآ سنة قد دفنت
- موقف يهزني دائما عند زيارة قبر رسول الله صلي الله عليه وسلم
- طارق الزمر: أهنئ البابا الجديد للإخوة الأقباط وأتمنى له التوفيق
- معنى قوله ، - صلى الله عليه وسلم - ، { إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان .. }
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته طريقة الكتابة بسرعة .. بدون النظر الي لوحة المفاتيح ( الكيبورد ) .. يمكنك في بضعة ايام قليلة من التمرن احتراف الكتابة على الكمبيوتر بدون حتى النظر الي الكيبورد , فتجد نفسك بدون مبالغة تكتب خمسين كلمة بالدقيقة .. م
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى