- da3i
عدد المساهمات : 1431
نقاط : 2865
التقييم : 1
تاريخ التسجيل : 12/03/2011
تذكــرة المــــوت
الثلاثاء 05 يوليو 2011, 5:55 am
تذكــرة المــــوت (خطبة للشيخ محمد حسان)
الحمد
لله الذى أذل بالموت رقاب الجبابرة ، وأنهى بالموت آمال القياصرة فنقلهم
الموت من القصور إلى القبور ، ومن ضياء المهود إلى ظلمة اللحود ، ومن
ملاعبة الجوارى والنساء والغلمان إلى مقاساة الهوام
والديدان ، ومن التنعم فى ألوان الطعام والشراب إلى التمرغ فى ألوان الوحل
والتراب.
أحمدك يا رب واستعينك واستهديك
لا أحصى ثناء عليك ، أنت كما اثنيت على نفسك جل ثناؤك وعظم جاهك ، ولا إله
غيرك أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، ينادى يوم
القيامة بعد فناء خلقه ، ويقول : أنا الملك ، لمن الملك اليوم ، ثم يجيب
على ذاته سبحانه وتعالى : لله الواحد القهار سبحانه سبحانه سبحانه ، ذو
العزة والجبروت ، سبحان ذى الملك والملكوت ، سبحان الذى لا يموت ، سبحان من
كتب الفناء على الخلائق ولا يموت.
وأشهد أن نبينا وحبيبنا
محمدا نبيه ورسوله وصفيه من خلقه وخليله ، أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح
الأمة فكشف الله به الغمة ، وجاهد فى الله حق جهاده حتى أتاه اليقين ، وعاش
طوال أيامه ولياليه يمشى على شوك الأسى ويخطو على جمر الكيد والعنت يلتمس
الطريق لهداية الضالين وإرشاد الحائرين حتى علم الجاهل وقوَّم المعوج
وأمَّن الخائف وطمأن القلق ونشرَ أضواءَ الحقِ والخير والتوحيد والإيمان
كما تنشر الشمس أضواءها فى سائر الأكوان.
اللهم
صلى وسلم وزد وبارك عليه ، رفع الله له ذكره وشرح الله له صدره ، ووضع الله
عنه وزره ، وزكاه ربه على جميع الخلق ومع ذلك خاطبه ] إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ
مَيِّتُونَ[ [الزمر
: 30]
اللهم صلى وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه
وأحبابه واتباعه وعلى كل من اقتفى اثره واهتدى بهي واستن بسنته إلى يوم
الدين.
أما بعد فيا أيها الأحبة الكرام
مع اللقاء الثالث والعشرين وما زلنا فى رحاب الدار الآخرة تلك السلسلة
العلمية الجديدة التى تجمع بين المنهجية والرقائق وبين التأصيل العلمى
والأسلوب الوعظى ، تبدأ هذه السلسلة بالموت وتنتهى بالجنة ، وقد تحتاج منها
هذه السلسلة إلى عام ونصف أو عامين ، إن قدر الله لنا البقاء واللقاء ،
أسأل الله عز وجل أن ينفع بها ، وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم ، وأن
يجعلنى وأياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، أولئك الذين هداهم الله ،
وأولئك هم أولوا الألباب.
تزداد حاجتنا جميعا بلا
استثناء من طلاب علم ورجال ونساء تزداد حاجتنا بلا استثناء إلى هذه السلسلة
العلمية الجديدة ، لأننا نعيش فى عصر طغت فيه الماديات والشهوات ، وكثرت
فيه الفتن والشبهات ، وكثرت فيه المطامع والرغبات ، وكثرت فيه الأهواء
والنزوات ، وكثرت فيه واشتدت الفتن والضوائق والكربات ، وتمضى الحياة مسرعة
وأهلها فى غفلة مريرة عما هو آت.
نعم أيها الأخوة والأخوات
أقوام يأتون وآخرون يرحلون أرحام تدفع وارض تبلع مثلهم كمثلِ أمواج بحر
متدفقة متلاحقة إذا انكسرت على الشط موجة تبعتها موجة أخرى ، أو كمثل نهر
متدفق تراه دائما يجرى مع أن الماء الذى تراه اللحظة غير الماء الذى تراه
قبل لحظة ، وحتماً سيأتى اليوم الذى ينتهى فيه الوجود الإنسانى كله فتنطفئ
نجوم الليل وتتوقف مياه البحر بل وتجف مياه العيون والآبار ، ويقوم الجميع
ليقفوا بين يدى العزيز الغفار كما قال سبحانه وتعالى : ] يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ
غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ
الْقَهَّارِ[ [إبراهيم
: 48]
أيها الأحبة الكرام استهل هذه
السلسلة بالحديث اليوم عن الموت فهذه هى المرحلة الأولى فى هذه الرحلة
الطويلة ، أيها الأخيار يبين لنا الله جل وعلا الغاية التى ممن أجلها
ُخلقنا فقال سبحانه ] وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ
وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ[ [الذاريات
: 56] بل ويبين لنا حقيقة هذه الدنيا الذى جعلها محل اختبار لنا فقال
سبحانه : ] اعْلَمُوا أَنَّمَا
الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ
وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ
الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ
حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ
وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ[ [الحديد
: 20].
وأكد الحبيب المصطفى e هذه
الحقيقة فى حديثه الصحيح الذى رواه الترمذى من حديث سهل بن سعد الساعدى -
رضى الله عنه - قال الحبيب e :
" لو
كانت الدنيا تساوى عند الله جناح بعوضة - جناح ذبابة - ما سقى كافرا منها
شربة ماء " ([sup][1])[/sup] .. الدنيا حقيرة
عند الله أعطاها للكافر والمؤمن على السواء لو كانت الدنيا تساوى عند الله
جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء .. لذا كان المصطفى e يوصى
أصحابه بعدم الركون والطمأنينة إلى هذه الدار كما أوصى بذلك عبد الله بن
عمر - رضى الله عنهما - كما فى صحيح البخارى : " كن فى الدنيا كأنك غريب أو
عابر سبيل .." وكان ابن عمر - رضى الله عنه - يقول : إذا أمسيت فلا تنتظر
الصباح ، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك([sup][2])[/sup] .. إن لله عباداً
فطنا طلقوا الدنيا وخافوا الفتنة .. نظروا فيها فلما علموا أنها ليست لحى
وطنا .. جعلوها لُجَّة واتخذوا صالحَ الأعمالِ فيها سفنا .. فالفطناء
العقلاء الأذكياء هم الذين عرفوا حقيقة الدار فحرثوها وزرعوها ، وفى الآخرة
هنالك الثمار ، فالذم الوارد فى الدنيا فى القرآن والسنة لا يرجع إلى
زماننا من ليل أو نهار ، فلقد جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يتذكر أو
لمن أراد شكورا ، فالذم الوارد فى الدنيا فى القرآن والسنة لا يرجع إلى
مكانها إلا وهو الأرض ، إذ إن الله جعل الأرض لبنى آدم سكنا ومستقرا ،
والذم الوارد فى الدنيا فى القرآن والسنة لا يرجع إلى ما أودعها الله عز
وجل من خيرات ، فهذه الخيرات نعم الله على عباده وعلى الناس ، وإنما الذم
الوارد فى القرآن والسنة فى الدنيا يرجع إلى كل معصية تُرتكب
على ظهرها فى حق ربنا جل وعلا لابد من تأصيل هذه الفهم لا سيما لإخواننا
الدعاة وطلاب العلم الذين ربما يغيب عن أذهانهم حقيقة الزهد فى هذه الحياة
الدنيا ، فنحن لا نريد أن نقنط أحدا من هذه الحياة ، لا نريد أن نثبت لكل
عامل فى هذه الدنيا ولو كان فى الحلال أنه تجاوز فى طريقه عن طريق الأنبياء
والصالحين والأولياء كلا كلا بل الدنيا مزرعة الآخرة.
أيها
الأخيار تدبروا معى قول على بن أبى طالب - رضى الله عنه - : الدنيا دار صدق
لمن صدقها ، ودار نجاة لمن فهم عنها ، ودار غنى لمن أخذ منها ، الدنيا
مهبط وحى الله ومصلى أنبياء الله ومتجر أولياء الله .. فالدنيا مزرعة
الآخرة .. وتدبر معى هذا الحديث الصحيح الذى رواه البخارى ومسلم من حديث
أنس أنه e قال :
" ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعا فيأكل منه إنسان أو طير أو بهيمة
إلا كان له به صدقة "
لابد من هذا التأصيل وهذا
الفهم الدقيق الواعى والعميق لحقيقة الدنيا لتنطلق من هذه الدار إلى دار
القرار ، فلابد كى تعبر إلى دار القرار أن تمر بهذه الدار ، فالدنيا دار
ممر والآخرة هى دار المقر ، الدنيا هى مركب عبور لا منزل حبور ، الدنيا دار
فناء وليست دار بقاء ، لابد من وعى هذه الحقيقة لنستغل وجودنا فى هذا
الدار لنزرع هنا ولنجنى هنالك عند ربنا عظيم الثمار ، أسأل الله أن يجعلنى
وإياكم من الصادقين.
إذا علمت ذلك أيها الحبيب الكريم
فاعلم هذه الحقائق وكن على يقين حازم بأن الحياة فى هذا
الدنيا الحبيب الكريم فاعمل هذه الحقائق وكن على يقين جازم بأن الحياة فى
هذه الدنيا موقوتة محدودة بأجل ثم تأتى نهايتها حتماً ، فيموت الصالحون
ويموت الطالحون، يموت المجاهدون ويموت القاعدون ، يموت الصالحون ويموت
الطالحون ، يموت المجاهدون ويموت القاعدون ، يموت المستذلون للعبيد يموت
الشرفاء الذين يأبون الضيم ، ويكرهون الذل ويموت الجبناء الحريصون على
الحياة بأى ثمن ، الكل يموت كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذى الجلال
والإكرام ، لابد من أن تستقر هذه الحقيقة فى القلب والعقل معا ، إنها
الحقيقة التى تعلن على مدى الزمان والمكان فى أذن كل سامع وعقل كل مفكر أنه
لا بقاء إلى للملك الحى الذى لا يموت ، إنها الحقيقة التى تصبغ البشرية
كلها بصبغة الذل والعبودية لقهار السموات والأرض ، إنها الحقيقة التى شرب
كأسها الأنبياء والمرسلون بل والعصاة والطائعون إنها الحقيقة الكبيرة التى
تؤكد لنا كل لحظة من لحظات الزمن قول الله جل وعلا : ] كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ [ [القصص : 88 ]
أيها الحبيب الكريم تذكر هذه الحقيقة ولا تتغافل
عنها ؛ إذ أن النبى قد أمرنا أن نكثر من ذكرها كما فى الحديث الذى رواه
الترمذى والنسائى والبيهقى والحاكم وغيرهم من حديث ابن عمر أن النبى e قال : " أكثروا ذكر هادم
اللذات الموت
"([sup][3])[/sup]. إنها الحقيقة
التى سماها الله فى قرآنه بالحق فقال جل وعلا : ] وَجَاءَتْ
سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ % وَنُفِخَ فِي الصُّورِ
ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ % وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ
وَشَهِيدٌ [ [ق : 19 –21]
لا إله إلا الله إن للموت سكرات هلى علمت أن هذه الكلمات قالها حبيب الأرض
والسموات وهو يحتضر على فراش الموت ، روى البخارى عن عائشة – رضى الله عنها – قالت : مات رسول الله e بين حانقتى وذاقتنى وكان بين يديه وقوة أو علبة بها ماء لكان
يمد يده فى داخل الماء بأبى هو وأمى ويمسح
وجهه ويقول : " لا إله إلا الله إن للموت سكرات "([sup][4])[/sup] هكذا يقول حبيب
الأرض والسموات e ] وَجَاءَتْ
سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ [ حبيبك المصطفى e يذوق
سكرة الموت لا إله إلا الله إن للموت سكرات … وفى رواية الترمذى كان
الحبيب e يقول : " إن للموت غمرات إن للموت سكرات .. " وفى رواية يدعو الله
ويقول :
" اللهم أعنى على سكرات
الموت "([sup][5])[/sup] ] وَجَاءَتْ
سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ [ وما أدراك ما
السكرات ، وما أدراك ما الكربات ، والله إن الكرب والهم يزداد فى هذه
اللحظات فى لحظات السكرات إذا نمت على فراش الموت ، ورأيت فى غرفتك التى
أنت فيها دون أن يرى أحد غيرك ، رأيت شيطانا جلس عند رأسك يريد الشيطان أن
يضلك عن كلمة لا إله إلا الله ، يريد الشيطان أن يصدك عنها يقول لك الشيطان
: مت يهوديا أو يقول
لك : مت نصرانيا ، واستدل بعضُ أهلِ العلم على
ذاك بصدرِ حديث صحيح رواه الإمام مسلم أنه e قال : " إن الشيطان يحضر
كل شئ لابن آدم "([sup][6])[/sup] بل سئل شيخ
الإسلام ابن تيمية فى مجموع الفتاوى فى المجلد الرابع فى الصفحة الخامسة
والخمسين بعد المائتين سئل عن مسألة عرض الأديان على العبد فى فراش الموت
فقال شيخ الإسلام : من الناس من تعرض عليه الأديان ، ومنهم من لا يعرض عليه
شئ قبل موته ثم قال : ولكنها من الفتن التى أمرنا النبى أن
نستعيذ بها كما فى قوله e " اللهم أنى أعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب جهنم
ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال ..".
فمن فتنة الممات أن تأتى الشياطينُ لتصدك عن لا إله
إلا الله لتصدك عن التوحيد هذه لَمِنْ الكربات ، على ابن آدم ، ولا حول ولا
قوة إلا بالله ، هل علمت أخى فى الله أن إمام أهل السنة أحمد حنبل حينما
نام على فراش الموت ذهبت إليه الشياطين لتنادى عليه فى هذه اللحظات وهو
إمام أهل السنة قال عبد الله ولده : فنظرت إليه فإذا هو يغرق ثم يفيق ثم
يشير بيده ويقول : لا بعد ، لا بعد ، فلما افاق الأمام فى لحظة بين السكرات
، سكرات الموت وكرباته قال له ولده عبد الله : يا أبت أقول لا إله إلا
الله وأنت ترد وتقول : لا بعد لا بعد ، فقال الأمام أمام أهل السنة يقول له
: يا بنى شيطان جالس عند رأسى يقول لقد فتنى فى دنياك ولو فتنى اليوم ما
أدركتك بعد اليوم ، وأنا أقول له : لا بعد لا بعد حتى أموت على لا إله إلا
الله .. إذا كنت من المؤمنين الصادقين الموحدين المخلصين وجاءتك الشياطين
ثبتك رب العالمين ، وأنزل إليك ملائكة التثبيت كما فى حديث البراء بن عازب
الصحيح ، وسأذكر الحديث بالتفصيل فى اللقاء المقبل إن شاء الله جل وعلا إلا
أن محل الشاهد فيه الآن أن النبى أخبر أن المؤمن إذا نام
على فراش الموت جاءته ملائكة نزلت إليه الملائكة بيض الوجوه معهم كفن من
أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة فيجلسون منه مد البصر ، فيأتى ملك الموت
فيجلس عند رأسه ، فإذا ما أنتهى الأجل يقول ملك الموت : يا أيتها النفسُ
الطيبة أخرجى إلى مغفرةِ من الله ورضوان وأبشرى بروح وريحان ورب غير غضبان
فتخرج روحه كما يسيل الماء من فىَ السقاية إلى الله جل وعلا([sup][7])[/sup]
كما
سأفسر ذلك أن شاء الله تعالى هكذا أيها الأحبة ] يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا
بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ
وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُة التثبيت على الموحدين لرب الأرض والسماء جل وعلا بهذه البشارة التى
سجلها ربُنا فى قوله جل وعلا : إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا
تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا
وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ % نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي
أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ% نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ[ [فصلت : 30-32] يثبت الله
الذين آمنوا بالقول الثابت كما قال ابن عباس – رضى
الله عنه – القول الثبات هو لا إله إلا الله فى الحياة
الدنيا وفى الآخر ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ] وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ
الحمد
لله الذى أذل بالموت رقاب الجبابرة ، وأنهى بالموت آمال القياصرة فنقلهم
الموت من القصور إلى القبور ، ومن ضياء المهود إلى ظلمة اللحود ، ومن
ملاعبة الجوارى والنساء والغلمان إلى مقاساة الهوام
والديدان ، ومن التنعم فى ألوان الطعام والشراب إلى التمرغ فى ألوان الوحل
والتراب.
أحمدك يا رب واستعينك واستهديك
لا أحصى ثناء عليك ، أنت كما اثنيت على نفسك جل ثناؤك وعظم جاهك ، ولا إله
غيرك أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، ينادى يوم
القيامة بعد فناء خلقه ، ويقول : أنا الملك ، لمن الملك اليوم ، ثم يجيب
على ذاته سبحانه وتعالى : لله الواحد القهار سبحانه سبحانه سبحانه ، ذو
العزة والجبروت ، سبحان ذى الملك والملكوت ، سبحان الذى لا يموت ، سبحان من
كتب الفناء على الخلائق ولا يموت.
وأشهد أن نبينا وحبيبنا
محمدا نبيه ورسوله وصفيه من خلقه وخليله ، أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح
الأمة فكشف الله به الغمة ، وجاهد فى الله حق جهاده حتى أتاه اليقين ، وعاش
طوال أيامه ولياليه يمشى على شوك الأسى ويخطو على جمر الكيد والعنت يلتمس
الطريق لهداية الضالين وإرشاد الحائرين حتى علم الجاهل وقوَّم المعوج
وأمَّن الخائف وطمأن القلق ونشرَ أضواءَ الحقِ والخير والتوحيد والإيمان
كما تنشر الشمس أضواءها فى سائر الأكوان.
اللهم
صلى وسلم وزد وبارك عليه ، رفع الله له ذكره وشرح الله له صدره ، ووضع الله
عنه وزره ، وزكاه ربه على جميع الخلق ومع ذلك خاطبه ] إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ
مَيِّتُونَ[ [الزمر
: 30]
اللهم صلى وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه
وأحبابه واتباعه وعلى كل من اقتفى اثره واهتدى بهي واستن بسنته إلى يوم
الدين.
أما بعد فيا أيها الأحبة الكرام
مع اللقاء الثالث والعشرين وما زلنا فى رحاب الدار الآخرة تلك السلسلة
العلمية الجديدة التى تجمع بين المنهجية والرقائق وبين التأصيل العلمى
والأسلوب الوعظى ، تبدأ هذه السلسلة بالموت وتنتهى بالجنة ، وقد تحتاج منها
هذه السلسلة إلى عام ونصف أو عامين ، إن قدر الله لنا البقاء واللقاء ،
أسأل الله عز وجل أن ينفع بها ، وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم ، وأن
يجعلنى وأياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، أولئك الذين هداهم الله ،
وأولئك هم أولوا الألباب.
تزداد حاجتنا جميعا بلا
استثناء من طلاب علم ورجال ونساء تزداد حاجتنا بلا استثناء إلى هذه السلسلة
العلمية الجديدة ، لأننا نعيش فى عصر طغت فيه الماديات والشهوات ، وكثرت
فيه الفتن والشبهات ، وكثرت فيه المطامع والرغبات ، وكثرت فيه الأهواء
والنزوات ، وكثرت فيه واشتدت الفتن والضوائق والكربات ، وتمضى الحياة مسرعة
وأهلها فى غفلة مريرة عما هو آت.
نعم أيها الأخوة والأخوات
أقوام يأتون وآخرون يرحلون أرحام تدفع وارض تبلع مثلهم كمثلِ أمواج بحر
متدفقة متلاحقة إذا انكسرت على الشط موجة تبعتها موجة أخرى ، أو كمثل نهر
متدفق تراه دائما يجرى مع أن الماء الذى تراه اللحظة غير الماء الذى تراه
قبل لحظة ، وحتماً سيأتى اليوم الذى ينتهى فيه الوجود الإنسانى كله فتنطفئ
نجوم الليل وتتوقف مياه البحر بل وتجف مياه العيون والآبار ، ويقوم الجميع
ليقفوا بين يدى العزيز الغفار كما قال سبحانه وتعالى : ] يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ
غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ
الْقَهَّارِ[ [إبراهيم
: 48]
أيها الأحبة الكرام استهل هذه
السلسلة بالحديث اليوم عن الموت فهذه هى المرحلة الأولى فى هذه الرحلة
الطويلة ، أيها الأخيار يبين لنا الله جل وعلا الغاية التى ممن أجلها
ُخلقنا فقال سبحانه ] وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ
وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ[ [الذاريات
: 56] بل ويبين لنا حقيقة هذه الدنيا الذى جعلها محل اختبار لنا فقال
سبحانه : ] اعْلَمُوا أَنَّمَا
الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ
وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ
الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ
حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ
وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ[ [الحديد
: 20].
وأكد الحبيب المصطفى e هذه
الحقيقة فى حديثه الصحيح الذى رواه الترمذى من حديث سهل بن سعد الساعدى -
رضى الله عنه - قال الحبيب e :
" لو
كانت الدنيا تساوى عند الله جناح بعوضة - جناح ذبابة - ما سقى كافرا منها
شربة ماء " ([sup][1])[/sup] .. الدنيا حقيرة
عند الله أعطاها للكافر والمؤمن على السواء لو كانت الدنيا تساوى عند الله
جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء .. لذا كان المصطفى e يوصى
أصحابه بعدم الركون والطمأنينة إلى هذه الدار كما أوصى بذلك عبد الله بن
عمر - رضى الله عنهما - كما فى صحيح البخارى : " كن فى الدنيا كأنك غريب أو
عابر سبيل .." وكان ابن عمر - رضى الله عنه - يقول : إذا أمسيت فلا تنتظر
الصباح ، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك([sup][2])[/sup] .. إن لله عباداً
فطنا طلقوا الدنيا وخافوا الفتنة .. نظروا فيها فلما علموا أنها ليست لحى
وطنا .. جعلوها لُجَّة واتخذوا صالحَ الأعمالِ فيها سفنا .. فالفطناء
العقلاء الأذكياء هم الذين عرفوا حقيقة الدار فحرثوها وزرعوها ، وفى الآخرة
هنالك الثمار ، فالذم الوارد فى الدنيا فى القرآن والسنة لا يرجع إلى
زماننا من ليل أو نهار ، فلقد جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يتذكر أو
لمن أراد شكورا ، فالذم الوارد فى الدنيا فى القرآن والسنة لا يرجع إلى
مكانها إلا وهو الأرض ، إذ إن الله جعل الأرض لبنى آدم سكنا ومستقرا ،
والذم الوارد فى الدنيا فى القرآن والسنة لا يرجع إلى ما أودعها الله عز
وجل من خيرات ، فهذه الخيرات نعم الله على عباده وعلى الناس ، وإنما الذم
الوارد فى القرآن والسنة فى الدنيا يرجع إلى كل معصية تُرتكب
على ظهرها فى حق ربنا جل وعلا لابد من تأصيل هذه الفهم لا سيما لإخواننا
الدعاة وطلاب العلم الذين ربما يغيب عن أذهانهم حقيقة الزهد فى هذه الحياة
الدنيا ، فنحن لا نريد أن نقنط أحدا من هذه الحياة ، لا نريد أن نثبت لكل
عامل فى هذه الدنيا ولو كان فى الحلال أنه تجاوز فى طريقه عن طريق الأنبياء
والصالحين والأولياء كلا كلا بل الدنيا مزرعة الآخرة.
أيها
الأخيار تدبروا معى قول على بن أبى طالب - رضى الله عنه - : الدنيا دار صدق
لمن صدقها ، ودار نجاة لمن فهم عنها ، ودار غنى لمن أخذ منها ، الدنيا
مهبط وحى الله ومصلى أنبياء الله ومتجر أولياء الله .. فالدنيا مزرعة
الآخرة .. وتدبر معى هذا الحديث الصحيح الذى رواه البخارى ومسلم من حديث
أنس أنه e قال :
" ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعا فيأكل منه إنسان أو طير أو بهيمة
إلا كان له به صدقة "
لابد من هذا التأصيل وهذا
الفهم الدقيق الواعى والعميق لحقيقة الدنيا لتنطلق من هذه الدار إلى دار
القرار ، فلابد كى تعبر إلى دار القرار أن تمر بهذه الدار ، فالدنيا دار
ممر والآخرة هى دار المقر ، الدنيا هى مركب عبور لا منزل حبور ، الدنيا دار
فناء وليست دار بقاء ، لابد من وعى هذه الحقيقة لنستغل وجودنا فى هذا
الدار لنزرع هنا ولنجنى هنالك عند ربنا عظيم الثمار ، أسأل الله أن يجعلنى
وإياكم من الصادقين.
إذا علمت ذلك أيها الحبيب الكريم
فاعلم هذه الحقائق وكن على يقين حازم بأن الحياة فى هذا
الدنيا الحبيب الكريم فاعمل هذه الحقائق وكن على يقين جازم بأن الحياة فى
هذه الدنيا موقوتة محدودة بأجل ثم تأتى نهايتها حتماً ، فيموت الصالحون
ويموت الطالحون، يموت المجاهدون ويموت القاعدون ، يموت الصالحون ويموت
الطالحون ، يموت المجاهدون ويموت القاعدون ، يموت المستذلون للعبيد يموت
الشرفاء الذين يأبون الضيم ، ويكرهون الذل ويموت الجبناء الحريصون على
الحياة بأى ثمن ، الكل يموت كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذى الجلال
والإكرام ، لابد من أن تستقر هذه الحقيقة فى القلب والعقل معا ، إنها
الحقيقة التى تعلن على مدى الزمان والمكان فى أذن كل سامع وعقل كل مفكر أنه
لا بقاء إلى للملك الحى الذى لا يموت ، إنها الحقيقة التى تصبغ البشرية
كلها بصبغة الذل والعبودية لقهار السموات والأرض ، إنها الحقيقة التى شرب
كأسها الأنبياء والمرسلون بل والعصاة والطائعون إنها الحقيقة الكبيرة التى
تؤكد لنا كل لحظة من لحظات الزمن قول الله جل وعلا : ] كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ [ [القصص : 88 ]
أيها الحبيب الكريم تذكر هذه الحقيقة ولا تتغافل
عنها ؛ إذ أن النبى قد أمرنا أن نكثر من ذكرها كما فى الحديث الذى رواه
الترمذى والنسائى والبيهقى والحاكم وغيرهم من حديث ابن عمر أن النبى e قال : " أكثروا ذكر هادم
اللذات الموت
"([sup][3])[/sup]. إنها الحقيقة
التى سماها الله فى قرآنه بالحق فقال جل وعلا : ] وَجَاءَتْ
سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ % وَنُفِخَ فِي الصُّورِ
ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ % وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ
وَشَهِيدٌ [ [ق : 19 –21]
لا إله إلا الله إن للموت سكرات هلى علمت أن هذه الكلمات قالها حبيب الأرض
والسموات وهو يحتضر على فراش الموت ، روى البخارى عن عائشة – رضى الله عنها – قالت : مات رسول الله e بين حانقتى وذاقتنى وكان بين يديه وقوة أو علبة بها ماء لكان
يمد يده فى داخل الماء بأبى هو وأمى ويمسح
وجهه ويقول : " لا إله إلا الله إن للموت سكرات "([sup][4])[/sup] هكذا يقول حبيب
الأرض والسموات e ] وَجَاءَتْ
سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ [ حبيبك المصطفى e يذوق
سكرة الموت لا إله إلا الله إن للموت سكرات … وفى رواية الترمذى كان
الحبيب e يقول : " إن للموت غمرات إن للموت سكرات .. " وفى رواية يدعو الله
ويقول :
" اللهم أعنى على سكرات
الموت "([sup][5])[/sup] ] وَجَاءَتْ
سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ [ وما أدراك ما
السكرات ، وما أدراك ما الكربات ، والله إن الكرب والهم يزداد فى هذه
اللحظات فى لحظات السكرات إذا نمت على فراش الموت ، ورأيت فى غرفتك التى
أنت فيها دون أن يرى أحد غيرك ، رأيت شيطانا جلس عند رأسك يريد الشيطان أن
يضلك عن كلمة لا إله إلا الله ، يريد الشيطان أن يصدك عنها يقول لك الشيطان
: مت يهوديا أو يقول
لك : مت نصرانيا ، واستدل بعضُ أهلِ العلم على
ذاك بصدرِ حديث صحيح رواه الإمام مسلم أنه e قال : " إن الشيطان يحضر
كل شئ لابن آدم "([sup][6])[/sup] بل سئل شيخ
الإسلام ابن تيمية فى مجموع الفتاوى فى المجلد الرابع فى الصفحة الخامسة
والخمسين بعد المائتين سئل عن مسألة عرض الأديان على العبد فى فراش الموت
فقال شيخ الإسلام : من الناس من تعرض عليه الأديان ، ومنهم من لا يعرض عليه
شئ قبل موته ثم قال : ولكنها من الفتن التى أمرنا النبى أن
نستعيذ بها كما فى قوله e " اللهم أنى أعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب جهنم
ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال ..".
فمن فتنة الممات أن تأتى الشياطينُ لتصدك عن لا إله
إلا الله لتصدك عن التوحيد هذه لَمِنْ الكربات ، على ابن آدم ، ولا حول ولا
قوة إلا بالله ، هل علمت أخى فى الله أن إمام أهل السنة أحمد حنبل حينما
نام على فراش الموت ذهبت إليه الشياطين لتنادى عليه فى هذه اللحظات وهو
إمام أهل السنة قال عبد الله ولده : فنظرت إليه فإذا هو يغرق ثم يفيق ثم
يشير بيده ويقول : لا بعد ، لا بعد ، فلما افاق الأمام فى لحظة بين السكرات
، سكرات الموت وكرباته قال له ولده عبد الله : يا أبت أقول لا إله إلا
الله وأنت ترد وتقول : لا بعد لا بعد ، فقال الأمام أمام أهل السنة يقول له
: يا بنى شيطان جالس عند رأسى يقول لقد فتنى فى دنياك ولو فتنى اليوم ما
أدركتك بعد اليوم ، وأنا أقول له : لا بعد لا بعد حتى أموت على لا إله إلا
الله .. إذا كنت من المؤمنين الصادقين الموحدين المخلصين وجاءتك الشياطين
ثبتك رب العالمين ، وأنزل إليك ملائكة التثبيت كما فى حديث البراء بن عازب
الصحيح ، وسأذكر الحديث بالتفصيل فى اللقاء المقبل إن شاء الله جل وعلا إلا
أن محل الشاهد فيه الآن أن النبى أخبر أن المؤمن إذا نام
على فراش الموت جاءته ملائكة نزلت إليه الملائكة بيض الوجوه معهم كفن من
أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة فيجلسون منه مد البصر ، فيأتى ملك الموت
فيجلس عند رأسه ، فإذا ما أنتهى الأجل يقول ملك الموت : يا أيتها النفسُ
الطيبة أخرجى إلى مغفرةِ من الله ورضوان وأبشرى بروح وريحان ورب غير غضبان
فتخرج روحه كما يسيل الماء من فىَ السقاية إلى الله جل وعلا([sup][7])[/sup]
كما
سأفسر ذلك أن شاء الله تعالى هكذا أيها الأحبة ] يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا
بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ
وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُة التثبيت على الموحدين لرب الأرض والسماء جل وعلا بهذه البشارة التى
سجلها ربُنا فى قوله جل وعلا : إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا
تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا
وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ % نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي
أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ% نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ[ [فصلت : 30-32] يثبت الله
الذين آمنوا بالقول الثابت كما قال ابن عباس – رضى
الله عنه – القول الثبات هو لا إله إلا الله فى الحياة
الدنيا وفى الآخر ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ] وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ
- طريق
عدد المساهمات : 115
نقاط : 113
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 15/06/2011
رد: تذكــرة المــــوت
الجمعة 08 يوليو 2011, 10:35 pm
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى