رمضان شهر الإحسان و "باب الحارة وفرطان الجيبة"

ها نحن في الشهر الكريم شهر رمضان ، فحبذا لو فتح يداه ليعانقنا .. ليزرع
فينا روح الإحسان، المحبة، والطهارة .. ها هو شهر الخير والخيرات، ينادي
بنا يقول لنا: "هل يا ترى سأكون شاكراً لكم هذه السنة ؟


أم
ناقماً عليكم؟ ولكن أي نقمة هذه وأنا شهر البر والتقوى؟ فلا افلح في حفظ
الضغينة، ولا انوي الشر أو التعسر... لا انوي تجويعكم أو دفعكم إلى
الهلاك... أحبكم وأحب روح الإسلام فيكم، ها أنا مقبل أناديكم واشد على
ايايدكم، قد أقفلت أبواب النار وفتحت لكم أبواب الجنة على مصراعيها... فهل
انتم لها زائرون ولدعوتي المتواضعة مستجيبون؟"... " أيها الزائرين
الكرام... كنتم إذا سمعتم عن حملة في متاجر معينة أو في شركة مشهورة
للغذاء، تناثرتم إليها وأسرعتم كما لو أنكم في سباق المائة متر... الكل في
حضرة الحملات، أسد كاسر بل وفهد سريع، يريد الاستفادة منها... " اللي ببلاش
كثر منه"....

، فما بالكم يا أحبائي بحملة أبواب السماء؟ ها هي
مفتوحة لكم من شروق الشمس وحتى مغيبها... قد أثقلها غبار السحاب، ودخان
فجوركم... ها هي تتوق للقياكم وتأمل دعواتكم... ففيها رب رحيم واله جبار...
يفرح لدعواتكم ويغضب لفسوقكم، أسرعوا واطلبوا رحمته ومغفرته... أسرعوا
لدفع الإحسان والتحلي بالمسامحة " والله المسامح كريم.. وبشهر كريم؟ يا
سلام هاد اللي مندور عليه"....

افرحي يا فلسطين فهاهم أبطالك يستغفرون الرحمن، ويعظمونه، هاهم يطعمون المساكين ويرأفون بهم.........

انظري إلى مساجدك ، تعج بالمصليين.... تتفجر فيها آيات التقوى والغفران............

"
اخره شوي بتبلش باب الحارة بدي أروح احضرها"....... "باب الحارة"، مسلسل
قد شغل عقول الكثير منا... يا لعبقرية صانعه، استطاع ان يشد ملايين
المشاهدين اليه... وان يأسر قلوب الآلاف... حتى بات بعضهم يصلي القليل
ليحظى "بشرف" متابعة هذا المسلسل... ولــكــن..... أعزائي... لماذا هذا
الحب المتفاقم لمسلسل عربي سوري؟؟؟ هي النخوة والشرف، هي القوة والعظمة،
هوالإسلام والدين.... فلنتعلم قليلاً من ممثلي هذا المسلسل، في أدبهم
المفرط، في نخوتهم العظيمة، في حبهم لخالقهم، في صلاتهم المتواصلة، في
كرمهم وكبريائهم ...... باب الحارة قد فتح ولكن ما قيمته أمام أبواب
الجنة؟؟؟؟

لنترك باب الحارة لبرهة، لنذكر ما هو اشد وطأة وأعقد...
الإسراف والتبذير فهي من أشهر آفات هذا الشهر "الكريم"، هو شهر الكرم ولكن
ليس الإفراط فيه، هو شهر الخيرات ولكن ليس تلك المبالغ فيها... الكل في هذا
الشهر سيد " بطنه"، كل على غفلة يرقصون على أنغام سيمفونية الكرم المفرط
والتبذير بلا حدود، فلا رأفة بحالتهم الاقتصادية، ولا تضامنا مع حالة غيرهم
من الذين يكترثون لأمر "الشيقل الواحد" ويبتاعون فقط ما يلزمهم من
مستلزمات أساسية ...

قول لا زلنا نتداوله في كل نزوة لنا وكبوة،
"اعقل وتوكل"، وما الحكمة إلا بالعقل، فالعقل هو مدبر الأمور، لنكبل شياطين
أهوائنا، وبراثن الشر .... لنزرع روح الإسلام والطهارة، لنتصرف بأموالنا
بعقلانية، والاهم من ذلك لنأخذ من كل شيء نختبره أو نتعرض اليه اللُب
والحكمة... فلا نستعجل الأمور ولا نرضخ لهوانا....

مبارك أيها القدس، وأيتها القبة الشريفة...

مبارك يا زيتون فلسطين وزعتره......

مبارك يا شعبنا الغالي وامتنا الإسلامية...

مباركون انتم بشهر رمضان...

يا
هلال رمضان، قد هل علينا جمالك واثمرتنا بعطفك... فاحم قدس الرحمن وبيت
عرشه... واحمي فلسطين وترابها وأنشط قلوبنا برضاك ... وأعطنا " الأدرنالين"
لنقوم بواجبنا تجاه ربنا بقوة وإصرار... وما ذك "الأدرنالين" غير الإيمان،
وثبات القلوب...

فيا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ... وأنعمنا بجنة الخلد...