- da3i
عدد المساهمات : 1431
نقاط : 2865
التقييم : 1
تاريخ التسجيل : 12/03/2011
وجوب بر الوالدين
الإثنين 13 فبراير 2012, 6:36 am
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله،
وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فإن الله عز وجل قرن
حق الوالدين بحقه في آيات كثيرة، مثل قوله عز وجل: { وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا
وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا } [1]، وقوله عز وجل: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا
إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [2]، وقوله سبحانه: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ
حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ
اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [3]، والآيات في
هذا المعنى كثيرة، وهذه الآيات تدل على وجوب برهما، والإحسان إليهما
وشكرهما على إحسانهما إلى الولد من حين وجد في بطن أمه إلى أن استقل بنفسه
وعرف مصالحه، وبرهما يشمل الإنفاق عليهما عند الحاجة، والسمع والطاعة لهما
في المعروف، وخفض الجناح لهما، وعدم رفع الصوت عليهما، ومخاطبتهما بالكلام
الطيب والأسلوب الحسن، كما قال الله عز وجل في سورة بني إسرائيل: { وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا
إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ
الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا
تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا
جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا
رَبَّيَانِي صَغِيرًا } [4]، وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه
وسلم أنه سئل: « أي العمل أفضل؟ قال:
الصلاة على وقتها، قيل: ثم أي؟ قال: بر الوالدين، قيل: ثم أي؟ قال: الجهاد
في سبيل الله »، وقال صلى الله عليه وسلم: « رضا الله في رضا الوالدين، كلمه محظورهط الله في سخط الوالدين »
خرجه الترمذي، وصححه ابن حبان والحاكم، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص
رضي الله عنهما، والأحاديث في وجوب برهما والإحسان إليهما كثيرة جداً.
وضد البر: هو العقوق لهما، وذلك من أكبر الكبائر؛ لما ثبت في
الصحيحين، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ثلاثاً: قلنا: بلى يا رسول
الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكئاً فجلس فقال: ألا
وقول الزور، ألا وشهادة الزور »، وفي الصحيحين أيضاً عن عبد الله بن
عمرو بن العاص رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « من الكبائر شتم الرجل والديه، قيل يا
رسول الله: وهل يسب الرجل والديه؟ قال: نعم، يسب أبا الرجل فيسب أباه، ويسب
أمه فيسب أمه »، فجعل صلى الله عليه وسلم التسبب في سب الوالدين
سباً لهما، فالواجب على كل مسلم ومسلمة العناية ببر الوالدين، والإحسان
إليهما، ولاسيما عند الكبر والحاجة إلى العطف والبر والخدمة، مع الحذر كل
الحذر من عقوقهما والإساءة إليهما بقول أو عمل، والله المسئول أن يوفق
المسلمين لكل ما فيه رضاه، وأن يفقههم في الدين، وأن يعينهم على بر
والديهم، وصلة أرحامهم، وأن يعيذهم من العقوق والقطيعة للرحم، ومن كل ما
يغضب الله ويباعد من رحمته، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على
نبينا محمد، وآله وصحبه.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] سورة النساء الآية 36.
[2] سورة الإسراء الآية 23.
[3]
سورة لقمان الآية 14.
[4] سورة الإسراء الآيتان 23 – 24.
سماحة الشيخ: عبدالعزيز بن
باز رحمه الله
وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فإن الله عز وجل قرن
حق الوالدين بحقه في آيات كثيرة، مثل قوله عز وجل: { وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا
وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا } [1]، وقوله عز وجل: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا
إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [2]، وقوله سبحانه: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ
حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ
اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [3]، والآيات في
هذا المعنى كثيرة، وهذه الآيات تدل على وجوب برهما، والإحسان إليهما
وشكرهما على إحسانهما إلى الولد من حين وجد في بطن أمه إلى أن استقل بنفسه
وعرف مصالحه، وبرهما يشمل الإنفاق عليهما عند الحاجة، والسمع والطاعة لهما
في المعروف، وخفض الجناح لهما، وعدم رفع الصوت عليهما، ومخاطبتهما بالكلام
الطيب والأسلوب الحسن، كما قال الله عز وجل في سورة بني إسرائيل: { وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا
إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ
الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا
تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا
جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا
رَبَّيَانِي صَغِيرًا } [4]، وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه
وسلم أنه سئل: « أي العمل أفضل؟ قال:
الصلاة على وقتها، قيل: ثم أي؟ قال: بر الوالدين، قيل: ثم أي؟ قال: الجهاد
في سبيل الله »، وقال صلى الله عليه وسلم: « رضا الله في رضا الوالدين، كلمه محظورهط الله في سخط الوالدين »
خرجه الترمذي، وصححه ابن حبان والحاكم، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص
رضي الله عنهما، والأحاديث في وجوب برهما والإحسان إليهما كثيرة جداً.
وضد البر: هو العقوق لهما، وذلك من أكبر الكبائر؛ لما ثبت في
الصحيحين، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ثلاثاً: قلنا: بلى يا رسول
الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكئاً فجلس فقال: ألا
وقول الزور، ألا وشهادة الزور »، وفي الصحيحين أيضاً عن عبد الله بن
عمرو بن العاص رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « من الكبائر شتم الرجل والديه، قيل يا
رسول الله: وهل يسب الرجل والديه؟ قال: نعم، يسب أبا الرجل فيسب أباه، ويسب
أمه فيسب أمه »، فجعل صلى الله عليه وسلم التسبب في سب الوالدين
سباً لهما، فالواجب على كل مسلم ومسلمة العناية ببر الوالدين، والإحسان
إليهما، ولاسيما عند الكبر والحاجة إلى العطف والبر والخدمة، مع الحذر كل
الحذر من عقوقهما والإساءة إليهما بقول أو عمل، والله المسئول أن يوفق
المسلمين لكل ما فيه رضاه، وأن يفقههم في الدين، وأن يعينهم على بر
والديهم، وصلة أرحامهم، وأن يعيذهم من العقوق والقطيعة للرحم، ومن كل ما
يغضب الله ويباعد من رحمته، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على
نبينا محمد، وآله وصحبه.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] سورة النساء الآية 36.
[2] سورة الإسراء الآية 23.
[3]
سورة لقمان الآية 14.
[4] سورة الإسراء الآيتان 23 – 24.
سماحة الشيخ: عبدالعزيز بن
باز رحمه الله
- ملاك الروووح
عدد المساهمات : 3611
نقاط : 6742
التقييم : 46
تاريخ التسجيل : 04/06/2011
رد: وجوب بر الوالدين
الإثنين 13 فبراير 2012, 9:43 am
لك مني خالص الشكر و وافر الامتنان و التقدير
لمشاركاتك بمثل هذا الطرح الرائع و المميز وماقدمت لنا
و تقبل تواجدي المتواضع بمتصفحك المشرق دوماً و أبداً
دمت بحفظ اللــــه و رعايتـــــــــــــه ،؛،
ننتظر بكل الشوق لجديدك المميز
كن متألقاا دائما
\
/
لـ اجمل التـ ح ـايا وارقها مـ غ ـلفه بـ ع ـطر الورد الـ ج ـوري
ــك
لمشاركاتك بمثل هذا الطرح الرائع و المميز وماقدمت لنا
و تقبل تواجدي المتواضع بمتصفحك المشرق دوماً و أبداً
دمت بحفظ اللــــه و رعايتـــــــــــــه ،؛،
ننتظر بكل الشوق لجديدك المميز
كن متألقاا دائما
\
/
لـ اجمل التـ ح ـايا وارقها مـ غ ـلفه بـ ع ـطر الورد الـ ج ـوري
ــك
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى