- سبحان الله بحمده سبحان
عدد المساهمات : 37
نقاط : 95
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 02/11/2011
المباهلة وظروفها وشروطها
السبت 28 يناير 2012, 7:39 am
{فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (62) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (63) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ (64) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } (آل عمران 62-65)
وفقا لسياق الآيات يتضح أن الهدف من المباهلة هو ردع زعماء الشر من المحاججين بالباطل والمتصدين لجماعة المؤمنين ودفعهم للتفكير والرجوع إلى الله تعالى. وآليتها تؤدي إلى تطبيق ضغط كبير على هؤلاء لإنهم يعرّضون أنفسهم وكل من يليهم، بما فيه النساء والأطفال، إلى نزول لعنة الله عليهم؛ وهذا الأمر قد يؤدي إلى خروج بعض الأصوات العاقلة التي تتصدى لهؤلاء الزعماء وتردعهم من ضمن الموالين لهم.
والأصل أن يدعو للمباهلة من جاءه علم من الله تعالى ومن أذن الله تعالى له بذلك. ولا ينبغي في الأصل للذي اتخذ موقفا بناء على اجتهاد أن يدعو إليها، لأن هناك فرق بين أن يتبيَّن له الأمر وأن يجيئه علم من الله تعالى. لأن التبيّن مبني على الاجتهاد ويحتمل الخطأ، بينما مجيء العلم قطعي يقيني مرتبط بالوحي. والقرآن الكريم يفرّق بين التبيّن ومجيء العلم بشكل واضح. ولن تكون للمباهلة نتيجة إلا إذا كان أحد الفريقين مأذونا من الله تعالى، فلو تباهلت فرقتان كلتاهما على الباطل، فمن سينصره الله تعالى على الآخر؟ لن تكون النتيجة سوى نزول اللعنة على كلا الفريقين!
ويتطلب الدخول في المباهلة القبول من الطرف الآخر، وهذا القبول إما أن يكون تصريحيا أو ضمنيا، ولكن الباب مفتوح أمامهم كي يرتدعوا ويتركوا أعمال التحريض والأذى والمحاججة بالباطل وإن لم يؤمنوا. وهذا ما تبينه الآية:
" فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ"
وهذا التولي يصبح بدوره آية للمتابعين. ولكن غالبا ما يدفع الاستكبار كثيرا من الأشقياء إلى قبول المباهلة أو عدم الارتداع فيمسهم العذاب.
والآية لا تحدد طبيعة ما سيحدث للكاذب نتيجة المباهلة، ولكن ما سيكون واضحا وجليا هو أن اللعنة ستحل عليه وعلى متبعيه.
ويتضح من السياق أن من أهداف المباهلة هو إزالة الخلافات والنزاعات بين الفرق والأديان وجمعهم على الأمور المشتركة وخلق جوّ من السلام والود بينهم. حيث تقول الآية:
"قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ"
هذه الآية تتضمن نبذ أن يتخذ البعض بعضا أربابا من دون الله، أي ألا يتبع الناس زعماءهم بالباطل فيقودونهم إلى الهلاك، والمباهلة هي وسيلة لتحريض الناس ضد الزعماء الدينيين الذين يأمرونهم فيطيعون ويتبعهم الناس كالعميان وتبيان أن هذا الاتباع سينزل اللعنة على المتبعين. وقوله تعالى: " فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ" يدل على أن مجرد توليهم وعدم قبولهم لهذه الدعوة التي هي متفرعة من دعوة المباهلة، هو علامة وشهادة على صدق الفريق الذي على الحق والذي دعا للمباهلة.
وهكذا فإن المباهلة، سواء قبلها الفريق الآخر أو لم يقبلها، تمثل شهادة على صدق الفريق الذي على الحق، المأذون من الله، المرتبط به بالوحي. أما قبولها وحلول العذاب واللعنة فليس هذا هو الغاية منها، بل الهدف توضيح الحق للناس ودفع أذى المعتدين الكاذبين المحرّضين على الشر عن المؤمنين.
أما ما حدث مع الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه الصلاة والسلام فهو أنه كان يدعو للمباهلة وكان أيضا يُخبر سلفا بعلامة خسران الكاذب، وكثيرا ما كانت موته في حياة الصادق خلال فترة يحددها. وهذا الأمر هو أمر إضافي ليس في أصل المباهلة، ولكنها كرامة أعطاها الله تعالى لحضرته.
وكان حضرته عليه الصلاة والسلام يترك الباب مفتوحا أمام هؤلاء كي يرتدعوا ويتركوا أفعالهم الشنيعة. وكان هنالك من ارتدع لفترة كالقسيس عبد الله آثم، ولكنه انخدع بعدم تحقق الوعيد عليه فعاد إلى الشر فمات بوعيد جديد حدده المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام وأكد أنه نازل عليه لا محالة. وكان منهم من تولى ولم يقبل بالمباهلة وسكت عن مهاجمة الجماعة، فتحقق الهدف وإن لم يؤمن هؤلاء.
كذلك كان حضرته أحيانا يدعو إلى مباهلة مفتوحة يستطيع كل من شاء أن يدخل فيها من زعماء المعارضين. وقد تضمنت كتبه العربية أيضا دعوات كهذه.
أما في زمن الخليفة الرابع - رحمه الله فقد أعلن حضرته مباهلة مفتوحة لمشايخ باكستان الذين يحرضون على الشر ودعا كل من شاء أن يدخل فيها. ولم يحدد حضرته مصير الداخلين فيها بشكل دقيق كأن يقول بموتهم في حياته مثلا، بل عادت المباهلة إلى أصلها وكان المصير هو نزول اللعنة على الكاذبين. وقد حدث أن كل من قبل بالمباهلة ضمنيا أو فعليا قد تحققت عليه اللعنة، ومنهم من ضُبط في جرائم أخلاقية يندى لها الجبين وغيرها من الجرائم، ومنهم من مات ميتة الخزي والعار. وقد استعرض حضرته مصير البعض في حلقات برنامجه "لقاء مع العرب".
وما حدث مع ضياء الحق هو أن الخليفة الرابع- رحمه الله كان قد دعاه إلى المباهلة فلم يعلن قبوله بها تصريحا ولكنه استمر في أعماله، فأعلن الخليفة أنه داخل في المباهلة لأنه لم يرتدع. أما نبأ مقتله فقد أخبره الله تعالى به وأعلنه حضرته بعد تمادي ضياء الحق في غيّه؛ حيث قال حضرته إنه رأى أن رحى المنون تدور، وأن الله تعالى لن يتركه، وسيتناثر في الهواء. وهذا ما حدث تماما. المهم أن مصير ضياء الحق لم يكن قد حُدد في بداية المباهلة، ولكن الله تعالى قد أخبر الخليفة بعقوبته بعد ذلك وتحققت.
وهكذا، فإن الخليفة الخامس –نصره الله تعالى يمكن أن يتخذ القرار بإعلان مباهلة مفتوحة أو يؤكد على إعلان الخليفة الرابع ويجدده. كما يمكن أن يتصدى لشخص بعينه من زعماء الشر ويدعوه إلى المباهلة، وقد يخبره الله تعالى بعلامة معينة أو بمصير ذلك الشخص إن قبِلها. المهم أن الخليفة لن يلجأ للمباهلة إلا بإذن من الله تعالى.
وفيما يتعلق بمن يهاجمون الإسلام والنبي صلى الله عليه وسلم، فإن وجودهم وقيامهم بهذا العمل هو بمشيئة الله تعالى لكي يحق الحق ويبطل الباطل. فيقول الله تعالى:
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} (الأَنعام 113)
ولا شك أن اعتراضاتهم تفتح بابا عظيما لإظهار عظمة الإسلام وسموّه وتفوقه. وقد أخبر الإمام المهدي عليه الصلاة والسلام أن كل اعتراض يثار ضد الإسلام يكون خلفه درة ثمينة يريد الله إظهارها للعالم، وللأسف لن يلتفت إليها الناس إلا بسبب ذلك الاعتراض.
المهم أننا يجب أن نقوم بواجبنا ونصبر على الأذى، ونصلي ونسلم على النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا في هذه الظروف، وننتظر قضاء الله تعالى وحكمه، وسينزل الله تعالى لعنته وعقوبته على هؤلاء الظالمين الذين يؤذون النبي صلى الله عليه وسلم، حيث يقول تعالى:
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (57) إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا } (الأحزاب 57-58)
وفقا لسياق الآيات يتضح أن الهدف من المباهلة هو ردع زعماء الشر من المحاججين بالباطل والمتصدين لجماعة المؤمنين ودفعهم للتفكير والرجوع إلى الله تعالى. وآليتها تؤدي إلى تطبيق ضغط كبير على هؤلاء لإنهم يعرّضون أنفسهم وكل من يليهم، بما فيه النساء والأطفال، إلى نزول لعنة الله عليهم؛ وهذا الأمر قد يؤدي إلى خروج بعض الأصوات العاقلة التي تتصدى لهؤلاء الزعماء وتردعهم من ضمن الموالين لهم.
والأصل أن يدعو للمباهلة من جاءه علم من الله تعالى ومن أذن الله تعالى له بذلك. ولا ينبغي في الأصل للذي اتخذ موقفا بناء على اجتهاد أن يدعو إليها، لأن هناك فرق بين أن يتبيَّن له الأمر وأن يجيئه علم من الله تعالى. لأن التبيّن مبني على الاجتهاد ويحتمل الخطأ، بينما مجيء العلم قطعي يقيني مرتبط بالوحي. والقرآن الكريم يفرّق بين التبيّن ومجيء العلم بشكل واضح. ولن تكون للمباهلة نتيجة إلا إذا كان أحد الفريقين مأذونا من الله تعالى، فلو تباهلت فرقتان كلتاهما على الباطل، فمن سينصره الله تعالى على الآخر؟ لن تكون النتيجة سوى نزول اللعنة على كلا الفريقين!
ويتطلب الدخول في المباهلة القبول من الطرف الآخر، وهذا القبول إما أن يكون تصريحيا أو ضمنيا، ولكن الباب مفتوح أمامهم كي يرتدعوا ويتركوا أعمال التحريض والأذى والمحاججة بالباطل وإن لم يؤمنوا. وهذا ما تبينه الآية:
" فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ"
وهذا التولي يصبح بدوره آية للمتابعين. ولكن غالبا ما يدفع الاستكبار كثيرا من الأشقياء إلى قبول المباهلة أو عدم الارتداع فيمسهم العذاب.
والآية لا تحدد طبيعة ما سيحدث للكاذب نتيجة المباهلة، ولكن ما سيكون واضحا وجليا هو أن اللعنة ستحل عليه وعلى متبعيه.
ويتضح من السياق أن من أهداف المباهلة هو إزالة الخلافات والنزاعات بين الفرق والأديان وجمعهم على الأمور المشتركة وخلق جوّ من السلام والود بينهم. حيث تقول الآية:
"قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ"
هذه الآية تتضمن نبذ أن يتخذ البعض بعضا أربابا من دون الله، أي ألا يتبع الناس زعماءهم بالباطل فيقودونهم إلى الهلاك، والمباهلة هي وسيلة لتحريض الناس ضد الزعماء الدينيين الذين يأمرونهم فيطيعون ويتبعهم الناس كالعميان وتبيان أن هذا الاتباع سينزل اللعنة على المتبعين. وقوله تعالى: " فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ" يدل على أن مجرد توليهم وعدم قبولهم لهذه الدعوة التي هي متفرعة من دعوة المباهلة، هو علامة وشهادة على صدق الفريق الذي على الحق والذي دعا للمباهلة.
وهكذا فإن المباهلة، سواء قبلها الفريق الآخر أو لم يقبلها، تمثل شهادة على صدق الفريق الذي على الحق، المأذون من الله، المرتبط به بالوحي. أما قبولها وحلول العذاب واللعنة فليس هذا هو الغاية منها، بل الهدف توضيح الحق للناس ودفع أذى المعتدين الكاذبين المحرّضين على الشر عن المؤمنين.
أما ما حدث مع الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه الصلاة والسلام فهو أنه كان يدعو للمباهلة وكان أيضا يُخبر سلفا بعلامة خسران الكاذب، وكثيرا ما كانت موته في حياة الصادق خلال فترة يحددها. وهذا الأمر هو أمر إضافي ليس في أصل المباهلة، ولكنها كرامة أعطاها الله تعالى لحضرته.
وكان حضرته عليه الصلاة والسلام يترك الباب مفتوحا أمام هؤلاء كي يرتدعوا ويتركوا أفعالهم الشنيعة. وكان هنالك من ارتدع لفترة كالقسيس عبد الله آثم، ولكنه انخدع بعدم تحقق الوعيد عليه فعاد إلى الشر فمات بوعيد جديد حدده المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام وأكد أنه نازل عليه لا محالة. وكان منهم من تولى ولم يقبل بالمباهلة وسكت عن مهاجمة الجماعة، فتحقق الهدف وإن لم يؤمن هؤلاء.
كذلك كان حضرته أحيانا يدعو إلى مباهلة مفتوحة يستطيع كل من شاء أن يدخل فيها من زعماء المعارضين. وقد تضمنت كتبه العربية أيضا دعوات كهذه.
أما في زمن الخليفة الرابع - رحمه الله فقد أعلن حضرته مباهلة مفتوحة لمشايخ باكستان الذين يحرضون على الشر ودعا كل من شاء أن يدخل فيها. ولم يحدد حضرته مصير الداخلين فيها بشكل دقيق كأن يقول بموتهم في حياته مثلا، بل عادت المباهلة إلى أصلها وكان المصير هو نزول اللعنة على الكاذبين. وقد حدث أن كل من قبل بالمباهلة ضمنيا أو فعليا قد تحققت عليه اللعنة، ومنهم من ضُبط في جرائم أخلاقية يندى لها الجبين وغيرها من الجرائم، ومنهم من مات ميتة الخزي والعار. وقد استعرض حضرته مصير البعض في حلقات برنامجه "لقاء مع العرب".
وما حدث مع ضياء الحق هو أن الخليفة الرابع- رحمه الله كان قد دعاه إلى المباهلة فلم يعلن قبوله بها تصريحا ولكنه استمر في أعماله، فأعلن الخليفة أنه داخل في المباهلة لأنه لم يرتدع. أما نبأ مقتله فقد أخبره الله تعالى به وأعلنه حضرته بعد تمادي ضياء الحق في غيّه؛ حيث قال حضرته إنه رأى أن رحى المنون تدور، وأن الله تعالى لن يتركه، وسيتناثر في الهواء. وهذا ما حدث تماما. المهم أن مصير ضياء الحق لم يكن قد حُدد في بداية المباهلة، ولكن الله تعالى قد أخبر الخليفة بعقوبته بعد ذلك وتحققت.
وهكذا، فإن الخليفة الخامس –نصره الله تعالى يمكن أن يتخذ القرار بإعلان مباهلة مفتوحة أو يؤكد على إعلان الخليفة الرابع ويجدده. كما يمكن أن يتصدى لشخص بعينه من زعماء الشر ويدعوه إلى المباهلة، وقد يخبره الله تعالى بعلامة معينة أو بمصير ذلك الشخص إن قبِلها. المهم أن الخليفة لن يلجأ للمباهلة إلا بإذن من الله تعالى.
وفيما يتعلق بمن يهاجمون الإسلام والنبي صلى الله عليه وسلم، فإن وجودهم وقيامهم بهذا العمل هو بمشيئة الله تعالى لكي يحق الحق ويبطل الباطل. فيقول الله تعالى:
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} (الأَنعام 113)
ولا شك أن اعتراضاتهم تفتح بابا عظيما لإظهار عظمة الإسلام وسموّه وتفوقه. وقد أخبر الإمام المهدي عليه الصلاة والسلام أن كل اعتراض يثار ضد الإسلام يكون خلفه درة ثمينة يريد الله إظهارها للعالم، وللأسف لن يلتفت إليها الناس إلا بسبب ذلك الاعتراض.
المهم أننا يجب أن نقوم بواجبنا ونصبر على الأذى، ونصلي ونسلم على النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا في هذه الظروف، وننتظر قضاء الله تعالى وحكمه، وسينزل الله تعالى لعنته وعقوبته على هؤلاء الظالمين الذين يؤذون النبي صلى الله عليه وسلم، حيث يقول تعالى:
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (57) إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا } (الأحزاب 57-58)
- وائل كمال
عدد المساهمات : 1104
نقاط : 1806
التقييم : 2
تاريخ التسجيل : 08/07/2011
رد: المباهلة وظروفها وشروطها
الأحد 29 يناير 2012, 1:24 am
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى