- mbukhari
عدد المساهمات : 10
نقاط : 30
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 13/08/2011
طفولة تذبح على شباك الزيارات..... للأسير ناصر الشاويش
الثلاثاء 15 نوفمبر 2011, 9:08 am
طفولة تذبح على شباك الزيارات...
للابنة الغالية هبة الله
الزيارة الأولى:
جاءت هنا لزيارتي
كانت تتأتى..لا تعي ماذا تقول
تبكي تخاف من الحواجز بيننا
وكأنها تلك الحمامة في ذهول
ثم انتهى وقت الزيارة ..هكذا
وغاب عني وجهها القمر الجميل
عامان غابت
ثم جاءت من جديد لكي تقول
الزيارة الثانية:
بابا الحبيب إلى الأبد
ما بهم قد قيدوك ،وأبدوك
إلى الأبد
ما بهم ...يضعوا الحواجز بيننا...
سداً يلاصق ألف سد
فليرفعوا ..هذي الحواجز والسدود
لأرتمي
في حضنك الدافئ ..فكم
مشتاقةٌ بابا لحضنك أفتقدك
فلقد بدأت أعي تماماً..أنهم
قد غيبوا عنك الشموس..وغربوا
عنك الحضور مع الجسد
لكنهم ..ما غيبوا روحاً لبابا
ان روحك يا أبي..
كالطير تحرسنا ..تحلق فوق سطح
دارنا
فوق أبنية البلد
الزيارة الثالثة:
جاءت هنا لزيارتي
ركضاً على قدم وساق
قالت أبي :
بصوتها،كل الأسى والاختناق
هل أنت في خير هنا
من بعد أعوام وأنت مكبل
بالقيد مغلول الوثاق...؟
مشتاقةٌ لحضنك يا أبي
وتعبت من طول الأسى
والاشتياق
مشتاقة...وطفولتي مشتاقة
لان تقبل وجنتي...
بعد اغترابك والفراق
خذني لحضنك ساعة
عمراً يطول بعد العناق
مع العناق
وأكسر قيودك واحتضني لحظةً
وأمسح بكفك في تودد دمعتي
ان الدموع غدت جحيماً،لا يطاق
فبحضنك الدافئ تجف مدامعي
وتعود لي ،بعد العناق طفولةٌ
منذ اعتقالك أصبحت ،مذبوحة
دمها يراق
بل إنها نادت عليك كما أنادي
في الشوارع والزقاق
الزيارة الرابعة:
جاءت وقالت يا أبي..
لك المحبة والسلام
مني ومن أمي التي
تبكي غيابك مثلما
يبكي الغمام على الغمام
أمي التي:
في البيت ترقب عودتي
لكي أوافيها تفاصيل الزيارة بيننا
ما دار فيها ...من حديث
أو كلام
منعوا عليها ان تجيء بصحبتي
بحجة الأمن المزيف،عند حراس المقابر
عند عشاق الظلام
أمي التي:
ترقب رجوعك مثلما ..عام أبي
من بعد عام
قد حملتني ألف ألف تحية
منها...ومن كل الأقارب ،والكرام
حتى أثاث البيت...
يهديك المحبة والسلام
جدران منزلنا...أدوات مطبخنا
كذلك والرخام
ومقعد القصب الذي ...
قد كان مجلك المضل ،باب منزل
جدّنا...
لما ألقت تجلس هائماً
مترنحاً في روعة الأنام
وكل شيء عنك يسأل يا أبي...
حتى الشوارع والأزقة
عنك تسأل، البلابل
والحمام
الزيارة الخامسة:
جاءت هنا لزيارتي
والدمع مراق..هت
فسألتها...عن حالها
قالت أبي:
كل الذي قد قلته بزيارة الماضي
يهون
فأسمع مزيداً عن عذابي
الشجون
فالعيد موعده غداً
والنا ..والآباء مع أبنائهم
للسوق قد التقي،يتزاحمون
يهرولون
كل الهدايا للصغار رأيتهم
يشترون أجمل ما يرون
أما أنا ...
سوقي سجوناً...يا أبي
آتي هنا ...سفر طويل علّني
آخذ هدايا العيد منكَ
من سوق الأبوة والحنين
من غابة السجن اللعين
أو سبحةً...أو رسمه..
أو أي شيء ...منك
من عطر الأبوة يا أبي مهما
يكون
يا أبي:
ما أصعب العيد الذي أسموه
بالعيد السعيد إذا أتى:
لما أرى الأطفال مع آبائهم
بملابس العيد الجديدة ..يفرحون
فوق المراجيح الجميلة يلعبون
وعيونهم...
فيها بريق للسعادة..ليس فيها
أي دمع ،أي حزنٍ في العيون
أما أنا مثل اليتيمة أنني
من دون حضنك
كيف أفرح بالجديد
عيدي خروجك من هنا
من قوة الأغلال والوقت
البليد
عيدي احتضانك تحت قرص
الشمس ،في الوطن المجيد
هو ذاك عيدي وحده
سيكون لي عيدي الأكيد
أما غداً....
فمخطئ ذاك الذي ..أسماه
بالعيد السعيد
أين السعادة والطفولة كلها
بالدمع تسبح يا أبي،في
كل عيد
فأرجع أبي..عيدي رؤاك
وليس لي من مؤنس...
إلا التصوير التي أرسلتها..
من داخل السجن الحقود
على البريد
صور لها أشكو اشتياقي
والعذاب.
بالدمع أغسل كل يوم إطارها
في بيتنا الدافي الذي
يبكي غيابك كلما
قد جاء دونك باكياً
فجراً جديد
الزيارة الأخيرة:
أبكت عيوني طفلتي الحلوة الأميرة
حين قالت:في زيارتها الأخيرة..
يا أبي...
أتظنني ما زلت طفلتك المدللة
الصغيرة؟؟!!!
كلا أبي...
إني كبرتُ...ولم أعد تلك التي
في البيت مع ألعابها
تحبوا على تلك الحصيرة
إني كبرتُ...
كبرت جداً يا أبي
وغدا اعتقالك ذابحي..
وغدوت أحيا في غيابك
ألف حيرة
كم يا أبي ،نادت باسمك
في الشوارع دمعتي
لما تجيء مع البريد رسالة
تحمل بطيات البريد قصيدة
من فوق أسطرها القصيرة
فلقد كبرتُ..
كبرت جداً في غيابك
صرتُ أفهم أن للأحزان ألوان
وأشكال كثيرة
وأن دربك موحشٌ جداً أبي
ومسيرة الأحرار قد باتت عسيرة
مسيرة لا تكتمل
إلا بدمعة طفلة مشتاقة
وبدمع الأم العزيزة
ها قد بكينا يا أبي حتى احترقنا
سبع أعوام عجاف ،قد مضت...
لكنها...
لم تكتمل للآن يا أبتِ المسيرة
فمتى التحرر...
كي أحرر ما بقلبي..من عذابي
واشتياقي
ألف مذبحة اشتياقٍ نفذوا
بطفولتي
منذ اعتقالك حرموني
منك (بابا) والتلاقي
فأكسر قيودك واحتضني لحظةً
هيهات ضمني...
أو عناقي
للابنة الغالية هبة الله
الزيارة الأولى:
جاءت هنا لزيارتي
كانت تتأتى..لا تعي ماذا تقول
تبكي تخاف من الحواجز بيننا
وكأنها تلك الحمامة في ذهول
ثم انتهى وقت الزيارة ..هكذا
وغاب عني وجهها القمر الجميل
عامان غابت
ثم جاءت من جديد لكي تقول
الزيارة الثانية:
بابا الحبيب إلى الأبد
ما بهم قد قيدوك ،وأبدوك
إلى الأبد
ما بهم ...يضعوا الحواجز بيننا...
سداً يلاصق ألف سد
فليرفعوا ..هذي الحواجز والسدود
لأرتمي
في حضنك الدافئ ..فكم
مشتاقةٌ بابا لحضنك أفتقدك
فلقد بدأت أعي تماماً..أنهم
قد غيبوا عنك الشموس..وغربوا
عنك الحضور مع الجسد
لكنهم ..ما غيبوا روحاً لبابا
ان روحك يا أبي..
كالطير تحرسنا ..تحلق فوق سطح
دارنا
فوق أبنية البلد
الزيارة الثالثة:
جاءت هنا لزيارتي
ركضاً على قدم وساق
قالت أبي :
بصوتها،كل الأسى والاختناق
هل أنت في خير هنا
من بعد أعوام وأنت مكبل
بالقيد مغلول الوثاق...؟
مشتاقةٌ لحضنك يا أبي
وتعبت من طول الأسى
والاشتياق
مشتاقة...وطفولتي مشتاقة
لان تقبل وجنتي...
بعد اغترابك والفراق
خذني لحضنك ساعة
عمراً يطول بعد العناق
مع العناق
وأكسر قيودك واحتضني لحظةً
وأمسح بكفك في تودد دمعتي
ان الدموع غدت جحيماً،لا يطاق
فبحضنك الدافئ تجف مدامعي
وتعود لي ،بعد العناق طفولةٌ
منذ اعتقالك أصبحت ،مذبوحة
دمها يراق
بل إنها نادت عليك كما أنادي
في الشوارع والزقاق
الزيارة الرابعة:
جاءت وقالت يا أبي..
لك المحبة والسلام
مني ومن أمي التي
تبكي غيابك مثلما
يبكي الغمام على الغمام
أمي التي:
في البيت ترقب عودتي
لكي أوافيها تفاصيل الزيارة بيننا
ما دار فيها ...من حديث
أو كلام
منعوا عليها ان تجيء بصحبتي
بحجة الأمن المزيف،عند حراس المقابر
عند عشاق الظلام
أمي التي:
ترقب رجوعك مثلما ..عام أبي
من بعد عام
قد حملتني ألف ألف تحية
منها...ومن كل الأقارب ،والكرام
حتى أثاث البيت...
يهديك المحبة والسلام
جدران منزلنا...أدوات مطبخنا
كذلك والرخام
ومقعد القصب الذي ...
قد كان مجلك المضل ،باب منزل
جدّنا...
لما ألقت تجلس هائماً
مترنحاً في روعة الأنام
وكل شيء عنك يسأل يا أبي...
حتى الشوارع والأزقة
عنك تسأل، البلابل
والحمام
الزيارة الخامسة:
جاءت هنا لزيارتي
والدمع مراق..هت
فسألتها...عن حالها
قالت أبي:
كل الذي قد قلته بزيارة الماضي
يهون
فأسمع مزيداً عن عذابي
الشجون
فالعيد موعده غداً
والنا ..والآباء مع أبنائهم
للسوق قد التقي،يتزاحمون
يهرولون
كل الهدايا للصغار رأيتهم
يشترون أجمل ما يرون
أما أنا ...
سوقي سجوناً...يا أبي
آتي هنا ...سفر طويل علّني
آخذ هدايا العيد منكَ
من سوق الأبوة والحنين
من غابة السجن اللعين
أو سبحةً...أو رسمه..
أو أي شيء ...منك
من عطر الأبوة يا أبي مهما
يكون
يا أبي:
ما أصعب العيد الذي أسموه
بالعيد السعيد إذا أتى:
لما أرى الأطفال مع آبائهم
بملابس العيد الجديدة ..يفرحون
فوق المراجيح الجميلة يلعبون
وعيونهم...
فيها بريق للسعادة..ليس فيها
أي دمع ،أي حزنٍ في العيون
أما أنا مثل اليتيمة أنني
من دون حضنك
كيف أفرح بالجديد
عيدي خروجك من هنا
من قوة الأغلال والوقت
البليد
عيدي احتضانك تحت قرص
الشمس ،في الوطن المجيد
هو ذاك عيدي وحده
سيكون لي عيدي الأكيد
أما غداً....
فمخطئ ذاك الذي ..أسماه
بالعيد السعيد
أين السعادة والطفولة كلها
بالدمع تسبح يا أبي،في
كل عيد
فأرجع أبي..عيدي رؤاك
وليس لي من مؤنس...
إلا التصوير التي أرسلتها..
من داخل السجن الحقود
على البريد
صور لها أشكو اشتياقي
والعذاب.
بالدمع أغسل كل يوم إطارها
في بيتنا الدافي الذي
يبكي غيابك كلما
قد جاء دونك باكياً
فجراً جديد
الزيارة الأخيرة:
أبكت عيوني طفلتي الحلوة الأميرة
حين قالت:في زيارتها الأخيرة..
يا أبي...
أتظنني ما زلت طفلتك المدللة
الصغيرة؟؟!!!
كلا أبي...
إني كبرتُ...ولم أعد تلك التي
في البيت مع ألعابها
تحبوا على تلك الحصيرة
إني كبرتُ...
كبرت جداً يا أبي
وغدا اعتقالك ذابحي..
وغدوت أحيا في غيابك
ألف حيرة
كم يا أبي ،نادت باسمك
في الشوارع دمعتي
لما تجيء مع البريد رسالة
تحمل بطيات البريد قصيدة
من فوق أسطرها القصيرة
فلقد كبرتُ..
كبرت جداً في غيابك
صرتُ أفهم أن للأحزان ألوان
وأشكال كثيرة
وأن دربك موحشٌ جداً أبي
ومسيرة الأحرار قد باتت عسيرة
مسيرة لا تكتمل
إلا بدمعة طفلة مشتاقة
وبدمع الأم العزيزة
ها قد بكينا يا أبي حتى احترقنا
سبع أعوام عجاف ،قد مضت...
لكنها...
لم تكتمل للآن يا أبتِ المسيرة
فمتى التحرر...
كي أحرر ما بقلبي..من عذابي
واشتياقي
ألف مذبحة اشتياقٍ نفذوا
بطفولتي
منذ اعتقالك حرموني
منك (بابا) والتلاقي
فأكسر قيودك واحتضني لحظةً
هيهات ضمني...
أو عناقي
- om.lamoora
عدد المساهمات : 42
نقاط : 72
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 02/11/2011
رد: طفولة تذبح على شباك الزيارات..... للأسير ناصر الشاويش
الثلاثاء 15 نوفمبر 2011, 10:55 am
سلمتي وننتظر جديديك
تقبلي مروري
تقبلي مروري
- عادل
عدد المساهمات : 667
نقاط : 1331
التقييم : 2
تاريخ التسجيل : 15/03/2011
رد: طفولة تذبح على شباك الزيارات..... للأسير ناصر الشاويش
الأربعاء 16 نوفمبر 2011, 11:07 am
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى